يمضي العام ما بين سعرة الأسعار والتجار، وحرب السودان واجتماعات جدة، وقصف روسيا لأوكرانيا، ومحاكمات دونالد ترامب، حتى إعتاد الناس على مكونات الصورة اليومية للأحداث المحلية والاقليمية والدولية..
حين يشارك رئيس الحكومة، كما هو الحال في حكومة الحرب المصغرة حاليا في إسرائيل، فى اتخاذ قرارات عسكرية، دونها خبراته ومعلوماته، فإن هذا هو الكابوس الذي يعانيه قادة إدارة الإبادة الجماعية فى غزة.
لإيمان الناس بحلم السيسي في البناء تحملوا قسوة برنامج الاصلاح الاقتصادي، وسارت الأوضاع مقبولة وجاءت هجمة كورونا، ومن بعدها أوكرانيا، وحاليا غزة، وفي الحالات الثلاث، يتأرجح الاقتصاد المصرى بجيب المواطن
غدا ستعلن النتيجة الرسمية، ويرسم الفائز عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر لست سنوات جديدة، ويعلم المصريون أن الحكومة يجب بحكم الدستور أن تتقدم باستقالتها، لكي يتمكن رئيس البلاد من إختيار حكومة جديدة..
مادام الوضع السياسي، بمكوناته الضاغطة، شرقا وغربا وجنوبا، ومادام الوضع الاقتصادي خانقا بمكوناته الدولارية، وتكتلات الاحتكار السارقة لقوت الشعب، فإن الناس سيختارون الرجل الذي جازف بعمره وعائلته في 2012
ومع عشر سنوات من حكم الرئيس السيسي، والاستقرار الامنى، والتطور العمراني المتزامن مع أوجاع مالية واقتصادية، من الطبيعي أن تدفع الأحزاب بمرشحين، والحق أنها فرصة سانحة لتعريف المواطن بروساء هذه الأحزاب..
اسشهد من الشعب الفلسطيني في حرب الإبادة حتى الأن ما يزيد علي الستة عشر ألف شهيدا، وأصيب ستة وثلاثون الفا، وتحت ركام البنايات والبيوت أعداد خارج الحصر، ودمرت نصف مباني غزة..
على مدار عقود، يعرفون جميعهم الطبيعة المراوغة لرئيس الوزراء الحالي نتنياهو.. والحق أن تعبير الطبيعة المراوغة هو بديل دبلوماسي لوصفه بالكذب، فهو رجل وغد لا يحترم وعدا ولا اتفاقا، ولا يقول الحقيقة أبدا.
ولاحظ الناس نبرة القوة والثقة التى تخللت تصريحات رئيس الحكومة، وبخاصة أنه بدا راضيا عن نجاح ألية الرخصة الذهبية وتسريع الموافقات الحكومية وتذليل العقبات أمام المستثمرين..
لقرارات مجلس الامن قوة الالزام وقوة التنفيذ، وحين تتمرد دولة يخاطبها القرار بالتزامات محدد، فإن المجلس الذي يحكم الكرة الارضية يلجأ إلى الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يفوضه حق استخدام القوة
الوضع جثامين علي الطرقات المدمرة في غزة، طعاما للكلاب. الوضع اكتظاظ ثلاجات الموتى في مستشفى الشفاء، ربما تنسفه إسرائيل وأنا أكتب هذه الحروف المتألمة الدامعة العاجزة..
يبحثون المستقبل السياسي لغزة بعد اقصاء حماس. وحماس لا تزال بعنفوانها، لكنهم يقررون عن الشعب الفلسطيني كيف ومن يدير قطاع غزة.
لا تحتاج غزة إلى قنبلة نووية لتدميرها، فما ألقى عليها من قنابل حتى اليوم يعادل ضعفي القنبلتين اللتين القتهما الولايات المتحدة علي هيروشيما ونجازاكي في اليابان..
خرج ملايين البشر من ذوى الضمائر الحية يحتجون علي حكومات بلادهم التى تدعم القاتل، وتعززه وتموله بالسلاح ليفتك بالأف الأطفال والشيوخ والنساء..
رسالة الرئيس حددت أن هذه القوة الضاربة للدفاع عن حدود مصر الاستراتيجية في الجهات الأربع، جنوبا حيث السودان، وغربا حيث ليبيا وشرقا حيث البحر الأحمر وشمال شرق حيث إسرائيل..