رئيس التحرير
عصام كامل

إعلامنا ورسائل كلينتون!

رسائل هيلارى الإلكترونية التى كشف النقاب عنها بأمر من الرئيس الأمريكى ترامب ليست قاصرة علي واقعة تدخلها لدى قطر لتمويل إخوان مصر بنحو مائة مليون دولار لإنشاء قناة تليفزيونية، إنما هى، أو بالأصح ما تم فض السرية عنها، تشمل أمورا أخرى كثيرة عن مصر للأسف لم تنل ما تستحقه من صحافتنا وإعلامنا..


حيث لم يقدم لنا مراسل واحد قراءة لها حتى الآن يقدم فيها أهم وأبرز ما تضمنته، سواء ما يتعلق بنا أو يتعلق بغيرنا وهو كثير ومتنوع، فهذه الرسائل تتسع للعالم كله.

نحن وتركيا والإخوان!
ورغم ذلك فإن هذه الرسائل التى فضحت، كما قال ترامب نفسه، التآمر الامريكى علينا لتمكين الإخوان من الحكم فى بلدنا وعدد من بلاد منطقتنا، تتناول الكثير من الأمور المصرية الداخلية والكثير من المعلومات عن الأحوال المصرية وأوضاع مؤسساتها المختلفة فى الفترة التى تولت فيها هيلارى كلينتون مسئولية وزارة الخارجية الأمريكية فى السنوات ( ٢٠٠٩/ ٢٠١٢)..

إنها تبين كيف كان الأمريكان يروننا وبشكل تفصيلى، والعلاقة ببن المؤسسات المصرية المختلفة، مثل مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية، ومؤسستى الرئاسة وجهاز المخابرات، وعلاقة الرئيس الأسبق مبارك بمن كان يقودون هذه المؤسسات .

وهكذا.. رسائل كلينتون الالكترونية تحفل بالكثير ولا تقتصر فقط على ما ركز عليه إعلامنا واهتم به حول موضوع توجيه وزيرة الخارجية الامريكية قطر بتمويل تأسيس محطة تليفزيونية للإخوان.. إنها توضح لنا كيف كان يرانا الأمريكان بعيونهم خلال هذه الفترة التى تولت فيها هيلارى كلينتون مسئولية وزارة الخارجية الامريكية، وهى فترة شديدة الأهمية فى تاريخنا وحاضرنا حتى الآن، لأنها الفترة التى شهدت حدوث تغيير سياسى دراماتيكى فى بلدنا بعد انتفاضة يناير مكن الإخوان من الوصول إلى السلطة وسعيهم لأخونة مؤسسات الدولة..

اختلفا حول كل شيء إلا الصين!
وهذا ما يتعين على إعلامنا وصحافتنا الاهتمام به ونقله إلى الرأى العام المصرى.. ولنتذكر أن المعلومات أهم سلاح فى معركة الوعى.. وإذا كان ترامب يستخدم هذا السلاح الآن فى معركته الانتخابية التى اقترب موعد حسمها، فإننا يجب أن نستخدم هذا السلاح أيضا لتأكيد المعلومات الخاصة بما قام به الأمريكان لتمكين الإخوان من حكم بلادنا وبلاد أخرى فى منطقتنا..

نعم كنّا نعرف ذلك سلفا وأنا شخصيا نشرت الكثير من المعلومات حول ذلك الأمر فى كتابى (الساعات الأخيرة من حكم مبارك) وكتابى الآخر ( ٥٠٠ يوم من حكم الجنرالات)، غير أن ما جاء فى رسائل هيلارى التى تم الكشف عنها هو اعتراف أمريكى مباشر بالتواطؤ الأمريكى الإخوانى.

الجريدة الرسمية