رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا لو عاد المسيح؟ [ ذاكرة الكتب] | فيديو

ماذا لو عاد المسيح؟
ماذا لو عاد المسيح؟ [ ذاكرة الكتب]
ماذا لو عاد المسيح؟ .. سؤال لم يطرحه عباس محمود العقاد إلا في الفصل الأخير من كتابه «حياة المسيح» التي تربو صفحاته على المائتين ولكن القراءة المتأنية للكتاب تجدها تطرح هذا التساؤل بقوة وبطريقة غير مباشرة من صفحاته الأولى إلى أن يطرحه مباشرة كعنوان لفصله الأخير.


الرياء والنفاق
فالصورة التي رسمها العقاد للمجتمع العالمي وخاصة الدولة الرومانية وما ينضوي تحتها من مستعمرات تمتد على مدى البسيطة ثم تركيز الصورة على المجتمع المحلي وخاصة فلسطين والتي صاحبت ميلاده ثم بعثته عليه السلام لا تختلف في تفاصيلها الاجتماعية والنفسية والأخلاقية كثيرا عن الصورة التي نعيشها الآن بعد مرور أكثر من ألفي عام على ولادته عليه السلام.

وهي صورة تعتمد في ملامحها على الاهتمام بالتكلف والمظهر دون الجوهر مما أدى إلى صبغ الحياة في كل مظاهرها المادية والخلقية بل والدينية بالرياء والنفاق في أبشع صوره حتى أصبح الاهتمام بإقامة حروف النص مقدما على إقامة روحه وما يدعو إليه في حقيقته.

عصر الكراهية
ويستفيض العقاد في رسم ملامح صورة هذا العصر فيصل إلى مدى الكراهية والشحناء والبغضاء التي كانت بين أبنائه رغم الضرورة التي كانت تضطرهم للعيش معا في كنف دولة واحدة وهي الإمبراطورية الرومانية على اتساع حدودها في ذلك الوقت.  


إلى أن ينتهي إلى حتمية هذا الأمر باعتباره سنة كونية اقتضتها إرادة الله في مبعث السيد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كما اقتضتها في مبعث كل نبي من أنبياء الله الكرام.

الإخوة كارامازوف
الكاتب الكبير عباس محمود العقاد ـ رحمه الله ـ قدم لطرح السؤال بمشهد خيالي فانتازي من رواية «الإخوة كارامازوف» للكاتب الروسي ديتوفيسكي تخيل فيه أحد أبطال الرواية عودة المسيح إلى الأرض في عهد سطوة محاكم التفتيش في أسبانيا والمصاعب التي واجهها حال عودته.

أمضى الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي (11 نوفمبر 1821 - 9 فبراير 1881) حوالي عامين قبل وفاته في كتابة روايته «الإخوة كارامازوف» مما جعل بعض النقاد يعتبرها بمثابة تتويج لأعماله حيث انتهى من كتابتها في شهر نوفمبر من عام 1880.

ثم ما لبث أن فارق الحياة بعد أقل من أربعة أشهر من نشرها.

حياة المسيح
بعد أقل من سبعين عاما وبالتحديد عام ١٩٥٣ أصدر الكاتب الكبير عباس محمود العقاد (١٨٨٩م- ١٩٦٤م) الطبعة الأولى من كتابه «حياة المسيح» والتي صدرت حينها بعنوان «عبقرية المسيح» قبل أن يتم تغيير عنوانها في الطبعات التالية.

في هذه الحلقة من [ذاكرة الكتب] نعيد طرح هذا السؤال الذي طرحه الكاتبان الكبيران في زمنهما ونلقي بظلال هذا السؤال على زمننا المعاصر ونسأل أنفسنا مع الكاتبين الكبيرين نفس السؤال « ماذا لو عاد المسيح؟».
الجريدة الرسمية