رئيس التحرير
عصام كامل

في شهر النصر.. السادات صانع المجد والشرف والتاريخ.. رسالة دكتوراه تحلل خطابات "بطل الحرب والسلام" وتكشف صلابة مواقفه

الرئيس الراحل محمد
الرئيس الراحل محمد أنور السادات
لقد جرى العُرف على أن التاريخ يكتبه المنتصرون، وأن الشعوب تمجد قادتها المنتصرين، غير إن هذه النظرية تبدو مهتزة ومرتبكة أمام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، الذي قاد جيش مصر العظيم لتحقيق انتصارات السادس من أكتوبر/ العاشر من رمضان، وأعاد كامل التراب المصري الذي دنسه المحتل الإسرائيلي بعد حرب النكسة.


وخلال الأيام القليلة الماضية، مرت ذكرى نصر العاشر من رمضان، ثم أعقبتها ذكرى تحرير سيناء، دون احتفاء بهذا القائد الاستثنائي الذي صاغ تاريخًا استثنائيًا للعسكرية المصرية والأمة العربية، سواء على الصعيد الرسمي أو الصعيد الشعبي، وهو أمر مثير للجدل والحيرة، لا سيما عندما يذهب الاحتفاء إلى مَن لم يحقق نصرًا عسكريًا وحيدًا في حياته، أو عندما يعمد بعض الصغار إلى تشويه سيرة الرجل وصورته، حسدًا من عند أنفسهم الأمَّارة بالسوء.




في السطور التالية.. نرصد شخصية السادات في عيون العالم، ونبحر في عقله، ونعرف كيف كان يفكر ويقرر، وكيف استطاع أن يكسر أنف المحتل الصهيوني، ويسترد الأرض والكرامة والاعتبار.

رسالة دكتوراه
لم ينتبه أحد إلى أن السادات كان بطلًا لرسالة دكتوراه بجامعة تكساس الأمريكية، حيث حصلت الباحثة "دانييلا كاسترو" في ديسمبر 2015 على درجة الدكتوراه عن رسالتها المعنونة بـ"فك شفرة الخطاب.. تحليل المحتوى للرئيس المصري أنور السادات"، ووصفت كاسترو عقل السادات بالحكمة والصبر، من خلال تحليلها لخمسة خطابات للسادات.

وهي: إعلان مبادرة السادات للسلام في 4 فبراير 1971، وخطابه أمام الكنيست في 20 نوفمبر 1977، وخطابه في الاحتفال خلال تسلمه جائزة نوبل في 10 ديسمبر 1978، ثم خطابه في مدينة أسوان، وخطابه لدى وصوله إلى الولايات المتحدة في العام ذاته.

الحكمة والصبر
"كاسترو" انتهت في أطروحتها إلى أن هناك سماتٍ بارزة في شخصية أنور السادات تتمثل في الحكمة والصبر والحذر والإرادة القوية والتفاني، حيث كان قائدًا تقدميًا، نوع لم يعرفه الشرق الأوسط من قبل، إذ أثبت السادات طوال حياته أنه قادر على حل المشكلات المعقدة.

من خلال نظرة فاحصة على اختيار السادات للكلمات والنبرة والكلمة الأكثر تكرارُا في خطاباته، والتي تعد بمثابة إشارات تدل على نوايا السادات السياسية، تقول كاسترو: "كان الرجل واضحًا ومباشرًا؛ فهو غير مستعد للتفاوض مع إسرائيل إلا في حالة إعادة سيناء وتحقيق العدالة للجميع الدول العربية مظلومة".

مشيرة إلى أنه رفض مخاطبة إسرائيل كدولة وكان ذلك واضحًا في خطاباته، حيث أشار إليها بـ"العدو" أربع عشرة مرة.

وذلك خلال خطابه الأول الذي دعا فيه للسلام في 1971، فقد كان يدعو للسلام لكنه كان حازمًا أيضًا.

هكذا كان السادات ولا يزال في نظر العالم رئيسًا وقائدًا عسكريًا لا يُشق له غبار، وأسطورة تستعصي على التكرار، في الوقت الذي لا يحظي بالتقدير ذاته داخل وطنه، فلا يكاد يذكره أحد بما يستحق في ذكريات المناسبات الوطنية التي كان أبرز أسبابها، بل إنه قد يتحول أحيانًا في إلى مادة آمنة للسخرية والتنكيب في البرامج الكوميدية، وكأنه لا كرامة لقائد منتصر في وطنه.
الجريدة الرسمية