رئيس التحرير
عصام كامل

أول اختبار لوعد «مسافة السكة» للدفاع عن أمن الخليج.. إيران تشن هجمة شرسة على البحرين دفاعا عن عيسى القاسم.. المنامة تواجه التطرف.. قاسم سليماني يتوعد آل خليفة بحرب أهلية.. وحزب الله يدعو لإس

فيتو

أعلنت أذرع إيران في المنطقة اليوم الإثنين، الحرب على مملكة البحرين بحملة ممنهجة شلمت التهديد والوعيد، على خلفية قرار المنامة بإسقاط الجنسية البحرينية عن رجل الدين الشيعي «عيسى أحمد قاسم».


وتعد هذه الهجمة التي تقودها إيران ضد المملكة الخليجية اختبارا حقيقيا للدور المصري في المنطقة في مواجهة المد الفارسي، وسط مخاوف من تحرك إيرانى مشبوه يستوجب تنفيذ وعد "مسافة السكة" للدفاع عن دول خليجية ساندت القاهرة في كل أزماتها ووقفت حائط صد منيع ضد مشروع إسقاط الدولة المصرية على يد جماعة الإخوان.

1- مواجهة التطرف

وذكرت وزارة الداخلية أن مملكة البحرين ماضية قدمًا لمواجهة كافة قوى التطرف والتبعية لمرجعية سياسية دينية خارجية، سواء تمثل ذلك في الجمعيات أو أفراد يخرجون على واجبات المواطنة والتعايش السلمي، ويقومون بتعميق مفاهيم الطائفية السياسية، وترسيخ الخروج على الدستور والقانون وكافة مؤسسات الدولة، وشق المجتمع طائفيًا سعيًا لاستنساخ نماذج إقليمية قائمة على أسس طائفية مذهبي.

وقال بيان الداخلية: "بناء على ذلك فقد تم إسقاط الجنسية البحرينية عن المدعو عيسى أحمد قاسم والذي قام منذ اكتسابه الجنسية البحرينية بتأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية حيث لعب دورًا رئيسيًا في خلق بيئة طائفية متطرفة، وعمل على تقسيم المجتمع تبعًا للطائفة وكذلك تبعًا للتبعية لأوامره".

2- توعد «آل خليفة»

وفى خطوة تحمل تطاولا على المملكة من جهة إكيران، توعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، العائلة المالكة بدفع الثمن بقوله: "إن آل خليفة الحاكمين في البحرين سيدفعون ثمن إسقاط الجنسية البحرينية عن رجل الدين الشيعي البارز عيسى أحمد قاسم".

وقال سليماني، في بيان، نقلت بعضا منه وكالة "فارس" الإيرانية: "لا شك في أنهم -آل خليفة- يعرفون جيدا أن التعرض لحرمة آية الله الشيخ عيسى قاسم هو خط أحمر لدى الشعب يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقة بأسرها".

وأضاف قائد فيلق القدس: "لن تُبقي مثل هذه الممارسات خيارا للشعب إلا المقاومة والتي سيدفع آل خليفة ثمنها ولا تسفر إلا عن زوال هذا النظام المستبد"، على حد زعمه.

واتهم سليماني حكومة البحرين والعائلة المالكة بما وصفه بـ"الممارسات العنصرية" و"اعتقال القادة السياسيين والدينيين وسجن النساء والأطفال وتعذيبهم بوحشية وإسقاط الجنسية عن المواطنين وانتهاك حقوقهم المدنية".

3- هجوم الخارجية

وفى ذات السياق أدانت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان، الإثنين، قرار الحكومة البحرينية بإسقاط الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم، وتصعيد الممارسات الأمنية ضد الزعماء الدينيين والوطنيين، والتي تتعارض مع المعتقدات والمبادئ الدينية، والاستيلاء على الوجوه الشرعية للشعب البحريني، على حد تعبير البيان.

وجاء في البيان أن "مثل هذه الإجراءات التعسفية تبدد الآمال بإصلاح الأمور في البحرين عن طريق الحوار والوسائل السلمية"، ونصحت الوزارة الحكومة البحرينية بإنهاء "الإجراءات الخارجة عن القانون، وتجنب تدمير جسور التواصل مع الشعب والزعماء المعتدلين في هذا البلد، والقبول بالحقائق الراهنة في البلاد، وعقد حوار وطني جاد لتسوية الأزمة الراهنة في البحرين".

ردا على قرار السلطات البحرينية، دعا حزب الله اللبناني الشعب البحريني للتعبير عن "غضبه وسخطه" من قرار حكومته بسحب الجنسية من رجل الدين الشيعي آية الله عيسى أحمد قاسم.

4- خيارات صعبة

وعلى نفس النهج قال حزب الله، المدعوم من إيران: "إن هذه الخطوة ضد آية الله عيسى أحمد قاسم تدفع الشعب البحريني إلى خيارات صعبة ستكون عاقبتها وخيمة على هذا النظام الديكتاتوري الفاسد".

وأضاف الحزب الذي يتزعمه حسن نصر الله، أن القرار يظهر أن الحكومة البحرينية وصلت إلى "نهاية الطريق" في تعاملها مع ما وصفه البيان بأنه "الحراك الشعبي السلمي".

وفي البيان، دعا حزب الله شعب البحرين إلى التعبير الحاسم عن غضبه وسخطه بسبب النيل من رمزه الكبير.

5- ممثل الولى الفقيه

يعتبر آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم ممثل التيار الولائي «ولاية الفقيه» للمذهب الشيعي في البحرين والمرشد الروحي لجمعية الوفاق البحرينية التي تم حلها في وقت سابق.

من مواليد قرية الدراز إحدى قرى البحرين في الأربعينيات القرن الماضي، وتشير بعد التقارير العلامة إلى أن من أصول إيرانية، وفي 1969م حصل على درجة الليسانس في العلوم الإسلامية والشرعية من الحوزة العملية بالنجف الأشرف في العراق.

وفي عام 1973 دخل قاسم المجلس التشريعي، حيث أصبح عضوًا بمجلس النواب وعمل على إصدار ترخيص جمعية التوعية الإسلامية الذي تمت الموافقة عليه وأصبح أول رئيس لها، لكن الجمعية أغلقت في عام 1984، بعد أن تم اكتشاف أنها فرع حزب الدعوة العراقي في البحرين، ونقطة انطلاقه، وفي ذات العام تمت محاكمة مجلس إدارتها وصدرت ضدهم أحكام بالسجن تراوحت بين 5 إلى 7 سنوات.

6- الخروج إلى إيران

لم يكن عيسى قاسم من ضمن المتهمين في قضية حزب الدعوة العراقي، حيث غادر في عام 1992 البحرين إلى إيران خوفًا من القبض عليه، وقد ظل في إيران فترة التسعينيات، حيث نشط هناك وأصدر العديد من البيانات ضد البحرين، وذلك بمساعدة أعضاء حزب الدعوة البحريني.

وكان يقيم عيسى قاسم في مدينة قم الإيرانية حيث وواصل دراسته على يد أساتذتها الكبار أمثال آية الله السيد محمود الهاشمي وآية الله السيد كاظم الحائري وآية الله فاضل اللنكراني.

ورغم أنشطته المعادية للبحرين إلا أنه صدر عفو عنه من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفه في 8 مارس 2001م، وعاد للبحرين، وأعيدت جمعية التوعية الإسلامية وتم الترخيص لها وبناء مقر حديث في الدراز معقل قاسم، الذي ظل يمثل مرجعية جمعية الوفاق الإسلامية.
الجريدة الرسمية