رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إثيوبيا تطلق "الذباب الإلكتروني" فى سماء العلاقات المصرية السودانية

السيسي والبرهان فى
السيسي والبرهان فى لقاء سابق
"مصر عدو السودان الأول.. اقفلوا المعابر مع مصر.. القاهرة تدمر اقتصاد الخرطوم"، العبارات السابقة عبارة عن هاشتاجات لقيت رواجا هائلا على مواقع التواصل فى السودان، بهدف التحريض على العلاقات التاريخية بين مصر والسودان.


ميزانيات هائلة تم رصدها لتمويل هذه "الهاشتاجات" الرامية لتمزيق النسيج الذي يجمع البلدين، وسط دس أكاذيب وسموم وشائعات تنال هذه علاقات القاهرة والخرطوم بطريقة مكشوفة.

زيارة السيسي
الفترة الماضية شهدت زيارات متبادلة للوفود الرسمية بين القاهرة والخرطوم، ومع الأنباء عن الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الجارة العربية والإفريقية لمناقشة سبل تعزيز العلاقات وتوحيد المواقف بين بلدين تربطهما علاقات جذورها ضاربة فى التاريخ، نشطت ميلشيات إلكترونية بشكل لافت رصدتها "فيتو" على مدار الأسابيع الماضية تدس السموم الزرقاء على "تويتر" و"فيس بوك".

معاناة القضارف 

وللتعليق على هذه الظاهرة أكد الناشط السودانى، برمة سعد أحمد، أحد شباب منطقة القضارف التى تعانى من ويلات الميلشيات والعصابات الإثيوبية فى المنطقة الواقعة ضمن ولايات الفشقة الحدودية، أن هذه الميلشيات الإلكترونية أو "الذباب الإلكترونى" كما بات يعرف فى عالم "السوشيال ميديا"، مصدرها أديس أبابا، يعاونه فى ذلك رجال أعمال محليون يرتبطون بمصالح مع الجارة الإثيوبية، ورصد التكتل الهادف لتمزيق العلاقات بين مصر والسودان أرقاما خيالية ودشن صفحات وهمية على مواقع التواصل بهدف الترويج لهذه الأكاذيب، وشحن الشعب السودانى ضد الأشقاء المصريين.

المخابرات الإثيوبية 

المخابرات الإثيوبية ليست بعيدة عن حرب "الهشتاجات" وتشرف بشكل مباشر على إدارة هذه الحسابات، هكذا استكمل الناشط السودانى "برمة سعد" حديث لـ"فيتو" فى سياق تتبع الظاهرة، مشيرا إلى أنه مع التوافق والتنسيق الذي ارتفع منسوبه بين القاهرة والخرطوم، لمجابهة مخاطر سد النهضة فى ظل التعنت الإثيوبى، سعت إدارة أبى أحمد على، لأحداث شرخا فى جدار التحالف العربى الإفريقي، الذي اعتادت بلاده على ممارسته منذ عهد الرئيس المعزول عمر البشير، بعدما لعبت إدارته دورا مريبا فى ملف سد النهضة وساهمت فى مرواغة القاهرة عقب ثورة يناير 2011، لصالح أطرف دولية وإقليمية سرعت من تشييد "سد الألفية" لتعطيش مصر، وتعمد رموز حكمه "الكيزان" ترويج معلومات كاذبة بالصحافة المحلية حول الفوائد التى يحملها النهضة للسودان، وهو ما تبين زيفه مع مرور الوقت واكتشاف تهديد حجز المياه فى الحبشة لما يقارب 20 مليون مواطن سودانى.

الشيطان المصري

من جهته ناقشت الدكتورة أمانى الطويل مدير البرنامج الأفريقى بمركز الأهرام للدراسات، هذه الظاهرة فى مقال سابق له نشر فى فبراير الماضى تحت عنوان "في السودان.. من يصنع الشيطان المصري؟".. حذرت فيه من خطورة تصديق الشائعات التى تستهدف مصر فى الجارة الجنوبية.

واستشهدت فى مستهل المقال بمقطع فيديو انتشر وقتها عبر وسائل التواصل لحريق اندلع عند معبر أرقين على الحدود بين مصر والسودان، وتم رفض دخول سيارة الإطفاء المصرية، رغم تعذر وصول سيارة سودانية. اصطف الأشقاء السودانيون لمنع السيارة المصرية من الدخول.

ظاهرة الأكاذيب 

وأضافت الطويل، أن هذا المشهد يتوج عشرات المعلومات المفبركة والمصطنعة ضد مصر في الفترة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي ظاهرة ممتدة منذ نظام عمر البشير وحتى الآن، مثل أن الموالح المصرية مسرطنة، أو أن المساعدات الطبية المصرية للسودان منتهية الصلاحية، أو أن الدقيق المصري المتدفق إلى السودان وقت الفيضان به بودرة سيراميك مضرة بصحة الإنسان.
وأشارت إلى أن هذه المنظومة المصنوعة بمهارة ذكرتها بالوثائق البريطانية التي أطلعت عليها في دار المحفوظات البريطانية بمنطقة كيو بلندن، حينما كنت تعد رسالة للدكتوراه، هذه الوثائق حسب المقال كانت حافلة بعشرات الشائعات التي تم طبخها في مقر السفارة البريطانية في الخرطوم.

وتابعت: إنه قياسًا على هذه الخبرة التاريخية، نكاد نجزم أن الشائعات والحكايات والتحريض على مصر في السودان هو صناعة مخابراتية بامتياز تقوم بها إثيوبيا وأطراف أخرى تريد أن تنسف التقارب السوداني المصري في أزمة سد النهضة، والمؤسس على مصالح كل بلد على حدة وطبيعة الأخطار التي تواجهها بسبب هذا السد.

تبيعة الفشقة

بدوره قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لشؤون السودان وحوض النيل هاني رسلان، فى تعليق له على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أن إثيوبيا تشن حملة إفتراءات عن تبعية الفشقة لها مع تزايد حشودها على الحدود.. وفى ذات الوقت يشن أذنابها فى السودان حملة أكاذيب جديدة ضد مصر فى محاولة لتعويض انكشاف خداع إثيوبيا ومطامعها التوسعية.
Advertisements
الجريدة الرسمية