رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. القوات الروسية تتأهب على الحدود الأوكرانية.. «بوتين» يدرس تكرار «حرب جورجيا» لحماية الأمن القومي ويخشى إطاحة واشنطن بـ«الأسد» عسكريا كرد فعل.. و«كيري»:

فيتو

يدرس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خيارات وصفها المحللون بـ«القاتلة» للتعامل مع الأزمة الأوكرانية، بعد خلع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، من قبل المعارضة الموالية للغرب.

ويواجه «بوتين» خيارين لا ثالث لهما إما القبول بما أسماه «الانقلاب الذي نفذه إرهابيون موالون للغرب»، أو تكرار سيناريو «سحق ربيع براغ» عام 1968، عندما قرر زعيم الحزب الشيوعي الجيكوسلافاكي إلكسندر دوبجك، إلغاء النظام الاشتراكي، وتأسيس نظام جديد ليبرالي موالي للغرب لزعزعة النظام الاشتراكي، وهو السيناريو ذاته حين أعلن الحرب على جورجيا في عام ٢٠٠٨.

واجتاح الغضب الكرملين عقب سقوط النظام الأوكراني، ويبدو أن «غضب الدب الروسي يتصاعد بعد أن أمر بوتين وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، بإجراء تفتيش للقوات الروسية في المناطق العسكرية في الغرب والوسط القريبة من أوكرانيا للتأكد من جاهزيتها للقتال».

وقالت صحيفة «إكس ديرا» اليونانية، إن «ما يقرب من 250 ألف جندي روسي، و1،500 دبابة وطائرات مقاتلة من طراز S- 30، سوخوي 35، SU- 34، وميج 29، فضلا عن أنظمة الدفاع الجوي S- 300 وS- 400، بانتسير -S1، تور -M1 والأسطول البحري في البحر الأسود بالكامل بدأت تستعد بناء على أوامر بوتين، ظهر أمس الأربعاء، استعدادا للتدخل في أوكرانيا».

ويرى محللون أن «القيصر الروسي الحالم بعودة الاتحاد السوفيتي يدرك خطورة وصول المعارضة الأوكرانية الموالية للغرب للحكم، وعواقب توقيع المعارضة اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوربي، وما ينتج عن ذلك من تحالف مع حلف الناتو، وإجراء مناورات للقوى الغربية على الحدود الروسية، فضلا عن احتمالية نصب الولايات المتحدة الدرع الصاروخي على الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي يشل فاعلية الصواريخ الروسية التي تهدد أوربا وأمريكا».

ويقول مراقبون، إن السياسة الروسية تصنف أوكرانيا دائما أنها «روح روسيا» وهذا ما يفسر إعلان الرئيس الروسي رغبته في مساعدة كييف بمبلغ 15 مليون دولار ليلة سقوط حليفه الرئيس الأوكراني «يانكوفيتش»، وأعلن أن ديون أوكرانيا المستحقة 600 مليار يورو ديون مستحقة للمصارف الروسية.

حتمية التدخل الروسي في أوكرانيا تدركه الولايات المتحدة الأمريكية، وظهر ذلك من خلال إعلان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن أي تدخل عسكري روسي في أوكرانيا سيكون «خطأ فادحا».

وقال «كيري»، في تصريحات صحفية، الخميس: «أعتقد أنه لا يوجد أدنى شك ومن أي نوع كان بأن أي تدخل عسكري ينتهك سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها سيكون خطأ فادحا.

ورأى المحللون الغربيون أن الأزمة السورية تشكل معضلة أمام «بوتين» إذا قرر التدخل عسكريا في أوكرانيا، لأن تدخل روسيا في الأزمة الأوكرانية سيدفع واشنطن للرد بالتدخل في سوريا وإسقاط نظام بشار الأسد.

المعادلة صعبة للغاية أمام «بوتين» فهو يخشي أن ينتهز الغرب تدخله في أوكرنيا للرد بالإطاحة بالنظام السوري، ولا سيما أن واشنطن تسعى اليوم لتوقيف نفوذه، ومنعه من التحالف مع القاهرة.
الجريدة الرسمية