سر الخرباوى
فى مكتب الصحفى "حمدى رزق" بمجلة المصور أيام كان يرأس تحريرها قابلت القيادى الإخوانى السابق والمفكر "ثروت الخرباوى" ، كانت تلك هى المرة الأولى التى أقابل فيها الخرباوى ولم تكن الأخيرة، عندما شرع حمدى رزق فى تقديمى قال الخرباوى : أعرف سامح وهو صديقى على الفيس بل وأقرأ تدويناته التى يكتبها عن الإخوان . تعجبت من تلك العقلية التى تحيط بكل ما حولها حتى فى أدق التفاصيل .
قرأ الخرباوى كتابى جنة الإخوان وكانت المفاجأة عندما أبدى إعجابه بالعمل وإخبارى أن مقدمة الكتاب ستكون بقلم الكاتب الذى أرق على الإخوان نومتهم .
تعمقت علاقتى أكثر بالخرباوى لأكتشف أن خلف هذا الرجل الذى يبدو شديد
الجانب فى لقاءاته التلفزيونية إنسانية عالية تكفى لاحتواء الجميع حتى الإخوان
أنفسهم .. وأعترف أنه لولا الخرباوى إلى جانب ورشة الزيتون ومديرها شعبان يوسف ما
كان سامح فايز ولا كان كتابى الذى أشارك به فى معرض الكتاب لهذا العام
.
استمرت تلك الصلة الإنسانية حتى كان الأمس بمعرض الكتاب عندما علمت
بطريق الصدفة أن هناك ندوة للخرباوى بالمعرض . قلت لمحدثى أن ندوة الخرباوى الخميس
القادم كما هو مسطور فى دليل المعرض إلا أنه أخبرنى أن هناك مواعيد جديدة أعلنتها
الهيئة أول أيام المعرض . تصفحت الدليل الجديد للهيئة فوجدت أن الندوة بقاعة ضيف
الشرف وعندما هممت بالتحرك وجدت الخرباوى يقف أمام القاعة الرئيسية بالمعرض وعلمت أن
الندوة ليست بقاعة ضيف الشرف، تجاوزت
الأمر وقلت خطأ عابر ربما كان من موظف مهمل . إلا أن الأمر زاد عن حده عندما اضطر
الخرباوى للانتظار قرابة النصف ساعة حتى يعرف إن كانت هناك ندوة من عدمة وسط اختفاء
غريب من منظمى الندوة والتى من المفترض أنها لأهم كتاب صدر فى عام 2012
.
مع بداية الندوة ظهر فى الأفق أن هناك أمراً غريباً يحاك لإفساد هذا
الحفل وبدأت معالمه مع فتح باب المداخلات لنجد أناساً يسبقون كلماتهم بالمصطلح
الأشهر " أنا مش إخوان " ومن ثم يبدأون فى طرح أسئلة لا علاقة لها بالكتاب
وتحوى اتهاماً صريحاً للخرباوى بالكذب بل ولا أزايد إن قلت، اتهامه بمعاداة
الإسلام ، إلا أننى فوجئت أن الخرباوى خرج عن هدوئه المعهود وكشر عن أنياب مفكر مدرك
لبواطن الأمور وأخذ يرد هجوم " الناس اللى مش إخوان ". إلا أن المداخلات
زادت عن حدها وحدث هرج ومرج حتى فوجئت بإحدى الحاضرات تتهم الخرباوى أنه مدفوع من
قبل الصهيونية العالمية لهدم النظام الحاكم فى مصر !.
أوشكت الندوة أن تخرج عن السيطرة لولا قدرة الخرباوى وحكمة حلمى
النمنم فى معالجة الأمر، وفى نهاية
الندوة ذهبت لدار نهضة مصر التى نشرت كتاب الخرباوى لأحصل على كتاب قلب الإخوان
الصادر حديثاً ودار حوار مع أحد العاملين بالدار واندهشت من رد هذا الموظف عندما
أخبرته بسعى الإخوان لإفساد الندوة فما كان منه إلا أن انتبه وسأل فى شغف قائلاً :
"المهم ، الندوة باظت" . قلت فى نفسى لك الله ياخرباوى وأنت تحارب حتى
من قبل من يوزعون كتابك !!!
وعلى الوجه الآخر أشفقت على نفسى من هذا العالم الذى ألقيت بنفسى فيه وحدثتها أن الخرباوى مفكر وكان يقف بجانبه مفكر آخر بحجم النمنم أما أنت ياصعلوك فمن لك أمام لجان إخوانية شعارها الصم البكم الذين يطيعون ولا يفقهون .
