رئيس التحرير
عصام كامل

اغسلوا أيديكم من كل هذا


قد يكون الكلام عن الانتخابات البرلمانية فى هذه الظروف وقاحة لكن أحيانًا يكون لابد من الوقاحة بل والقباحة أيضًا. جبهة الإنقاذ "تهدد" بعدم خوض الانتخابات البرلمانية القادمة. تهدد؟؟؟ إذن فاحتمال خوض الانتخابات البرلمانية كان (ولا يزال حتى اللحظة) قائمًا؟ لماذا يا تري؟ وما الهدف؟ هل لأن النظام الحالي-مثلاً- أقل فقدًا للشرعية من نظام مبارك؟ و ماذا عن دماء المصريين التى أريقت فى ظل الحكم الرشيد لمرسى وأهله وعشيرته؟ ألا تنقض هذه الدماء وضوء نظام مرسى على أقل تقدير؟ ولو تغاضينا عن الدماء وقلنا - معكم- أن خوض الانتخابات البرلمانية هو السبيل الوحيد للأخذ على يد الإخوان وفرملتهم ومنعهم من استكمال سيطرتهم على الدولة فمن يضمن ألا يتم تزوير الانتخابات؟ ألم تشيروا مرارًا - تلميحًا وتصريحًا- إلى تزوير جرى فى الاستفتاء على الدستور فغير النتيجة من "لا" إلى "نعم"؟ ألم تتحدثوا أيضـًا عن تجاوزات ترقى إلى حد التزوير فى الانتخابات البرلمانية الماضية؟ ماذا إذن يمنع تزوير الانتخابات هذه المرة أيضـًا؟ اسمحوا لى بإنعاش ذاكرتكم والعودة بكم إلى الماضى القريب كى أسألكم لماذا رفضتم المشاركة فى انتخابات برلمان 2010؟ اسمحوا لى أيضًا أن أعود بكم إلى ما هو أبعد فأسأل البرادعى عن سبب رفضه خوض الانتخابات أمام جمال مبارك؟ ألم يكن السبب هو رفضكم إعطاء شرعية للتزوير فما الفارق الآن؟ من أين راودكم الأمل فى اختلاف الأوضاع؟ ولماذا لم تتمسكوا وقتئذ بالأمل فى حدوث معجزة تجعل مبارك يستيقظ من نومه باكيًا وهو يهتف: "آمنت بالله" ثم يصدر أوامره بإجراء الانتخابات بالعدل والقسطاس مثلا؟ ما داهية لا تكونوا انتوا – كمان – مصدقين إن الإخوان دول ناس بتوع ربنا ومايزوروش؟ دى مصيبة إيه دي؟

ثم حتى لو حدثت المعجزة المنشودة وأجريت الانتخابات بما يرضى الله فهل أنتم فعلاً مؤمنون بأن النتيجة ستكون لصالحكم؟ يا إخواننا أنتم ما زلتم فى رأى الشعب زمرة من العلمانيين الحاقدين على الإسلام والإسلاميين تطمع فى الكرسى الذى تربع فوقه وترستق على شلتته – أخيرًا وبعد جهد جهيد- رئيس مؤمن ملتحى يصلى الفجر.. ألا تكبرون؟ ثم أنتم معكم السيد البدوى الكفيل بالقضاء على مصداقية أى جبهة ينضم إليها مهما كان نقاؤها وصدق نوايا أفرادها. ألا تعتقدون أن الإخوان سيستغلون تحالفاتكم مع الأحزاب الكرتونية خير استغلال لإسقاطكم؟ .

اغسلوا أيديكم من كل هذا. أعلنوا مقاطعة هذه الانتخابات. ولو عايزين نصيحتى يعنى توحدوا معًا وأسسوا جمعيات أهلية تكون لها فروع فى كل قرية من قرى مصر.. اخدموا الناس.. علموهم.. نوروهم ..أشعروهم بآدميتهم وبأن هناك من يفكر فيهم.. أدخلوهم بين ظهرانيكم حتى يعرفوكم ويلمسوا صدقكم وكذب ادعاءات الإخوان بشأنكم.

والأهم من كل هذا. عودوا إلى الشارع.. إلى الثورة.. دعوا الشباب يقودكم حقا وصدقـًا كما اعتاد البرادعى أن يردد بفخر. ليس الوقت وقت سياسة.. اغسلوا أيديكم من كل هذا والعبوها ثورة وتوعية وتنمية تجدوا ما يسركم.. اللهم بلغت.

الجريدة الرسمية