رئيس التحرير
عصام كامل

العودة يا فصيح إلى المسار الصحيح

18 حجم الخط

جملة نسمعها كثيرا هذه الأيام ومن مختلف الأطراف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. ومن فوق لتحت مرورا بكل الطبقات.. ولكنها كلمة حق يراد بها باطل وتعال معى لأقول لك ماذا يقصدون منها أي ماذا يريد كل من هذه الأطراف عندما يردد هذه الجملة؟ 


هذه الجملة إذا سمعتها من أحد الفلول من بقايا نظام مبارك المشهور بالمخلوع أو من أحد دلاديل جمال مبارك من أعضاء لجنة السياسات الذين نجوا من انهيار النظام المباركى الفاسد في الحادى عشر من فبراير من عام 2011 فهى لا تعنى سوى العودة إلى ما قبل الخامس والعشرين من يناير من عام 2011.. وإزالة كل الآثار المترتبة على الثورة.. هم يحلمون بذلك ويتمنونه ويأتى على ألسنتهم بغير قصد أحيانا ويقصدونه غالبا.. وقد عدنا لنسمعهم كثيرا هذه الأيام بعد الموجة الثالثة من موجات الثورة في الثلاثين من يونيو والتي شاركوا فيها على استحياء.. وإن كان من المعروف عنهم قلة الحياء.

أما إذا سمعت هذه الجملة من أحد أعضاء الإخوان أو حزب الشللية والرذالة ما تفرقش يعنى فهى لا تعنى سوى عودة مرسي إلى كرسي الرئاسة وعودة هشام قنديل لرئاسة الوزارة وعودة الكتاتنى ورجالاته إلى مجلس الشعب وعودة فهمي وعياله إلى مجلس الشورى وعودة بديع إلى المقطم وعودة الشاطر وحسن مالك إلى أعمالهما المالية ولا مانع من وضع بضعة أشخاص في السجن على رأسهم السيسى وأعوانه ومحمد إبراهيم ومساعديه إلخ..

يعنى شطب كل الأيام التي تلت يوم الثالث من يوليو من النتيجة ونبتدى العد من جديد.. ولكن إذا سمعتها من أحد قادة الداخلية فهي لا تعنى سوى العودة إلى نظام الضبط والربط وتكميم الأفواه والدولة البوليسية وهيمنة أمن الدولة على حياة المصريين وزوار الفجر الله يرحم أيامهم.. كانوا بيتعبوا معانا والله في أنصاص الليالى وتشغيل الكهربا والتعليق على الفلقة والمحاكمات العسكرية وتلفيق القضايا واللى يتجوز أمى أقوله ياعمى.. يعنى المثال الحى للدولة الدكتاتورية الكاملة.. ولا مانع من إجراء أي استفتاءات أو انتخابات بعد تزويرها بمعرفة وزارة الداخلية زى زمان.. قول للزمان ارجع يا زمان.

أما الذين لن تسمع منهم هذه الجملة أبدا ابدا فهم أولئك الذين يعيشون مع الأسد في عرينه ويكونون من أعز أصدقائه مثال ذلك حزب النور أو حزب الزور وكذلك حزب الوفد ولا تنسى حزب التجمع وغيرهم كثيرون ممن كانوا يسمون بالأحزاب الورقية ماركة المخلوع مبارك.. فهم قادرون على التلون بجميع الألوان حتى اللون الشفتشى وهو ما بين الأحمر الغامق والأسود الطين أو الهباب.. أما إذا سمعت هذه الجملة من أحد شباب الثورة الأتقياء الأنقياء الذين قاموا بالثورة ويحلمون بها ليل نهار فهى لا تعنى سوى الحصول على العيش ورفع لواء الحرية وإرساء قواعد العدالة الاجتماعية وهو ما يتمناه الشعب المصرى كله ولم يتحقق منه شيء بعد.

هل عرفت الآن معنى الجملة السابقة.. مش مصدقنى راجع أي قاموس من قواميس الثورة في أي ركن من أركان العالم الأربعة أو القارات الست.. وبس خلاص.

الجريدة الرسمية