رئيس التحرير
عصام كامل

أبو إسلام وشعبان لا يمثلان الإسلام


أصبحت على يقين أن البعض منا يسيء للإسلام والمسلمين بدرجة أكبر مما قام به أى مستشرق على مدار التاريخ.. وأمامى الآن نموذجان لهما دلالة واضحة ومباشرة جدا.


النموذج الأول: أفتى الدكتور محمود شعبان، أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر، لبرنامج "فى الميزان" على قناة "الحافظ"، بجواز قتل أعضاء جبهة الإنقاذ الوطنى وقياداتها، مؤكدا أن ذلك هو حكمهم فى شريعة الله (جريدة اليوم السابع 7 فبراير 2013). النموذج الثانى: أكد الشيخ أبو إسلام أحمد عبد الله، رئيس قناة الأمة، أنه لم يقصد الإساءة إلى جميع الفتيات المسيحيات بعد تصريحاته الأخيرة عبر قناة الأمة بأن الفتيات اللاتى تم اغتصابهن فى ميدان التحرير صليبيات، وأشار إلى أنه قال بالنص: أغلب الفتيات اللاتى تم اغتصابهن فى ميدان التحرير من الصليبيات، ولم أقل الجميع (جريدة الصباح 9 فبراير 2013).
كيف يمكن قراءة ما سبق؟! النموذج الأول الدكتور محمود شعبان الذى قرر بكامل إرادته أن يبيح بشكل غير مباشر قتل أعضاء جبهة الإنقاذ الوطنى لمجرد اختلافه معهم، فضلا عن كونه حمل مسئولية تلك الإباحة بقتلهم وسفك دمهم إلى شريعة الله حسبما يفهمها هو وأمثاله، وليس حسبما يقول فقهاء الإسلام وعلماؤه، وهو ما يستغله البعض لربط الإسلام بالإرهاب والعنف، أما النموذج الثانى فهو لرائد الأزمات والتوترات الطائفية أبو إسلام أحمد عبد الله صاحب التاريخ الطويل فى ازدراء العقيدة المسيحية والمواطنين المسيحيين المصريين وكنيستهم، لدرجة أن وصل به الأمر إلى حرق الإنجيل أمام السفارة الأمريكية، والذى أتحفنا أخيرا بما قاله حول تحديده الفتيات اللاتى تم اغتصابهن بأنهن مسيحيات.

الطريف فى الأمر أنه لم يشغله جريمة الاغتصاب بقدر ما شغله ديانتهم، وهو ما يمكن فهمه بطريقتين؛ إما أنه يوافق على اغتصاب المواطنات المسيحيات المصريات، أو أنه يتعامل مع تلك الجريمة باستهتار لمجرد أن الضحية هنا غير مسلمة، وبالتالى حلال اغتصابهن، مع العلم أننى شخصيا لا أعرف ديانتهم بقدر ما أزعجتنى تلك الجريمة الشنعاء على مستويات عدة، مستويات إنسانية فى جميع الأحوال.
هذه النماذج ممن يدعون أنهم شيوخ ودعاة هم فى الحقيقة يقدمون أسوأ نموذج للدين الإسلامى وللمواطنين المسلمين المصريين.
أقول بوضوح: لا نعرف مثل هؤلاء، لا نعرف هذا التطرف المرتدى عباءة الإسلام، هؤلاء لا يمثلون الإسلام.. لا يمثلون المصريين.. لا يمثلون الأزهر الشريف.
الجريدة الرسمية