رئيس التحرير
عصام كامل

دراما الأمراض النفسية & مسلسلات "العنف والبلطجة".. منافسة شرسة في رمضان 2021.. وناقد: مادة جاذبة جدا وتحقق مشاهدات عالية

مسلسلات رمضان 2021
مسلسلات رمضان 2021
جرعة مكثفة يشهدها موسم دراما رمضان 2021، من تسليط الضوء على القضايا النفسية والاجتماعية التى يعيشها الأبطال، فعلى مدار الحلقات الأولى قدم العديد من النجوم "السيكودراما" والتى اختلفت من عمل لآخر وفقا لقصة كل مسلسل، وفى مقابل ذلك تراجع فى قائمة الأعمال التى تعتمد على العنف والبلطجة.


حرب أهلية
وعلى رأس قائمة هؤلاء النجوم نجد يسرا في مسلسلها حرب أهلية التي تعاني من انهيار حياتها الأسرية بسبب اهتمامها بعملها على حساب عائلتها، فتحاول استرجاع ما خسرته بكل الطرق الممكنة.

كذلك الفنانة جميلة عوض التي تُعتبر «جوكر دراما رمضان» تقتل القتيل وتمشي في جنازته، فتجسد جميلة شخصية تدعى "تمارا" في المسلسل ذاته مع الفنانة يسرا، وتسعى تمارا على مدار حلقات المسلسل إلى تدمير الجميع بداية من أصدقائها وجيرانها وصولاً إلى جميع من يقع في طريقها، وتجد في ذلك متعة ونشوة كبرى ما يدل على أنها تعاني قصورا شديدة ومرضا نفسيا عنيفا.




خلي بالك من زيزي
كما توجد مسلسلات أخرى تُبلور الأمراض النفسية على سبيل المثال المسلسل اللايت كوميدي خلي بالك من زيزي بطولة الفنانة أمينة خليل والفنان محمد ممدوح، ويريد المسلسل توضيح عدد من الأمراض النفسية، ويستعرض مدى خطورتها على الشخص المصاب وعلى محيطه الاجتماعي، حيث تظهر أمينة خليل بشخصية المصابة بمرض عدم ضبط النفس والانفعالية الزائدة ما يتسبب في جلب عدد هائل من المواقف والمشاكل العصيبة.




بينما تجسد الفنانة نهى عابدين في مشهد آخر.. تستيقظ بشكل مفاجئ لما تذعر وتصرخ بشدة لأنها وجدت نفسها بمفردها في المنزل.. وعندما عادت والدتها انفعلت قائلة: "بخاف أبقى لوحدي" والذي يصنف هذا كمرض "المونوفوبيا" أو "رهاب الوحدة".

قصر النيل
كما يجسد الفنان أحمد خالد صالح شخصية من نوع خاص في مسلسل "قصر النيل" الذي يأخذ طابع الجريمة، ويظهر كشخص يعاني ضعف الشخصية وجبن الطبع، فلا يستطيع أن يبدي رأيه فى شيء أو ردة فعل مؤثرة، فيصور «أحمد» شخصية فوزي السيوفي الحياة اليومية لشاب عاطل يعاني اضطرابات عقلية.

من جانبه كشف الدكتور وائل يوسف أستاذ علم النفس بأكاديمية الفنون، عن أسباب زيادة جرعة الدراما النفسية أو التي تتناول قضايا نفسية خلال موسم دراما رمضان 2021 والتي قابلها تراجع كبير فى الأعمال التى اعتمدت على العنف والبلطجة وشاهدناها خلال الأعوام السابقة.




مواد جاذبة في الدراما المصرية
موضحًا لـ"فيتو" أن عرض القضايا النفسية فى الدراما أو السينما هى مادة جاذبة جدا للمشاهد ليس فى مصر فقط وإنما على مستوى الصناعة فى العالم كله ودائما ما تحقق نسب مشاهدة عالية ونجاحا كبيرا، لأنها تغوص فى أعماق النفس البشرية وإشكالاتها وإسقاطاتها فى التصارع أو العدوان الذى يعد الغريزة الأولى عند الإنسان كما وضحها العالم الكبير سيجموند فرويد فى رسائله لآنيشتاين.

"يوسف" يرى أن الدراما المصرية الآن انتقلت من حيز عرض الاعتماد على مشاهد العنف والبلطجة إلى الإثارة والتشويق فى القضايا النفسية التى يتوحد معها المتلقى خصوصا إذا كانت تلامس إسقاطات بداخله من شجن أو حزن أو توتر تعرض له من قبل فى مواقف مشابهة لأحداث العمل المعروض، مشيرا إلى أن الناس بطبيعتها تكون شغوفة بمعرفة ماذا يحدث خلف الستار.

وعلى سبيل المثال نجد أن مسلسل "الاختيار 1 – 2 " يسلط الضوء على معاناة الحياة النفسية والاجتماعية للأبطال بجانب سرد الأحداث الحقيقية، ونجد فى مسلسل "القاهرة كابول" الكشف عن الدوافع الخفية التى يمكن أن تحول شخصا سويا إلى إرهابي.

وعن أسباب التحول إلى الدراما النفسية، أكد أستاذ علم النفس على أنها تمثل إعادة صياغة المجتمع نفسيا عن طريق السينما أو الدراما لما لها من تأثير كبير على فئات المجتمع بمختلف شرائحه، فخلال 10 سنوات مرينا بثورات وأحداث ضاغطة، وما يحدث هو عبارة عن إعادة صياغة للحالة النفسية الجمعية أو العقل الجمعي كنوع من أنواع التنفيس.

فالتركيز الآن على الأعمال الوطنية وما يخص المجتمع والأسرة المصرية لترسيخ الهوية والشعور بالفخر ورؤية الواقع بزوايا مختلفة.

وأشار "يوسف" إلى أن بعض المراكز البحثية والجهات المعنية طرحت أوراق بحثية وتوجيهات بضرورة تقليل نسب مشاهد العنف والبلطجة من الأعمال الدرامية المعروضة، وذلك بسبب ارتفاع نسب الجرائم وخصوصا جرائم السلاح الأبيض عند المراهقين بعد عرض عدد من المسلسلات فى الأعوام السابقة، والتى أظهرت البطل أو القدوة هو من "يأخذ حقه بدراعه" وترسيخ مبدأ قانون الغاب.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية