رئيس التحرير
عصام كامل

يا أهل البلد

إذا كنت من سكان الريف.. أو المترددين عليه.. فقد ألفت أذنك سماع هذا النداء (يا أهل البلد) وطالما أعقب النداء الذى يصدر عادة من ميكروفون المسجد تنويهًا عن شيء مفقود، إما طفل تغيب بعد خروجه من المدرسة، أو ماشية ضلت طريقها إلى منزل صاحبها، أو مبلغ مالى سقط من صاحبه فى السوق، وأحيانًا يصل التنويه إلى (دكر بط) مفقود، وقد يعقب النداء تنويهًا عن شيء تم العثور عليه، مثل طفل من قرية مجاورة، أو مبلغ مالى، أو ماشية مشتراه حديثًا ولم تألف بعد منزل صاحبها، وأحيانًا يصل التنويه إلى ساعة يد نسيها صاحبها على (الميضة) أثناء الوضوء، وأحيانًا يعقب النداء تنويهًا عن مكان محصل الكهرباء، أو مياه الشرب، أو حالة وفاة فى القرية، أو تطعيم فى الوحدة الصحية ضد شلل الأطفال.


ظل النداء راسخًا فى ميكروفونات المساجد طوال عقود، وتراجعت التنويهات عن المفقودات قليلًا بسبب كاميرات المراقبة المستخدمة على استحياء، ولكن تنويهات جديدة سمعتها فى الفترة الأخيرة أثناء ترددى على قريتى، ولعل أبرزها التوجه فورًا إلى الوحدة الصحية لتسجيل الأسماء للحصول على التطعيم ضد فيروس كورونا مجانًا، وتتضمن التنويهات أيضا توعية الناس بخطورة الفيروس وكيفية الوقاية منه.

لقاح كورونا
تذكرت بعد سماعى للتنوية حالة الرعب التى انتابت المصريين بعد انتشار الفيروس وحصده لأرواح الملايين، واستبعد المتشائمون وصول اللقاح مصر فى ظل السباق عليه من الدول العظمى، وتذكرت الهجوم الذى شنه الإعلام المتربص على النظام المصرى الذى تقاعس عن توفير اللقاح للمصريين، والمغالطات والشائعات التى روجوا لها عن أسعار اللقاح، وعن المواطن الذى لن يجد ثمن الجرعة، وعن الحكومة التى تتاجر باللقاح لتحقيق مكاسب مادية من المواطن الفقير، وعن فئات معينة وفرت لها الدولة اللقاح وتجاهلت عشرات الملايين من المواطنين.

وها هو المنادى فى الريف النائى ينادى (يا أهل البلد.. عليكم بالتوجه إلى الوحدة الصحية للحصول على لقاح كورونا) نداء حفزنى على تسجيل إسمى فى مركز طبى بالقاهرة، لأحصل على اللقاح فى اليوم الثالث من التسجيل.

وكانت نداءات أخرى من ميكروفونات مساجد القرى سبقت نداء التطعيم ضد كورونا، وأبرزها ذلك النداء الذى استمر طويلًا للتطعيم ضد فيروس (سي) ضمن حملة (١٠٠ مليون صحة) والذى أعتبره أهم إنجاز تحقق فى السنوات السبع السابقة، وسكان الأقاليم يعلمون جيدًا أهمية هذه الحملة، لأنهم كانوا الأكثر تضررًا من هذا الفيروس الذى توطن فى أكبادهم منذ عقود.

خلاصة القول.. لقاح كورونا متوفر فى أنحاء مصر ومجانًا، والنداءات مستمرة فى المساجد للحصول عليه من أي مكان، وهذا يدحض مزاعم الإعلام الخارجى الذى ظل يروج الشائعات طوال عام مضى، فيا أهل البلد.. لا تصدقوا كل ما يقال، واذهبوا إلى أقرب مكان للحصول على الجرعة الأولى من اللقاح.
besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية