رئيس التحرير
عصام كامل

المجد للمشاغبين


رغم ضبابية المشهد ورغم عودة الطرف الثالث من جديد، ورغم ارتفاع عدد ضحايانا، ورغم المشادات والعراك دون مبرر فى كثير من الأحيان، ورغم الكثير من الأحداث التى تصف مطالب الثورة الحقيقية بالمطالب المشروعة وتصف الثوار الذين يطالبون بتلك المطالب بالبلطجية والمشاغبين .. رغم كل ذلك فأنا أدعم هؤلاء البلطجية ..

أدعم مطالب المشاغبين الذين تتم معاملتهم كالعادة بطفولية شديدة لا تعبر عن الحجم الحقيقى لمأساتهم، حتى لو وصلت مطالبهم لحرب أهلية، فالحرب الأهلية فى ظل الإدارة السيئة للرئيس مرسى أعلنت وجودها وطرقت أبواب مصر للأسف، وأصبحت كل مجموعة تتوعد للأخرى!
دعمى لمطالب المشاغبين لأنهم الأساس المحرك لقيادات جبهة الإنقاذ الوطنى التى لا تتحرك سوى بخطى أبطأ من خطى المشاغبين للأسف، بعكس من يأخذون أوامرهم من قياداتهم فى شكل تكليف
أدعم المشاغبين ضد رئيس لم ينظر للأزمة كمشكلة سياسية واقتصرها كمشكلة بلطجة يمكن السيطرة عليها بإعلان الطوارئ أو اعتقال مشاغبين جدد.

أدعم المشاغبين ضد شعب استحل دماءه ليحيا هنيئا (وياريته يحيا)
أدعم المشاغبين ضد الطرف الثالث الذى لا يظهر سوى عند عرض المطالب الثورية والإصرار عليها.
أدعم المشاغبين ضد رجال الأعمال المتملقين للسلطة السابقة أو الحالية والدافعين بأموالهم ضد مطالب الثوار ولتخريب بلادنا
أدعمهم ضد جماعة الإخوان المسلمين التى أوصلتنا لكل ما نمر به الآن مقابل مكاسبها الحقيرة
أدعمهم حتى وإن اتهموا بالتخريب، فالمشاغبون ليسو مخربين، المشاغبون هم من يحملون جزءا من قضية وطن على وشك الانقسام، لا يدمرون بقدر ما يدافعون عن أنفسهم، عن وجودهم وحياتهم وكينونتهم المعدومة، لا يتظاهرون إلا إذا فاض بهم الكيل، لايعتصمون إلا إذا سدت جميع الطرق أمامهم كما ستسد أمام الجميع فى المستقبل القريب، لا يرفضون حكم أحدهم إلا إذا عانوا من سلطته القمعية، لا يرفضون قياداتهم إلا عندما شعروا بتخاذلها .. المشاغبون ليسوا مخربين .. المشاغبون جزء من الثوار.

دعم المشاغبين الآن أصبح واجبا وطنيا من أجل استمرار الثورة وتحقيق مطالبها، فهم من استطاعوا الصمود والمطالبة بحقوقهم (ولو كانت بسيطة بالنسبة لمطالب شعب كامل)، هم من استطاعوا تحريك الماء الراكد بتحريكهم لمطالب شعب جبان استحل الخوف والهوان يهاب الحرية، هم من يملكون الحلم والأمل والقوة لتحقيقه.
المجد للمشاغبين .. المجد للثورة والثوار.


الجريدة الرسمية