رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يريد المصريون من الرئيس في مدته الجديدة؟

يتوجه المصريون اليوم وحتى الثاني عشر من شهر ديسمبر لإختيار رئيس للبلاد من بين أربعة مرشحين، من بينهم الرئيس الحالي المرشح عبد الفتاح السيسي، أما الثلاثة الأخرون. فلم يكن الشعب يعرف بهم أو عنهم كثيرا، حتى رئيس حزب الوفد عبدالسند يمامة، فجاءت الانتخابات الرئاسية لتعريف الناخبين المحتملين ببرامجهم ورؤاهم، ومؤدي ذلك أن ثلاثة أحزاب تنافس الرئيس الذى بلا حزب معلن، وإن كان الظهير السياسي والحزبي له هو مستقبل وطن..

Advertisements


ولا نحتاج إلى جهد ذهنى ثقيل للتنبؤ بنتيجة مرجحة للرئيس والمرشح عبد الفتاح السيسي، ومع ذلك فإن نزول منافسين له في السباق غير المتكافئ، هو أمر مفيد للتربة السياسية المصرية، يشجع على المشاركة فيما يأتي بعد من سباقات انتخابية رئاسية، فضلا عن تعريف الناخبين بالاحزاب الفاعلة وهجر الأحزاب الخاملة..


أمضى الرئيس الحالي عشرة سنوات، وأمامه ست سنوات أخرى، ولم يكن لديه في الدورات السابقة سوى برنامج واحد هو إستقرار وبناء مصر، ولا نحسب أن المنافسين الثلاثة الحاليين له لا يشاركونه نفس الحلم وإن إختلفت الوسائل والسياسات،  فحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى، وعبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي، لا يقلون وطنية عن السيد رئيس البلاد والمرشح الأكثر ترجيحا للفوز..


ومادام الوضع السياسي، بمكوناته الضاغطة، شرقا من غزة، وجنوبا من السودان، وغربا من ليبيا، ومادام الوضع الاقتصادي خانقا بمكوناته الدولارية، وتكتلات الاحتكار السارقة لقوت الشعب، فإن الناس سيختارون الرجل الذي جازف بعمره وعائلته ووجوده في 2012، والرجل الذى بنى وعمر، وهو وطنى مثل ملايين الوطنيين المصريين، لديه حلم، ورؤية، أخذ بالشعب كله في اتجاهها، مع ضغط عنيف موجع على البيوت المصرية.

تغيير الحكومة


نالت وحشية الأسعار، وقسوة برامج الاصلاح الاقتصادي، وإختلاف قائمة الاولويات بين الشارع وبين القيادة، أقول نالت من شعبية الرئيس، وهو إعترف بذلك وهو يقول أنه لا يركض وراء الشعبية، لأن العلاج الجذري ضرورة بقاء، أما المسكنات فتأجيل وترحيل للأزمات..


في المجمل فان الناس يعلمون أنه رجل أعطى ويعطى لكنهم مستاءون من سعار الغلاء وقلة الدخل.
وربما تكون نسبة الحضور أقل مما حدث في الجولات السابقة، بسبب الزعل الشعبي من الغلاء، لكن المرشح سيفوز بنسبة تجعل العالم يحترم العملية الديمقراطية التى جرت في أجوائها انتخابات الرئاسة المصرية الحالية.


ماذا يريد الشعب من المرشح عبد الفتاح السيسي بعد فوزه المرجح؟ يريدون حياة كريمة ليس فقط للفقراء بل للطبقة المتوسطى التى قذف بها الإحتكار والغلاء إلى أسفل، وهذه الطبقة هي عمود الاستقرار في أي مجتمع، فهي التى تربي وتنفق وتعلم أولادها، مددا متصلا من الخبرات اللازمة، في المجالات كافة. 

 

يريد الناس أيضا تغييرا جوهريا في الحكومة التى ستقدم استقالاتها فور الإعلان الرسمي لفوز الرئيس، وليس التغيير واجبا فقط في الوجوه، بل في السياسات والأولويات، والوفاء بالنسب المقررة في الدستور لبند الصحة وبند التعليم، ويريد الناس رؤية الفاسدين في السجون وضرب الاحتكار. والسرعة في المداهمة لأوكار التجار الجشعين.

 


الظرف السياسي من حولنا يستوجب أن نكون جميعا جيش مصر. الكبير، صفا واحدا وقلبا واحدا.. لأن القادم أصعب، وإذا كنا هزمنا إرهاب العملاء، فإن علينا اليوم وغدا أن نهزم رعاة هولاء العملاء وولاة أمورهم..
انزل وشارك.. مصر أغلى من كل حسابات الزعل والتردد..

الجريدة الرسمية