رئيس التحرير
عصام كامل

غاب العدل فضربوا "حسن شاهين"!

18 حجم الخط

ضربوا "حسن شاهين" وأبرحوه ضربا وتعالت أصواتهم أنه الانتصار الساحق، والفوز الكبير، بعضهم عاد وكتب " بالشفا " والآخر أعلن شماتته والثالث حمل " شاهين" مسئولية الدماء التي سالت في 25 يناير الماضى..


رغم أن الرجل كل ذنبه إنه كان عضوا في "تمرد" كما كان "أحمد ماهر" مؤسس حركة 6 أبريل و"أحمد دومة" وكافة الحركات الثورية شريكة لتمرد في حملتها ضد "مرسي" ولكن الفرق أنه بقى واعترف بالدستور مثله مثل الملايين التي أيدت الدستور وموقف "حسن شاهين" الآن واضح وصريح..

أسرد عليك تلك المقدمة إلى ما هو أعمق فأنا أرفض هذا السلوك الذي يحولنا إلى حيوانات تريد التهام كل من أمامها لعجزها عن الدفاع عن نفسها والقصاص من قاتلها الحقيقى، ولكن السؤال الأهم الذي بدأ يراودنى هو "كيف يقوم شباب درسوا حرب اللاعنف ونادوا بالسلمية بهذا السلوك ؟وكيف لشباب أن يعتدوا على من كان رفيقهم لمجرد خلاف سياسي؟ وماذا فرقوا عن غيرهم وكيف تحولت الإنسانية إلى تحيز فهناك من يرى أن الدم كله حرام ولكنه يحلل دم مخالف سياسي ويقوم بضربه؟ كيف تحول الطليعة الثورية إلى هذا الدرك الأسفل من الاخلاق ولماذ تقل الأصوات التي تنادى بآدميتنا يوما بعد آخر؟.


خسر الإخوان فالدولة تعتبرهم جماعة إرهابية قيادة وجماهير وبالتالى لا يوحد شئ يخسروه ورغم مقولة "لا تحارب من لا يملك شيئا لأن ليس لديه ما يخسره" إلا أن الدولة قررت المحاربة وبالتالى شعر كل فرد إخوانى أنه مظلوم ومضطهد من الدولة من الإعلام من مؤيدى صباحى من كل شخص لا يقف في صفهم أي جانب الحق -من وجهة نظرهم وكان هذا مبرر لتصرفهم من الاعتداء على الناس في الشوارع وقتل ضباط الشرطة واستهداف المنشآت وكل يوم يزداد الظلم عليهم وكل يوم يزدادوا إجراما رغم أن منهم شباب أبرياء لم يرتكبوا جرائم قبل ذلك !

أفراد الشرطة هم أيضا يشعرون بنفس الظلم فهم يدفعون كل شئ هم مسئولون عن حماية أنفسهم وحماية غيرهم وكل يوم يسقط زميلهم أو قائدهم في العمل، بالإضافة إلى مخطط منظم لا بد من مواجهته بجانب أصوات بعض القوى الثورية التي ترى في الشرطة عدوها الأول والتقارير الحقوقية في الغالب لا تتركهم.

لم يعد الصراع ثنائيا الآن بل اكتمل المثلث بالقوى الثورية آخر قوم كنت أتوسم فيهم قول الله تعالى " ولا يجرمنكم شنئان قوم أن لا تعدلوا " لكنهم يشعرون بالظلم يحلمون ولا ينالوا شيئا حلموا بدولة مدنية ودستور جديد وكرامة إنسانية ولم يبخلوا عن الوطن بأرواحهم فكانت تلك هي النتيجة أصدقائهم في السجن ومنبوذين من المجتمع ولكن ولأنهم الطليعة كان لا بد أن لا ينخرطوا في هذا العدوان الأمني أو إرهاب الإخوان وأن يتمسكوا بالصبر وهم من درسوا تجربة "غاندى" واتخذوا من "مانديلا" إماما.
الجريدة الرسمية