رئيس التحرير
عصام كامل

الخبل السياسى.. «بلاك بلوك» و«الإخوان» و«المسيحيون»!


نشر موقع «إخوان أون لاين» الموقع الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين أن جماعة "بلاك بلوك" مرتدى الأقنعة السوداء تابعون للكنيسة، فى إشارة إلى ما يعرف بـ«الكتيبة الطيبية» التى تمثل قوى الردع الكنسية، واتهم موقع «إخوان أون لاين" شريف الصيرفى الناشط القبطى، بأنه هو المسئول الأول والمحرك الرئيسى لهذه الجماعة، مشيرًا إلى أن الصيرفى هو الذى قام بتحميل فيديو حرق موقع «إخوان أون لاين» على «يوتيوب»، واتهم الموقع جماعة «بلاك بلوك» بأنها هى التى أدارت أحداث ماسبيرو، وشاركت فى حصار الاتحادية، وإحراق مقار جماعة الإخوان المسلمين فى عدة محافظات، فضلًا عن تورطها فى حرق الجزء الخلفى للمجمع العلمى.

الغريب فى هذا الأمر ليس مجرد الجهل بما يحاول أصحاب موقع «إخوان أون لاين» ترويجه فحسب، بل محاولة رسم ملامح الحق الذى يراد به باطل، وذلك لعدة أسباب:
-
إن «الكتيبة الطيبية» ليست كتيبة عسكرية مسلحة، وإنما هو اسم يشير إلى جماعة مسيحية ظهرت قبل عام 350 م، وكان عدد هذه الكتيبة 6600 فرد، وقد أراد الوالى الرومانى «مكسيميا نوس» 286 م - 305م الخلاص من هذه الكتيبة كلها فأرسلها إلى الحدود الغربية للإمبراطورية الرومانية.

 

وقد تركزت الكتيبة وامتدت بطول الحدود الغربية من ألمانيا إلى إيطاليا، وكان مركز الكتيبة قرب مدينة لوزان بسويسرا. وقد خلدت سويسرا هؤلاء الشهداء الأقباط من أبطال الكتيبة الطيبية بإقامة كنيسة فى زيورخ باسم «القديس موريس» بعد أن أصدر الإمبراطور أمرًا بقتل جميع أفراد الكتيبة، حيثما تكون معسكراتها، فكانت مذبحة هائلة ومجزرة همجية فظيعة تناثرت فيها أشلاء المصريين فوق وادى أجون وارتوت أرضه بدمائهم.

- لم يبق من «الكتيبة الطيبية» الآن سوى اسمها، وهو الذى اتخذه القمص «متياس نصر» اسمًا لجريدة يرأس تحريرها، وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع المادة الصحفية التى تقدمها جريدة «الكتيبة الطيبية»، فإنها فى نهاية الأمر لم تتجاوز حدود الكلمة المكتوبة، التى تأتى غالبيتها فى إطار ردود الأفعال تجاه مواقف طائفية موجهة من خلال بعض الجرائد أو بعض الفضائيات.


- لم يثبت إلى الآن تورط أى مواطن مسيحى مصرى فى أى عمل إرهابى، أو إجرامى ضد هذا الوطن، أما المواقف التى حدثت فجميعها بدون استثناء فى إطار ردود الأفعال، ومع ذلك فإننى شخصيًا أرفض جميع أشكال العنف سواء فى الفعل أو فى رد الفعل، وذلك فى سبيل تحقيق مبدأ سيادة القانون.

إن ما سبق، يحتاج إلى قرار من النائب العام بحكم مسئوليته القانونية، والوطنية بالتحقيق، لما يحمله هذا الكلام الذى يندرج تحت «الخبل السياسى» من تحريض مباشر ضد المواطنين المسيحيين المصريين، وتحميلهم فشل النظام الحالى، الذى يتجاهل مثل تلك الجماعات والحركات، التى خرجت بسبب حالة العقم السياسى التى وصلنا لها الآن.
hanylabib@gmail.com


الجريدة الرسمية