رئيس التحرير
عصام كامل

روسيا تهدد بخفض إمدادات الغاز لأوكرانيا في يونيو المقبل


هددت روسيا اليوم الجمعة بخفض إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوكرانيا في يونيو المقبل إذا لم تتلق مدفوعاتها مسبقا في تصعيد للخلاف بين موسكو وأوكرانيا والاتحاد الأوربي حول إمدادات الطاقة.

وتدهورت العلاقات بين روسيا والغرب إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة بعد ضم موسكو منطقة القرم الأوكرانية واندلاع اشتباكات مع انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا، بحسب "رويترز".

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أثناء محادثات بين روسيا وأوكرانيا والمفوضية الأوربية في وارسو: "إذا لم نتلق المدفوعات عن شحنات يونيو مسبقا بحلول 31 مايو فإن جازبروم قد تقلص إمدادات الغاز إلى أوكرانيا أو تمدها بالكميات التي دفعت ثمنها بحلول 31 مايو". 
وحذر الوزير من أن أوكرانيا قد تعجز عن تخزين كميات كافية من الغاز أثناء الصيف لنقله إلى دول أوربا لموسم الشتاء، وتلبي روسيا ثلث حاجات الاتحاد الأوربي من الغاز ويمر نصفها تقريبا عبر أراضي أوكرانيا التي دخلت في خلاف حول السعر مع شركة جازبروم الروسية لتصدير الغاز وهو ثالث خلاف من نوعه في السنوات العشر الأخيرة.
وتقول جازبروم: إن كييف تدين لها بنحو 3.5 مليارات دولار مستحقة عن شحنات غاز تسلمتها بالفعل، وأجريت محادثات الغاز اليوم الجمعة بعد أن طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الاتحاد الأوربي التدخل لتفادي تكرار خفض إمدادات الغاز؛ بسبب الخلاف حول السعر وهو ما حدث مرتين في السابق.

وذكر مفوض الاتحاد الأوربي لشئون الطاقة جوتنر أوتينجر أثناء اجتماع الغاز أن الاتحاد سيقدم دعما اقتصاديا لشركة الغاز الأوكرانية نفتوجاز معبرا عن أمله بألا تتوقف إمدادات الغاز، وقال أوتينجر للصحفيين: "تعهد المساهمون بألا يكون هناك أي توقف في إمدادات الغاز ورغم المشكلات القانونية الراهنة سيتم توصيل الغاز إلى الاتحاد الأوربي وأوكرانيا بحلول نهاية مايو". ومن المقرر أن تجتمع الأطراف الثلاثة مجددا في منتصف مايو وفي نهاية الشهر.
وقال وزير الطاقة الأوكراني يوري برودان: إن كييف مستعدة لدفع سعر سوقي عادل للغاز، وأضاف قائلا: "بعد أن تلقت أوكرانيا سعرا تمييزيا غير مبرر للغاز من روسيا اعتبارا من أول أبريل 2014 يبلغ نحو 500 دولار لكل ألف متر مكعب (ارتفاعا من أقل من 300 دولار) فإنها لن تستطيع دفع هذا السعر لإمدادات الغاز".

وتثير أسعار الغاز خلافا بين روسيا والاتحاد الأوربي أيضا؛ إذ قال أوتينجر: إن الدول الأعضاء في الاتحاد يجب أن ترفض أسلوب "فرق تسد" الذي تستخدمه موسكو في تسعير الغاز.

ومضى قائلا: "لعبة فرق تسد أو أي لعبة من هذا النوع تقترحها موسكو لا يمكن أن تقبلها ولن تقبلها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي" في إشارة إلى الأسعار المتباينة التي تتعامل بها روسيا مع دول أوربا.

وطالب أوتينجر بتوحيد سعر إمدادات الغاز الروسي إلى أوربا وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: "نريد سعرا موحدا للغاز في السوق الأوربية المشتركة".

وروج توسك لفكرة تأسيس اتحاد أوربي للطاقة والشراء المشترك للغاز الروسي، وتشتري دول الاتحاد الأوربي الغاز الروسي حاليا بموجب عقود فردية مع موسكو وتدفع أسعارا مختلفة، ومن شأن المشتريات المشتركة أن تعزز مركز الاتحاد الأوربي في التفاوض وستخفض الأسعار على الأرجح.

وقالت شركة جازبروم الروسية: إن اقتراح أوتينجر يثير تساؤلات بشأن التعاقدات. وأضاف المتحدث باسم الشركة سيرجي كوبريانوف: "سنرغب في معرفة ما إذا كان الاقتراح هو توحيد السعر لكل موردي الغاز إلى أوربا أم لروسيا فقط".

وذكر أوتينجر أيضا أنه لا بد وأن يكون لأوربا شبكات مشتركة للغاز الطبيعي والكهرباء تشمل أرجاء المنطقة بما في ذلك زيادة الربط الكهربائي بين الدول.
الجريدة الرسمية