رئيس التحرير
عصام كامل

الصين.. لماذا؟!

بينما نتابع تطورات هجوم فيروس كورونا في موجته الثانية على أوروبا، واستمرار الموجة الأولى بشدة في أمريكا، لا يأتى لنا من الصين أية أخبار عن هجوم جديد للفيروس عليها أو تحور هذا الفيروس وظهور أنواع جديدة له مثلما حدث في أوروبا، فكل الأخبار تقريبا الآتية من الصين تتعلق فقط باللقاحات التي نجحت في تطويرها للحماية من الإصابة بالفيروس..


وهذا أمر يستحق التوقف أمامه بالتأمل، فهذا لا يعنى سوى واحد من أمرين.. إما إن الصين نجحت بشكل حاسم في السيطرة على فيروس كورونا المستجد وبذلك حمت نفسها من موجاته الجديدة ومن سلالته الحديثة.. أو أنها تعانى مثل غيرها من دول العالم، بما فيها دول منطقتنا من استمرار هجوم الفيروس عليها وبشراسة، لكنها نجحت في كتمان هذا الأمر عن العالم وأخفت أخباره..

نهاية كورونا !

غير أن كتمان أمر وباء وجائحة في ظل ازدهار وسائل التواصل الاجتماعى أمر شديد الصعوبة، بل يكاد يكون مستحيلا الآن، ولعلنا نتذكر أن الصين لم تتمكن من إخفاء أمر ظهور فيروس كورونا المستجد في إحدى مدنها وهى ووهان إلا لوقت قصير جدا.. كما أن العيون كلها في العالم مفتوحة بالكامل، وهى بالقطع تراقب عن كثب ما يحدث في الصين ويتعلق بهذا الفيروس.. وبالتالى لا يتبقى سوى الاحتمال الأول وهو سيطرة الصينيين على الفيروس.

وهنا على الصينيين مسئولية أمام البشرية كلها تفرض عليها أن تشرح لنا كيف حققت ذلك، ونجحت فيه حتى يستفيد العالم من تجربتها ويحاكيها ويسيطر أيضا على الفيروس الشرس سريع الانتشار.. وحتى لو لم يكن هذا الفيروس ظهر أولا في مدينة ووهان الصينية فإن الصين مسئولة حتى تجاه نفسها وأهلها، لأن نجاة البشرية بما فيها أهل الصين، من هذه الجائحة لن يتم إلا بشكل جماعى.. أي بنجاة البشرية كلها معا.. وهذا هو الدرس الذي لم يتعلمه البعض الذين يتسابقون الآن للحصول على اللقاح أولا!
الجريدة الرسمية