رئيس التحرير
عصام كامل

زعيم الأغلبية منتقدا مسلسلات رمضان: تتناول الصعيد بشكل ظالم ومخالف للواقع

المهندس أشرف رشاد
المهندس أشرف رشاد زعيم الأغلبية البرلمانية
وجه المهندس أشرف رشاد زعيم الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب، انتقادات لاذعة للمسلسلات الرمضانية التى تتناول حياة الصعيد.

وقال رشاد: تابعت كالكثير تناول المسلسلات الرمضانية لحياة الصعيد وأهله، وبقدر ما أقدر إن حياة أهل الصعيد بنكهتها الخاصة لغة وأعراف وحياة عامة لها طابعها الخاص الذى يجعلها خصبة لجذب المشاهد بقصص دسمة، لكن للأسف اراه تناولا هزيلا وضحلا للحياة فى الصعيد بل وظالما لأهل الصعيد بطريقة لا تليق فى كثير من الأحيان.


وأضاف: أنا ادرك أن الدراما تقوم على الحبكة الفنية والقصة بما تحويه من عقدة وحل واحداث ساخنة تجذب المتلقى طوال الحلقات، لكن هل يعنى هذا ويييح للقائمين على العمل أن يصوروا حياة الصعايدة كلها ثأر وحروب وأحقاد وتجارة مخدرات وآثار وقتل وخطف ومكائد غرام وعشق؟ شتان بين ما تعرضه الدراما المصرية وبين الحقيقة فى الصعيد.

وتابع: لن أتعرض هنا للهجة أو الملابس والبيوت والمعايشة اليومية التى اراها باهتة جدا، فاهل الصعيد ليسوا على لهجة واحدة أبدا، فلهجة أهل أسوان تختلف عن أهل المنيا، وهكذا، فلكل بلد لهجته التى يسرى فيها بعضا من لهجات العرب المختلفة، بل وفى بعض الأحيان تختلف اللهجات من مركز لآخر فى نفس المحافظة. لكن الدراما المصرية مصرة على وتيرة واحدة من لهجة هزيلة تتقعر فى نطق الحروف بصورة سمجة تدعو لسخرية أهل الصعيد أنفسهم منها وحتى الجلباب الصعيدى الذى هو عنوان الصعيدى فى قريته ولفة الشال الذى يسمى فى الصعيد (العمة) وهى تاجه فوق رأسه لكم أن تتخيلوا أن لكل محافظة فى الصعيد جلباب وطريقة فى لف العمة. لكن كل هذا مقبول. فهو لا يعيب أهل الصعيد بقدر ما يعيب صناع الدراما على تواضع فنهم.

وقال: لكن مشكلتى معهم التناول لحياة أهل الصعيد وتقديمها لمن لا يعرف الصعيد بصورة تخالف الواقع بصورة مشينة، فأهل الصعيد ليسوا تلك الصورة الوحيدة التى تسوقونها من القساة الغلاظ والمجرمين. أهل الصعيد سادتى ككل البقاع هو تنوع كامل يحوى كل أصناف البشر، لكنهم فى مجملهم والغالب عليهم يا صناع المسلسلات إنهم أكثر أهل مصر طيبة ونقاء وارتباطا بالدين وقيمه وقواعده ومعظم قرى الصعيد بصبغة صوفية تعلم الأطفال الحب والتسامح والارتباط بالدين والأخلاق والقيم والأعراف.

وأضاف: شتان بين أهل الصعيد وما تقدمه الدراما المصرية التى لا تعرف أن فى الصعيد طلاب علم لا يشغلهم سوى النجاح، وأن فى الصعيد شعراء وادباء ورسامون ومبدعون وقادة وأئمة وعلماء، وفى الصعيد حفاظ للقرآن وسابقون فى مدارس فريدة فى تجويده وترتيله، وفى الصعيد أحيانا فقراء لايجدون قوت يومهم كل شاغلهم الرزق الحلال والسعى الحلال والجهاد فى لقمة العيش لا تجارة المخدرات.

وتابع،: بكل بساطة اتركه تساؤلا مفتوحا لرؤيتكم وحكمكم انتم، هل تعتقدون أن العقاد أو البابا شنودة الثالث أو جمال عبد الناصر أو طه حسين أو رفاعة الطهطاوى أو عبد الباسط عبد الصمد والمنشاوى أو المنفلوطى وغيرهم الكثير والكثير أفرزتهم لنا تلك الأسر الصعيدية ونشأوا فى تلك الحياة الصعيدية التى تسوق لها المسلسلات المصرية؟ لن اجيب، واثق فى فهم القارىء وقدرته على نبذ كل بليد لا يقنع ومتجنى يسيئ من أجل الفن الركيك وجذب المشاهد بادعاء يخالف الحقيقة.

وقال: اتمنى من صناع الفن فى مصر إن يدركوا أن الفنون تأريخ لحياة المصريين يجب أن يتسم بالعدالة فى صياغة الحاضر للأجيال القادمة، فخذوا حرصكم عندما تكتبون الدراما الصعيديه فما نكتبه اليوم هو تاريخ الغد، أقدر كل صناع الدراما فى مصر وحرصهم على تقديم أفضل ما يمكنهم صناعته للمشاهد ولكنها دعوه فقط لتصحيح المفاهيم.




الجريدة الرسمية