رئيس التحرير
عصام كامل

معاليه كلامنجى!

المسئولون أنواع.. هناك مسئول يجيد الكلام وآخر لا يجيده.. لكن المشكلة تحدث عندما يكون المسئول الذي يجيد الكلام لا يجيد العمل بذات قدر إجادته للكلام.. لذلك هو يغطي بالكلام النقص فى العمل، ويتهرب بالطبع من محاسبة المسئولين الأكبر له، وبالكلام المنمق والجميل يظل قابضا على منصبه أطول وقت ممكن!


ونحن جربنا كل أنواع المسئولين ومن بينهم ذلك المسئول الذى يجيد الكلام أكثر مما يجيد العمل الجاد والحقيقى والفاعل والمؤثر.. ولو سألت أي وسيلة إعلام بصراحة عموم الناس عن هؤلاء المسئولين سوف يذكرونهم بأسمائهم، واحدا وراء الآخر.. بل إن الرأى العام يطلق على من ينتمى لهذا النوع من المسئولين وصف المسئول الكلامنجي.

أى الذى لا نأخذ منه سوى الكلام  فقط، أو الكلام الكثير والفعل القليل.. كلام يروج به لما يعمله ويبرر به ما لا يعمله وكان يتعين عليه أن يعمله.. وكلام يدافع به عن قراراته، وكلام آخر ينتقد  فيه هذه القرارات بعد أن يعدل عنها لأنه تبين عدم صحتها.. فهو دوما يتكلم ويتكلم ، وكل المبررات لديه جاهزة الشيء ونقيضه أيضا!

غير أن أضرار هذا النوع من المسئولين أكبر من أضرار هؤلاء المسئولين الذين لا يجيدون الكلام، لأنه لا يتم اكتشاف هذا النوع الكلامنجى من المسئولين وتغييرهم إلا بعد مرور وقت ليس بالقصير، هو بالتأكيد صعب علينا، خاصة إذا كانوا مسئولين عن قطاعات خدمية مهمة وأساسية، وإذا كنّا نمر بظروف غير عادية، مثل ظروف وباء كورونا.. لكن الأمر المؤكد أن هذا المسئول الكلامنجي سوف يكتشف أمره وإن طال الوقت.
الجريدة الرسمية