رئيس التحرير
عصام كامل

نفسيون يحذرون من الألعاب الإلكترونية القاتلة: تتقمص شخصية الطفل وتضعف طاقته النفسية.. تعوده على الاستسلام.. وتقوده للانتحار

الوشاح الأزرق وتيك
الوشاح الأزرق وتيك توك
تحدى التعتيم أو "الوشاح" لعبة جديدة على تطبيق التواصل الاجتماعي "التيك توك"، حيث تسببت في انتحار عدد من المراهقين.

وقد عُرفت بتحدي التعتيم أو "الوشاح"، حيث تدفع الأطفال إلى الانتحار من أجل الشعور بإحساس مختلف.


في البداية يسجل الضحية على اللعبة من خلال حساب عبر تيك توك فقط، ثم يطلب من اللاعب تحدي تعتيم الغرفة، ومن هنا جاء مصطلح "تحدي التعتيم أو Blackout challenge"، وبعدها يتم تسجيل المشارك.

وفي غضون أيام قلائل من بداية اللعبة تسبب تحدي "الوشاح" على "تيك توك" في انتحار 4 أطفال في عمر الزهور بشكل مفاجئ، حيث بدأ الأمر من أنتونيلا (10 أعوام) في باليرمو جنوبي إيطاليا، وأدهم وأصدقائه في مصر، وجميعهم لقوا المصير نفسه وهو الانتحار شنقًا.

لعبة قاتلة

وتلك اللعبة ليست الأولى الموجودة على التطبيقات الالكترونية التي وصمت بأنها لعبة قاتلة، حيث ظهرت خلال السنوات الماضية العديد من الألعاب التي حذرت منها العديد من الدول مثل: لعبة «تحدي تشارلي»، لعبة «الحوت الأزرق»، لعبة «البوكيمون جو»، لعبة «مريم»، لعبة «جنية النار».

اضطرابات شخصية

في البداية، أشار محمد فكري أخصائي الأمراض النفسية والعصبية، إلى أن الأشخاص الذين ينتهي بهم الأمر للانتحار غالبا ما يعانون من اضطراب في الشخصية يريدون أن يمارسوا أي نشاط مختلف، كما أن لديهم قابلية للإيحاء وتقلب المزاج والسذاجة، مصابين ببعض الأمراض الاكتئابية، التي تغفل عنها الأسرة.

وتابع: تغفل الكثير من الأسر أن أبناءهم من الممكن أن يصابوا بالاكتئاب، معتقدين أنه مازال صغيرا لم يمر بشئ سيئ للغاية يجلب له الاكتئاب، ولكن الاكتئاب لا يفرق بين صغير أو كبير، يصيب أي شخص في أي مكان.

تقمص شخصيته

وفي نفس السياق، قال الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية: إن كل تحديات الألعاب الإلكترونية مؤهلة لأن تتحكم في نفسية الطفل أو المراهق الذي يلعب بها، حيث أنها تحتوي على عوامل جذب للطفل والمراهق وتتحكم في شخصيته.

وتابع: كما أنها تتحكم في كل المقومات لديه، بما يجعله مستسلم وضعيف ليتمكن من دخول التحدي القادم، وبالتالي تدخل اللعبة في شخصيته، وتعطيه إيحاء بأنه أصبح كبير سنا.

واستطرد: بعد أن تتمكن اللعبة من المراهق يصاب بالاكتئاب، لأنه يكون عاجز على تجاوز التحدي المطلوب، حيث أنه عندما يتقمص شخصيات داخل اللعبة تتحكم اللعبة هي في شخصيته، وتجعل طاقته النفسية في هذا السن ضعيفة، وبالتالي تصيبه بالاكتئاب عندما يصل لمستوي تحدي لم يستطيع تجاوزه يتجه للانتحار، موضحا أن المراهق يمر بأكثر من مرحلة نفسية ومنها يصل للانتحار، ففكرة الانتحار لم تسيطر عليه فجأة.

ممارسة الألعاب الإلكترونية

وأشار استشاري الصحة النفسية، إلى أن ممارسة الألعاب الإلكترونية أكثر من 35 ساعات أسبوعيا يصيب بالاكتئاب، وتعرض شخصية الطفل لضغوط وتراكمات، لذلك دائما ما ننصح أولياء الأمور بالانتباه إلى أبنائهم أثناء ممارسة الألعاب على الموبايل واختار المحتوى الذي يتعاملون معه.

وأوضح أن الكثير من الأهالي يطمئنون إلى أبنائهم عندما يجدونهم يمسكون الموبايل ويمارسون ألعابا داخل المنزل ويعتقدون أن هذا أمان بالنسبة لهم، ويغفلون أن الخطر داخل منزلهم.
الجريدة الرسمية