رئيس التحرير
عصام كامل

هل الصوم في شدة الحر له ثواب أكبر من الصوم في الأيام العادية؟

أحكام الصيام
أحكام الصيام
ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه " هل الصوم في شدة الحر له ثواب أكبر من الصوم في الأيام العادية؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي: 

 
الصوم من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، فمن صام لله يومًا واحدًا إيمانًا واحتسابًا باعده الله عن النار سبعين سنة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» أخرجه البخاري.

ثواب الصيام في الحر الشديد
فإذا كان في الصيام مشقة لطول اليوم وشدة حرٍّ فإن ثوابه يكون أعظم، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: «إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» سنن الدارقطني.

وعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا غَازِينَ فِي الْبَحْرِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ وَالرِّيحُ لَنَا طَيِّبَةٌ وَالشِّرَاعُ لَنَا مَرْفُوعٌ، فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ، قِفُوا أُخْبِرْكُمْ، حَتَّى وَالَى بَيْنَ سَبْعَةِ أَصْوَاتٍ، قَالَ أَبُو مُوسَى: فَقُمْتُ عَلَى صَدْرِ السَّفِينَةِ فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ أَوَمَا تَرَى أَيْنَ نَحْنُ؟ وَهَلْ نَسْتَطِيعُ وُقُوفًا؟ قَالَ: فَأَجَابَنِي الصَّوْتُ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ عز وجل عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى أَخْبِرْنَا، قَالَ: فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ عَطَّشَ نَفْسَهُ لِلَّهِ عز وجل فِي يَوْمٍ حَارٍّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ: فَكَانَ أَبُو مُوسَى يَتَوَخَّى ذَلِكَ الْيَوْمَ الْحَارَّ الشَّدِيدَ الْحَرِّ الَّذِي يَكَادُ يَنْسَلِخُ فِيهِ الْإِنْسَانُ فَيَصُومُهُ. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه والبيهقي في الشعب وأبو نعيم في حلية الأولياء.

وعلى هذا فأجر الصيام عظيم ولكنه في شدة الحر يكون أعظم أجرًا.

فدية إفطار رمضان 
وحددت دار الإفتاء ، قيمة الفدية بالنسبة للرجل الكبير في السن الذي لا يستطيع الصيام والمريض بمرض لا يرجى شفاؤه منه ينبغي عليهم الفدية.

وأشارت دار الإفتاء من خلال فتوى لها، أن فدية المريض الذي لا يستطيع الصيام، هي إطعام مسكين من طعام يقدر بمبلغ 10 جنيهات عن كل يوم كحد أدنى في هذا العام.

وأكدت أن من يستطيع الصوم بعد انقضاء عذر الافطار عليه القضاء بعدد الأيام التي أفطرها، سواء كان ذلك بسبب مرض يرجى شفاؤه أو بسبب حمل أو رضاعة أو غير ذلك.

وأضافت إلى أن القضاء: هو صيام يوم بدلا عن اليوم الذي تم الإفطار فيه الصائم في نهار رمضان.

واستكملت  دار الإفتاء أنه إذا كان المسلم كبيرًا في السن بحيث لا يستطيع على الصيام، أو لديه مشقةٌ شديدةٌ أو تضرر وقد نصحه الطبيب بعدم الصوم، وكان مع ذلك لديه عذر مادي بسبب ما تمر به البلاد من انتشار فيروس كورونا وتعطل في  حركة العمل، وبالأخص للأشخاص الذين يكتسبون أجرهم باليوم والليلة، فكان إخراج الفدية يصعب عليه، أو عبئًا زائدًا على حاجته الأساسية، فإنها تسقط في حقه وقتها ولا يلزمه إخراجها؛ لأنها وجبت على القادر المتيسر لا على العاجز المتعسر

زكاة الفطر

ومن جانبه حدد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في وقت سابق قيمةَ زكاة الفطر لهذا العام 1442 هجريًّا بـ 15 جنيهًا كحدٍّ أدنى عن كل فرد.

وأوضح مفتي الجمهورية، أن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام لتكون عند مستوى 15 جنيهًا، جاء كحدٍّ أدنى عن كل فرد مع استحباب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد.

أشار إلى أن دار الإفتاء المصرية أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك.

أضاف الدكتور شوقي علام أن قيمة زكاة الفطر تعادل (2.5) كيلو جرام من القمح عن كل فرد، نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر.

أشار المفتي إلى أنه يجوز شرعًا إخراج زكاة الفطر منذ أول يوم في شهر رمضان، وحتى قبيل صلاة عيد الفطر.

وناشد مفتي الجمهورية المسلمين تعجيل زكاة فطرهم وتوجيهها إلى الفقراء والمحتاجين خاصة من العمالة غير المنتظمة الذين خسروا أعمالهم، نتيجة التداعيات الناجمة عن الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا.

الجريدة الرسمية