رئيس التحرير
عصام كامل

سلفى بدون جلباب!

السلفى مثله كالثورى يريد تغيير الواقع، ولكن ليس لبناء مستقبل أفضل وإنما لاستعادة الماضى.. المستقبل الأفضل بالنسبة له هو الماضى الغابر، ولذلك يظل يتطلع لاستعادة هذا الماضى، أما إذا سعى لاستعادة هذا الماضى بالقوة والعنف فهو ينخرط فورا فى النشاط الإرهابى.. فالإرهابي هو سلفى فى الأساس..


ولكن السلفيون فى مصر ليسوا هم  فقط هؤلاء الذين يطلقون لحاهم ويرتدون الجلاليب القصيرة والبنطلونات الطويلة ويحلمون بإحياء دولة الخلافة الإسلامية، وإنما هم الذين ينظرون إلى الماضى دوما على أنه الأفضل ويتحسرون على هذا الماضى باستمرار ويتمنون استعادته، ويرفضون ويقاومون أى تغيير أو أى شىء جديد أو تطوير.. ولذلك قد تجد ليبراليا أو يساريا ومزاجه سلفى.. فهو يتطلع إلى مستقبل مشابه لماض يريد هو أيضا استعادته!

وهكذا نحن لدينا سلفيون لا يرتدون الجلاليب ولا يطلقون لحاهم، ولا يطالبون بإحياء دولة الخلافة الإسلامية، وإنما هؤلاء السلفيون يرتدون أحدث موضات الملابس ويواظبون على حلق لحاهم، ويريدون استعادة ماض مختلف عن دولة الخلافة الإسلامية.. وهؤلاء ليسوا قليلى العدد فى المجتمع لأن المزاج السلفى هو الطاغي عليه للأسف حتى الآن، وفاتنا أن الماضى لا يمكن استعادته وأن التاريخ لا يمكن أن يتكرر بذات السيناريو وذات التفاصيل، وإنما الغد دوما يختلف عن اليوم وعن الأمس، وكل غد لن يشبه الأمس أبدا!  
الجريدة الرسمية