رئيس التحرير
عصام كامل

هيئة "التجريس" العام!!

هيئة الرقابة على الأخلاق العامة.. هل يمكن تصور أن تكون لدينا مؤسسة بهذا المفهوم يكون من حقها أن تراقب الأخلاق العامة وفق أبسط القيم المتعارف عليها في المجتمع، على أن يكون دور الهيئة إرشاديا أو تنبيهيا دون التطرق إلى الحياة الخاصة التي يحميها القانون أما ما يخص الناس فهو حق لهم في الرقابة عليه دون المنع. 


قديما كان المجلس الأعلى للصحافة يراقب أداء الصحافة إزاء قضايا بعينها ويصدر تقريرا حول هذا الأداء تلتزم بنشره كافة الصحف بما فيها الصحف التي تقع في المحظور، ونشر الصحيفة أو الوسيلة الإعلامية لخطاياها أكبر عقوبة يمكن أن تعاقب بها وهو ما يسمى شعبيا بـ "التجريسة" إذ يكفى أن يعرف القارئ من الصحيفة التي يتابعها أنها وقعت في أخطاء مهنية أو أخلاقية أثناء تناولها لقضية ما تشغل الرأي العام.

سحل الفلاح المصرى

خذ مثلا: عندما تظهر ممثلة جل أعمالها أنها تتفنن في ارتداء فساتين شبه عارية وهي تتحدث عبر أحد البرامج عن مؤخرتها ومؤخرة زميلاتها في الوسط الفني..  بماذا نسمي هذا؟.. فن.. حرية.. عته.. سفه.. لا أظن إن له اسما يمكن أن ينطبق عليه إلا....!!

لا علاقة للفن أو الحرية بالحديث عن المؤخرات ولا علاقة للرياضة بما عشناها لسنوات مضت كانت تبدأ بالحديث عن "... الأم" أو ضرب بالجزمة أو "بلد ليس فيها رجال".

النتيجة الطبيعية إن العالم العربي وغير العربى يتابع تلك المشاهد الصادرة من دولة صدرت للعالم العربي قيما أخلاقية عظيمة على مدار عقود متتالية فتكون النتيجة أن الصورة الذهنية عن مصر العظيمة ليست عظيمة بالمرة.

كانت مصر إطلالة العرب على الشعر الأرقى والأغنية الأعمق والموسيقى المؤثرة وكانت بلادنا محطة لانطلاق كل قيمة فنية أو سينمائية أو موسيقية أو شعرية أو أدبية.. كانت مصر تمنح الكبار صكا للمرور إلى الشهرة.

النخبة والحاشية

ماذا يحدث؟.. عندما يستمع العرب إلى أغنية أو مهرجان تقول كلماته "هاتى بوسة يابت" وهو الذي تلقى عبر أجيال متعاقبة أشعار أحمد رامي، وحسين السيد، ومرسي جميل عزيز، وسيد مرسي، وعباقرة الكلمة الناعمة الراقية الرشيقة؟

من أجل ذلك أتصور إننا بحاجة إلى مؤشر عام لرقابة ما يمكن أن يصدر عن فنانين ومطربين وصحفيين وسياسيين أمام الرأي العام العربى على أن تكون العقوبة الأكبر هي التجريسة!!
الجريدة الرسمية