رئيس التحرير
عصام كامل

العواصم من القواصم

هذا العنوان هو اسم لأحد الكتب الشهيرة وربما القليلة أيضا التي تناولت بالتحليل موقف الصحابة في الفتنة الكبري، وخصوصا مسألة التحكيم وما كان بين عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما في مسألة الخلافة، كما أنه أيضا تبني وجهة نظر مغايرة لما هو سائد عن هذه الفتنة التي يري فيها البعض كما كبيرا من الخداع و الطيبة أيضا، وهي وجهة نظر بمنظور مختلف لا سبيل لسردها الآن..


وللإيضاح أقول إن العواصم جمع عاصمة والعاصمة كما هو معروف حاليا هي المدينة التي يدار منها كل الأمور المتعلقة بالحكم والإدارة والتي تحتوي غالبا علي المؤسسات التنفيذية للدولة، وفي معجم المعاني لها معني آخر نقول عصمه الله عن الوقوع في الخطأ أي حفظه وصانه من الوقوع فيه، أما القواصم فهي جمع قاصمة وهي المصيبة الشديدة المهلكة المدمرة ، وقد استعرت هذا الاسم لدلالته علي ما ستتحدث عنه الآن وهو كيف تنجو بنفسك وببدنك من الهموم.

عندما يعلو صوت الباطل

بداية لا يوجد أحد على الأرض خلا من الأمراض إن لم تكن أمراض الأبدان فلتكون أمراض القلوب ولكن كيف ننتصر علي هذه الأمراض؟ يقول أطباء الأبدان: إن المحافظة علي الجسم واتباع الحمية الغذائية والمحافظة علي سلامة البدن والقوي هي من أعظم وأنفع العلاجات للجسم كما أن ممارسة العادات الصحية السليمة واجتناب كل ما يهلك البدن ويدمرها كفيل بالمحافظة علي الجسم وعدم اعتلاله إضافة إلي الحرص علي التداوي متي تيسر وأمكن ذلك فإن الأمراض دواؤها المداواة وما من داء الله وقد خلق الله تعالي له الدواء.

أما أطباء النفس والروحانيون فيقولون: إنه لابد لكل واحد من مجموعة من المعتقدات والعقائد التي لابد له من التمسك بها والالتجاء إليها وهي هنا في مجتمعاتنا عبارة عن الأديان السماوية التي نؤمن بها ونركن إليها، كما يقولون أيضا إن القلوب والأرواح لابد لها من نزهة وفسحة تتداوى بها للشفاء من الأمراض وإن المعتقدات الشخصية للإنسان أيا كان نوعها هي أحد أسباب شفائه، وعليه فإنني سوف أذكر لك مجموعة من هذه العواصم المجربة التي قد تحميك من القواصم فإلي التفاصيل..

أولى هذه العواصم علي سبيل المثال هي ذكر الله ففيه النجاة، يقول الله تعالي"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ" وهذه حقيقة مجربة إضافة إلي كونها أمر إلهي . ثانيها الصلاة وهي أيضا دواء عظيم للقلوب والأبدان، فبها ينشط البدن والقلب، البدن بالعمل والقلب بالذكر ولعل حديث رسولنا الكريم الذي يقول فيه "أرحنا بها يا بلال" ما يدل على هذا المعني. ثالثها الوضوء ورغم كونه فرضا للصلاة إلا أن العلم الحديث أثبت أيضا فوائد جمة للوضوء منها نظافة البدن والروح بالماء..

نعمة المنع

رابعها الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم فهي من مفرجات الكروب وإزالة الهموم فعن أبي بن كعب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك".

خامسها قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته ففيه الكثير ممن العبر والعضات وسير السابقين والأولين من الأمم.. سادسها مطالعة سير الصالحين والعلماء والمحيطين وتدبرها والسير في الأرض وتدبر آيات الله في الكون ولو بغير حركة كاستحضار صور الأمم السابقة والروايات والأمثال الشعبية وتجارب الآخرين ففيها الكثير من العبر والعظات..

سابعها: تغيير الحال الذي عليه المرء ويقصد به تغيير الهيئة أن كان جالسا فليقف، وقد أثبت العلم الحديث أيضا تلك العجيبة التي ربما يستصغرها البعض ويستهين بها، إلا أن لها أيضا مفعول السحر، وإلي جانب كل ذلك على المرء أن يستعذ بالله من كل خطوة يخطوها وهناك العديد والعديد من الطرق المجربة إلا أنني سوف أكتفي بهذا القدر ففيه من الفائدة الشيء العظيم.
الجريدة الرسمية