رئيس التحرير
عصام كامل

معاناة أطفال السرطان

ابتسامة الأم مرهونة بابتسامة طفلها، ووجعه يحول حياتها إلى مأساة، وما بين الابتسامة والوجع والمأساة عاشت منال طوال السنوات الأربع الماضية، يهزمها اليأس أحياناً، وتتشبث بالأمل أحياناً أخرى، تمكن السرطان من جسد طفلها، فجالت به بين الأطباء إلى أن وجدت ضالتها في مستشفى سرطان الأطفال (٥٧٣٥٧) وهناك تعاظمت مساحة الأمل في الشفاء، خاصة بعد جراجة ناجحة في المخ لطفلها.


تداعيات الجراحة تستوجب تردد الطفل على المستشفى للمتابعة، فوفقاً لتعليمات الأطباء..لا يحصل الطفل على علاج إلا من خلالهم، وإذا شعر بألم لابد أن يتوجه إليهم. نفذت منال التعليمات، وتماثل ابنها للشفاء لم يشعرها يوماً بمتاعب السفر من محافظة الشرقية إلى القاهرة على مدار السنوات الأربع الماضية، لكن مأساة الأم تجددت في الفترة الأخيرة، بعد أن ظهرت على طفلها أعراض لأمراض أخرى نتيجة الإصابة بالسرطان، وزاد من وجعها قرار المستشفى بوقف المتابعات، وتوجيه أسر الأطفال للمتابعة في مستشفيات التأمين الصحي.

الأطفال تعلقوا بـ57357
استجابت منال وتوجهت إلى مستشفى التأمين لكنها فوجئت برفض إستقبال طفلها، والسبب (كما قالت) إنه لا يوجد تعاقد بين (٥٧٣٥٧ ) ومستشفيات التأمين الصحي، وعندما عادت إلى مستشفى السرطان أكدت لها الإدارة أنه لم يعد بإمكانهم استكمال المتابعة بسبب نقص الإمكانيات.

منال ليست الوحيدة، فقد تلقيت اتصالات من أمهات تعشن نفس المأساة، جميعهن طالب بإعادة أطفالهن للمتابعة في مستشفى السرطان، لأنهم تعلقوا نفسياً بها، ولم يجدوا راحتهم إلا فيها.

أمهات الأطفال تلتمسن العذر للمستشفى، ووفقاً لهن.. حجم التبرعات تضاءل في الفترة الأخيرة بسبب كورونا، والمستشفى يحتاج إلى أموال، وأطفالنا بحاجة لتدخل الدولة أو مؤسسات المجتمع المدني لإنقاذ حياتهم.
besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية