رئيس التحرير
عصام كامل

"حياتي" والتلفزيون!

كما يقولون "بضدها تتميز الأشياء"، وأحد البرامج التلفزيونية وهو يناقش قضية شخصية لإحدى الفتيات أعادنا بالذاكرة إلى برنامج حياتي.. البرنامج الاجتماعي الأشهر الذي كانت تقدمه الإعلامية الكبيرة فايزة واصف مع فريق كبير من المخرجين تعاونوا معها..


كان البرنامج -بموسيقى التتر المميزة رغم عدم إدراكنا لقيمته ونحن صغار- ضمن منظومة كاملة للحوار مع الأسرة المصرية.. ففي التلفزيون كانت هناك برامج أخرى منها للجيل الذي سبق جيل "حياتي" حيث حلقات "عادات وتقاليد" وبعض حلقاته موجودة علي الشبكة الدولية وكانت بطلته الدائمة الفنانة عقيلة راتب ومعالجة لطيفة مقبولة لظاهرة اجتماعية مثل التدخل في شئون الآخرين والتطفل والكذب وزيارة الناس بغير موعد وهكذا..

بينما في الإذاعة كانت للأطفال "أبلة فضيلة" توجه وتعلم وكانت صفية المهندس تنصح وترشد وبعدها "عائلة مرزوق" وغيرها وغيرها! كانت الأسرة المصرية تجد من تتحدث إليه.. ومن تشكو له.. ومن تستمع إليه.. بأجواء عائلية دافئة.. لا يمكن أن تجد فيها لفظا خارجا.. ولا حتى لفظ غير لائق.. ولا حتى لفظ غير مناسب.. ولا حتى إشارة غير مقبولة.. ولا حتى نظرة خطرة ذات مغزى غير مقبول أو معنى سيئ!

التلفزيون وافتكاسات الإدارة الإذاعة وحدها -وبغير تحيز- صمدت طويلا ووجدت أو أوجدت البدائل.. والتلفزيون في صراعه مع الفضائيات وكل الوافد من الخارج أو من خوارج الداخل مع "افتكاسات الإدارة" وقتها وضعته في أزمة السنوات العشرين الماضية.. لكن أعادته إلى مجده.. أو حتى إلى دوره.. يتطلب أولا الانتقاء لتقديم مثل هذه البرامج أو حتى مناقشة هذه الموضوعات الحساسة بها..

هناك برامج لا تليق معها لغة العين والحاجب.. نحن -يا سادة-  في معركة متصلة وطويلة مع قوى متربصة ولا يمكن أن ننتصر فيها إلا باستدعاء قيمنا الأصيلة وكل مظاهر الفضيلة وخلق مجتمع متماسك إلى أقصى حد ممكن وفي حدود المستطاع لتقديم أجيال سوية.. منتمية.. على أكتافها تتحطم كل المؤامرات وتحت أقدامها تسحق كل تفاصيل الاختراق.. وهذا كله يبدأ أولا -أولا- باختيار النموذج على الشاشة!
اللهم فاشهد..
الجريدة الرسمية