رئيس التحرير
عصام كامل

الاستمرار انتحار

إذا كانت حوادث السكة الحديد نتيجة قرار وزارة النقل بتسيير القطارات بالتزامن مع عمليات التطوير.. فعلى الوزارة أن تتراجع فوراً عن قرارها، لأن إستمرار القرار أقرب إلى الإنتحار، وكنت أظن أن وزير النقل كامل الوزير سوف يتخذ قراراً يحد من هذه الكوارث بعد حادث قطار سوهاج، خاصة أنه أكد وقتها حرص الوزارة على وصول القطارات في موعدها رغم عمليات التطوير..


وكان بإمكان الوزارة أن تؤخر مواعيد القطارات بسبب التطوير لكنها راعت مصالح المواطنين، وشرعت في الإثنين معاً (التطوير وتسيير القطارات في موعدها) الوزير قال ذلك أكثر من مرة، وله نقول.. أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل.

نزيف الدماء
وإذا كانت الحوادث بسبب أخطاء بشرية نتيجة الجهل بالتقنيات الحديثة والحاجة إلى التدريب.. فالوزير نفسه تحدث أكثر من مرة عن دورات تدريبية يخضع لها العاملون في هذا القطاع، ولو كانت الدورات ثمنها إيقاف بعض الخطوط.. فقرار إيقافها حياة، واستمرارها انتحار.
 
وإذا كانت الحوادث نتيجة غياب وعي بعض الموظفين بسبب تعاطي المخدرات.. فالمساءلة لرؤسائهم واجبة، ولا نبالغ إذا قلنا محاكمتهم، لأن التحاليل الدورية للموظفين ضرورة حتمية، ومن غير المنطقي أن أسلم أرواح الناس للمغيبة عقولهم، واستمرار المغيبين في عملهم يعني استمرار نزيف الدماء على القضبان.

المحاسبة واجبة
وإذا كان حادث أمس في المنطقة التي تم تطويرها كما تردد.. فالمحاسبة واجبة لمن طور ومن أشرف على التطوير ومن إستلم المكان بعد تطويره.

وإذا كانت الحوادث سببها تقصير في العمل من وزير النقل نفسه.. فاستمراره يعني استمرار الدماء على القضبان، وليس كما قال عقب الحادثين الأخيرين أنه في معركة واستقالته تعني الانسحاب وهو لن يسبق له الانسحاب من المعارك.

إستمرار حوادث القطارات بهذا الشكل ينال من إنجازات كثيرة تحققت في مجال النقل، فما من مواطن إلا وشعر وأشاد بقفزة غير مسبوقة في الطرق. أوقفوا نزيف السكة الحديد لتكتمل منظومة النقل التي أولتها الدولة إهتماماً لم يتحقق طوال عقود مضت.
besheerhassan7@gmail.com
الجريدة الرسمية