رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدنى يكتب: "عمنا عبد الحميد السحار"

الكاتب محمود السعدنى
الكاتب محمود السعدنى

عرف الكاتب والأديب عبد الحميد جودة السحار ـ رحل فى مثل هذا اليوم 22 ينايرعام 1974 ـ بكثرة كتاباته بل وبراعته فى كتابة السيناريوهات لأروع وأهم الأفلام السينمائية فى حقبة الخمسينات والستينات، ومن هذه الروائع درب المهابيل، أم العروسة، الحفيد، شياطين الجو، ألمظ وعبده الحامولى، نور الاسلام، كما شارك فى كتابة فيلم الرسالة مع توفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوى.



وبعد قرارات التأميم للصحف وللسينما المصرية قدمت مؤسسة السينما مجموعة من الأفلام التى نجحت نجاحا كبيرا كان لأفلام الأديب عبد الحميد جودة السحار نصيب كبير فيها، إلا انه فى أواخر الستينات انحدر حال الأفلام، وكتب السحار افلاما للاستهلاك التجارى، حتى أنه طالب السحار بزيادة نشاط مؤسسة السينما وزيادة عدد افلامها وممجدا ومفتخرا لما تقدمه مؤسسة السينما، فكتب الكاتب الساخر محمود السعدنى فى مجلة صباح الخير عام  1968 مقالا ينتقد فيه حال السينما بعد التأميم، قال فيه:

عادت مؤسسة السينما الى عهد الهنك والرنك وصباح الخير يازوجتى العزيزة، ومساء الخير ياخالى الوحيد، وها هى الأفلام كالأمطار.. لكنها لا فكر ولا فن ولا شيء على الإطلاق، وإنما السير بنشاط وهمة على نفس الطريق الذى كانت تسير عليه السينما المصرية منذ ايام توجو مزراحى إلى أيام حلمى رفلة وحسن الإمام وكل الآخرين.

لماذا كان التأميم إذن، ولماذا كانت مؤسسة السينما؟! ولماذا كان العراك والخناق حول مستقبل السينما فى هذا البلد السعيد؟!.

/4117708

وإذا كنا بعد التأميم نخرج نفس الروايات ونغدق على نفس الاشخاص ونكرس نفس القيم القديمة والافكار العتيقة والمفاهيم البالية.

ولماذا توظف أموال الدولة فيما لا طائل من ورائه؟! اللهم إلا مزيدا من زجاجات الويسكى لحضرات المنتجين العظام وحضرات النجوم اللامعين.

ولماذا لا نترك القطاع الخاص يواجه مصيره بنفسه؟!، نفتح له الأبواب صحيح، نضمن له كل التسهيلات صحيح.. لكن على حسابه ومن جيبه وبفلوسه، خصوصا أنه مصمم على ان ينشر علينا أفكاره ويذيع علينا معتقداته، وكلها معتقدات هلس وكلام فارغ: "وداعا يا حبى، حب تحت الشجرة، شجرة فوق العلالى".. إلى آخر هذا الغم العظيم.

عجيب فعلا أن توظف أموال الشعب فى خدمة هؤلاء السادة المهابيل، لكن الأعجب منه أن يعلن المسئولون فى مؤسسة السينما عن عظيم انبساطهم وكبير انشكاحهم وشديد انبهاجهم بهذا النشاط العظيم.

أي نشاط تطالب به وتتحمس إليه ياعم عبد الحميد جودة السحار؟!، متحمس إلى أي جديد؟!، وأنا أعلم أنك رجل من بتوع السينما القدامى والجدادى وستكون فى المستقبل القريب والبعيد.

ياحضرات السادة الكرام؛ أستحلفكم بفلوس هذا الشعب الغلبان أن تقصروا مؤسسة السينما على إنتاج فيلم واحد جيد فى السنة، واتركوا القطاع الخاص ينتج كما يريد، ولكن بفلوسه وليس بفلوس العمال والفلاحين والناس الغلابة.

الجريدة الرسمية