رئيس التحرير
عصام كامل

بشتري آخرتي.. حكاية سيدة تطوعت لتغسيل وتكفين موتى كورونا بالشرقية

تغسيل وتكفين موتى
تغسيل وتكفين موتى كورونا
في الوقت الذى عزف فيه مغسلون عن القيام بمهام عملهم مع ضحايا كورونا خوفا على أنفسهم من الوباء القاتل لم تبال سيدة أربعينية مقيمة بمحافظة الشرقية بهذه الأخطار وعقدت العزم على التطوع بالمجان لغسل وتكفين جثامين ضحايا المرض.



"بغسل موتى من زمان أوي.. وأول حالة غسلتها بكيت بشدة من الخوف وبعد كده اتعودت خلاص.. أنا وهبت عملي لله تعالى.. والسعى فى قضاء حوائج الناس من أحب الأعمال وأزكاها منزلة".. بتلك الكلمات تحدثت الحاجة "منى كمال إبراهيم" البالغة من العمر 46 عامًا وتقيم الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية لـ"فيتو".

اقرأ أيضا..ما طرق تغسيل وتكفين المَيت المصاب بفيروس كورونا؟.. مركز الأزهر للفتوى يجيب

وأضافت السيدة الأربعينية في حديثها أن عملها في تغسيل موتى كورونا جاء بعد عزوف المغسلين والكثير من الرجال التطوع لتغسيل وتكفين الجثامين وهروب الأقارب وترك ذويهم "السيدات" داخل المستشفيات الحكومية والخاصة ورفض استلام جثثهم حيث عرضت عليَّ بعض المستشفيات القيام بالمهمة لتبدأ رحلتها مع ضحايا الفيروس القاتل وحتى الآن.

وأوضحت أنها تعمل مغسلة موتى منذ 15 عامًا وتحديدًا منذ عام 2006 عن طريق الصدفة حيث كانت تواظب على حضور دروس الدين على يد معلمتها ومنها تعلمت على يديها تغسيل وتكفين الموتى طبقًا للشريعة الإسلامية، ووفق ذلك اكتسبت منها ذلك العمل وذاع صيتها بين الناس.

وتابعت: "من عام 2006 إلى 2021 تمكنت من تغسيل أكثر من 5 آلاف حالة وفاة تقريبًا ما بين وفيات طبيعية وحوادث وكورونا".

وتابعت: "برغم مشقة العمل إلا أنى من المستحيل إلا لو حدث طارئ أن أتأخر عن واجبي المقدس وهو تكريم الموتى لدرجة أنى بغسل 3 حالات وفاة يوميا.. أقنعت بعض السيدات والفتيات بثواب وأجر مغسل الموتى وبالفعل قمت بتعليمهم وحاليًا بيغسلوا وبيكفنوا وفيات كورونا وبيساعدونى في جميع مراكز ومدن وقرى الشرقية".

وأشارت إلى أن طقوسها قبل تغسيل وتكفين الموتى تقوم بالوضوء واتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية من ارتداء ملابس العزل وخلافه وبعد الانتهاء من عملها يتم وضع الميت في المكان المناسب تمهيدًا لنقله ودفنه بالمقابر.

اقرأ أيضا..كيفية تغسيل المَيِّت المصاب بـ"كورونا" وحكم تكفينه والصَّلاة عليه؟


وفي نهاية حديثها قالت "الحاجة منى" التى يلقبها الكثيرون بـ"منى الخير": إنها دائما ما تكون أول المتطوعات في أعمال الخير، وأنها تتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يرفع عنا هذا الوباء المميت الذي حصد الملايين من أرواح البشر عالميا ونشر الحزن داخل كل البيوت المصرية.


وكان آلاف من مدينة العاشر من رمضان بالشرقية شيعوا في وقت سابق جثمان محمد عبد العظيم والذى تطوع لغسل الموتى لمدة تجاوزت 31 عاما بعد أداء صلاة الجنازة عليه في مشهد يضاهي جنازات عظماء مصر من المشاهير على الرغم من أن الفقيد لم يكن من هؤلاء المشاهير لكنه صنع تاريخ من المحبة بين أهل المدينة ونشرها في ربوع مصر.

الجريدة الرسمية