رئيس التحرير
عصام كامل

جمال عبدالناصر يكتب: ليست هي البداية

الزعيم الراحل جمال
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر

في مجلة «التحرير» عام 1952 كتب البكباشي جمال عبد الناصر مقالا قال فيه: "قد يجدد الناس تاريخ الثورة المصرية التي قام بها الجيش ممثلا للشعب باليوم الثالث والعشرين من يوليو 1952".


"والواقع أن في هذا التاريخ مجافاة للواقع لأنه لم يكن إلا آخر مراحل اليوم ففى 11 يوليو 1882 ضربت الإسكندرية الوادعة بمدافع العدوان البريطانى، ثم كان الاحتلال البغيض واشتعلت مصر ثائرة وخرج الجندي الفلاح أحمد عرابي على رأس ثورة الأحرار من الضباط والجنود ليرد هذا العدوان الطاغي".

"لم تحقق الثورة أهدافها واكتفت بأن سجلت مولدها وكان لابد لها من أن تصبر حتى أصبحت مكتملة قادرة بعد أن حددت أهدافها منذ اليوم الأول لمولدها أنه لابد من تحرير مصر".

وكلما كانت الثورة تنمو كانت الأهداف تزداد عمقا حتى أقبلت سنة 1919 وكانت الحرب العظمى الأولى قد انتهت حتى هبت الثورة تطالب بتحقيق أهدافها فصاحت "الاستقلال التام أو الموت الزؤام" وكانت تعني ماتقول فبذلت في سبيل فكرتها وهدفها دما ذكيا وتضحية عالية لكنها واجهت الخديعة والدس فاكتفت بأن تنظر نحوها وهى تسخر ممن استغلوها وتاجروا بها وتلاعبوا باسمها.

بدأ تجار السياسة يختلفون ويتفقون دون أن يكون لأهداف الثورة دخل فيما يختلفون وفيما يتفقون لأنها كانت أغراضا شخصية ومطامع وصراعا على النفوذ.

ولم يكتفِ هؤلاء بذلك بل تعدى هؤلاء الحكام إلى ماهو أخطر فاعتدوا على الدستور والقضاء فعم الفساد كل شيء وانقسمت البلاد إلى طبقتين طبقة الحكام وطبقة المحكومين.

وكان يعز على رجال الجيش وهم من الشعب أن يسود في أوهام الحكام أنهم إحدى وسائل إخماد أفكار الشعب التحريرية الإصلاحية، وجاء يوم 23 يوليو بعد 70 عاما و12 يوما على مولد الثورة المصرية وهب جيش مصر يباركه الشعب يضرب ضربته.
الجريدة الرسمية