رئيس التحرير
عصام كامل

المفاوضات أخفقت وإثيوبيا المستفيدة!

هذه ليست أول مرة تنفض فيها مفاوضات سد النهضة دون إتفاق على مجرد إجراءات التفاوض نظرا لإصرار السودان على ضرورة أن يقوم خبراء الإتحاد الأفريقى بدور فى صياغة مشروع إتفاق حول ملء وتشغيل السد، وهو ما ترفضه مصر لأنها ترى أن هؤلاء الخبراء ليسوا متخصصين فى أمور الأنهار ومياهها وبالتالى غير مؤهلين للقيام بما يطالب به السودان، كما ترفضه أيضا إثيوبيا حتى لا يفرض عليها ما لا تقبل به..


فقد حدث ذلك من قبل مرتين، فلماذا لم نتشاور مع الأشقاء فى السودان حول هذا الأمر قبل الدخول فى المفاوضات الثلاثية حول السد؟!.. لماذا لم نسع إلى توافق حول هذه الإشكالية مع السودان حتى ندخل المفاوضات الثلاثية وثمة توافق بيننا يعيننا معا على مواجهة المماطلة الاثيوبية التى تستفيد بالقطع من عدم التوافق بيننا وبين السودان فيما يتعلق بهذه المفاوضات.

لقد قطعنا شوطا طويلا فى التنسيق بيننا وبين السودان من قبل، بعد أن بدا الأشقاء فى السودان، عندما تغير الوضع السياسى خطورة سد النهضة الإثيوبى عليهم، وذاقوا طعم هذه الخطورة الصيف الماضى فى الملء الأول للسد الذى عندما توقف سد له عن العمل وإنتاج الكهرباء وغرقت مساحات من أراضيه..

لكننا يجب أن نستمر فى التنسيق مع الأشقاء فى السودان لسد كل الثغرات التى  تستغلها اثيوبيا لفرض الأمر الواقع علينا معا بخصوص تشغيل سدها بشكل منفرد للتحكم فى مياه النيل الأزرق، خاصة وأن الحل الأفريقى اقترب من استنفاد وقته بلا جدوى، وسيكون علينا اتخاذ خطوات أخرى نحتاج للتشاور مع السودان فيها. 
الجريدة الرسمية