رئيس التحرير
عصام كامل

المثقفون يعترضون على تقديم بلاغ ضد «عرب» بسبب «حلاوة روح».. ناعوت: «أمر مبالغ فيه».. الديك: «اعتدنا على ذلك».. عبد الرحمن: «الإقالة ليست حلا».. وليد ي

18 حجم الخط

أثار فيلم "حلاوة روح" العديد من الأزمات منذ بداية عرضه، فبعد أن أصدر المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، قرارًا بوقف عرض الفيلم؛ لما يبثه من أفكار ضد العادات والتقاليد المصرية، جاء الناشط السياسي سيف نور ليقدم بلاغًا إلى المكتب الفني للنائب العام المستشار هشام بركات، اليوم الأربعاء، ضد وزير الثقافة محمد صابر عرب، ومحمد وأحمد السبكي منتجي فيلم "حلاوة روح" والفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، والذي يتهمهم فيه بالتآمر على الدولة المصرية وتهديد الأمن القومي، والتحريض على الفسق والفجور ونشر الرذيلة وتدمير الثقافة المصرية والتحريض على نشر الدعارة والبلطجة.


تواصلت "فيتو" مع عدد من المثقفين لتعرف ما إذا كان الفيلم سيستحق كل هذه التهم الموجهه إليه أم لا فجاءت الردود كالتالي:

أمر مبالغ فيه

قالت الكاتبة فاطمة ناعوت إن تقديم بلاغ ضد وزير الثقافة وأحمد ومحمد السبكي وهيفاء وهبي أمر مُبالغ فيه، وكأن مصر كانت تحكمها القيم والعادات الرفيعة وبعد الفيلم ظهرت المساوئ جميعها.

وأضافت ناعوت: من المحتمل ألا يعلم مقدم البلاغ أن مصر تحتل المركز الثاني في التحرش بعد أفغانستان التي تُغطى فيها النساء من رءوسهن وحتى أرجلهن.

وذكرت أنها لا تدافع عن الفيلم أو أي مادة تخالف القيم بل إنها تدعو للقيم الرفيعة، ولكنها لا تحمل الفيلم أكثر مما يحتمل، الأمر الذي يعطي للفيلم أهمية في غير محلها.

وأكدت أن تقديم البلاغ سيعمل على إعلاء شأن الفيلم، والفيلم يمكن أن يكون كاسرا وهادما للقيم المجتمعية لكن لا يجوز وضعه في خانة المؤامرة، موضحة اعتراضها على طريقة منع الفيلم ووجوب منعه من الرقابة وليس مجلس الوزراء؛ لأن المنع والمصادرة أصبحا صكا لمشاهدة الفيلم لأن الممنوع مرغوب في مجتمعنا.

واختتمت أنها لن تشاهد الفيلم؛ لأنها "بخيلة" في إهدار عمرها إلا على الأشياء الرفيعة والمهمة.

أمر قديم اعتدنا عليه

فيما قال الكاتب بشير الديك: إن البلاغات ضد الفنانين والكُتّاب والأفلام أمر قديم اعتدنا عليه، ويعتقد أنه لا ينظر إليها كثيرًا، ولن يستجاب لأي بلاغ مقدم ضد فيلم "حلاوة روح"، في ظل الظروف الحالية.

وأضاف الديك أن السينما هي كذلك دائمًا فيها الأفلام الجيدة والرديئة، وهناك من يترصدون للفن، ويريدون تكميم الأفواه، وهذا لن يجدي، فجميعها فرقعات في الهواء.

وأشار إلى أن هناك أشخاصًا كثيرين اعتادوا تقديم البلاغات؛ فرأينا العديد من البلاغات التي قُدمت ضد نجيب محفوظ وطه حسين، هذين العملاقين، لكن جميعها حُفِظ فهناك متخصصون في تقديم البلاغات ضد الكتاب والفنانين والأفلام ولا ينظر إليهم.

وذكر الديك أن المحكمة ترجع لحيثيات البلاغ في حكمها فهو لا يعتقد أن فيلما من الممكن أن يؤثر في ثقافة شعب.

إقالة عرب ليست حلا

أما الكاتب والسيناريست محفوظ عبد الرحمن فقال: إن الصراع في السينما المصرية الآن، أصبح بين الجمال الذي نفتقده، والقبح الذي لا بد من استقطاعه من جذوره، فهو بمثابة الخطر والسرطان اللذين يهددان المجتمع المصري.

وأشار عبد الرحمن إلى أن المسألة ليست إقالة وزير أو محاكمته، بل الحفاظ على ثقافة وهوية المجتمع المصري، الذي يواجه موجة من الأفكار الخارجة، بالسينما، مشيرا إلى أن المدافعين عن هذه الأعمال البذيئة، يدافعون أولا عن مصالحهم، فهي تجارة من أجل الربح.

وطالب عبد الرحمن، وزير الثقافة بدراسة هذه الظاهرة جيدا، ومقاومتها من خلال إنتاج أفلام منافسة تستطيع جذب الجمهور، وتشرف عليها الوزارة وليس الرقابة.

عك وكلام فارغ وبطيخ

وقال الكاتب وليد يوسف إن ما يحدث بسبب فيلم حلاوة روح "عك وكلام فارغ وبطيخ"؛ لأنه ليس من حق أي فرد أن يمنع فيلمًا وافقت عليه الرقابة من قبل.

وأكد يوسف: إذا كان الفيلم سيئًا لهذه الدرجة وجب منعه من البداية، وليس الانتظار بعد عرضه ومن ثمّ منعه.

وأضاف: الوزارة أخذت عدة قرارات متضاربة بشأن الفيلم، وهو لا يستطيع الحكم على جودة منتج حلاوة روح دون مشاهدته؛ فلا يجوز الحكم على الفيلم قبل رؤيته، ومن يعترض عليه تقديم فن بديل وثقافة بديلة.

واختتم يوسف أن تقديم البلاغات في مصر أصبح أمرًا سهلًا.
الجريدة الرسمية