رغم أنني هذه المرة حرمت من فنجان القهوة المعتبر، الذي تعد لي بيديها على نار السبرتاية المدهشة، إلا أنني كنت محظوظا بالخروج معها، إذ جعلتني أرى الحياة بعينيها هي، فوجدتها مختلفة تماما..
بعد خروجها من باب العمارة، تمشي الست ماري بخطوات أكثر سرعة، حتى وصلت إلى المخبز القابع على ناصية الشارع ودخلته لنحو دقيقة واحدة، ثم خرجت وهي تحمل في يدها لفافة، بينما ارتسمت على..
في نظري، فإن الشقق مجرد علب سكنية يعيش داخلها مجموعة من الأفراد، لا رابط بينهم سوى قرابة «قدرية» لا دخل لهم فيها، أما البيوت فجميع من فيها يحيون وكأنهم أجزاء من جسد..
من بين الصور، واحدة تظهر فيها ماري وهي طفلة في الثانية من عمرها، وقد استقر بها المقام في رحاب والدها، حيث تجلس إلى حجره، وهو جالس على كرسي مصنوع من الخشب ومزخرف بنقوش..
اليوم حين ذهبت لزيارتها كي أحصل على فنجان القهوة المعتاد، وضعت بين يدي الصندوق، وذهبت إلى المطبخ كي تحضر السبرتاية وعدة القهوة، فدفعني الفضول لفتح الصندوق واستكشاف..
نحكي ونقص حكايات من الزمن الجميل بعضها ساخر والبعض الآخر جاد..ولكنها في معظمها مفيدة ونافعة
دخل غرفة نومه وأغلق بابها بالمفتاح رغم أنه يعيش وحيدا منذ ماتت حبيبته، فهكذا يفعل كل عام في ذكرى رحيلها، إذ يجلس على السرير ويفتح ذلك الصندوق الصغير الذي يحوي قصة حبيبين ذاب كل منهما عشقا في الآخر.