رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا عملت مع أبو العينين؟


مناسبة طرح هذا السؤال وإجابتى عليه هى الرد على الصحفى الإخوانى الزميل على عليوة، فهو يتساءل حسبما نشر موقع دنيا الوطن "لماذا قَبِل سعيد شعيب الصحفى الثورجى والناصرى أن يعمل فى موقع يمتلكه أبو العينين؟" وقال: "هل المرتب الكبير جعله ينسى أن أبو العينين من رموز عهد اللامبارك، وإنه من المنتفعين من هذا العهد البائد".

المغالطة الأولى قبل الإجابة هى أننى لم أكن قط ناصريًا، ولكنى عملت فى جريدة العربى التى يصدرها الحزب الناصرى، المغالطة الثانية هى أننى لست "ثورجى جامد"، فلم يحدث فى حياتى المهنية أن قبلت عمل خارج الصحافة رغم المرتبات الكبيرة.

أما الرد، فمن المفيد أن أبدأه بزميل عزيز انتقدنى بشدة لأننى عملت لفترة فى صحيفة روزاليوسف "بتاعت أحمد عز وجمال مبارك"، وعندما سألت الزميل العزيز ولماذا لا توجه ذات السؤال إلى أصدقائك وأصدقائى الذين يعملون فى مؤسسات صحفية "بتاعت مبارك وزوجته وولديه"، وأقصد بها المؤسسات الحكومية، مثل الأهرام والأخبار وغيرهما، كما سألته: كيف قَبِل العمل فى صحيفة يمولها القدافي؟

لم يكن هدفى إحراجه ولكن كشف المعايير المزدوجة، فالفيصل هو ما يكتبه الصحفى ويوضع عليه اسمه، والرسالة التى توصلها المؤسسة التى شاركت فى قيادتها على سبيل المثال اليوم السابع، حيث كنت من مؤسسيها ومديرًا لتحرير موقعها الإلكترونى قبل الثورة.

أما الموقع الإلكترونى الإخبارى صدى البلد "بتاع أبو العينين"، فقد كان الاتفاق على أنه موقع مهنى يدافع عن الدولة المصرية الحديثة دون إقصاء لأى تيار سياسى، وتمكنت فى فترة قصيرة من تحويله من موقع مجهول ليدخل مربع صناعة الأخبار، ويمكن للأستاذ على أن يعود إلى هذه الفترة ليتأكد من ذلك.

لكنى اضطررت للرحيل تاركًا "المرتب الكبير" لأن الإدارة أرادته موقعًا يُطبل للرئيس مرسى وتنظيمه السرى الدولى.

ثم من قال: إن التنظيم السرى للإخوان والذى ينتمى إليه الأستاذ على لم يستفد من مبارك؟

لقد عقدوا صفقات كما قالت قياداتهم، ومنهم الرئيس مرسى، ومدحوا مبارك ووافقوا على أن يأتى جمال ابنه رئيسًا لمصر بشرط أن يستفيدوا، وكل هذا منشور ومعلن.

وإذا كان الفلول "كخة"، فيمكن للأستاذ على أن يسأل مرسى لماذا أخذهم فى طيارته إلى الصين، ولماذا يُعينهم وزراء، ويمكنه أن يسأل خيرت الشاطر وحسن مالك لماذا تعقدان معهم الصفقات؟!

ثم من قال يا أستاذ على أن رئيسك مرسى أفضل من مبارك، ومن قال: إن التنظيم السرى الدولى للإخوان أحسن من الحزب الوطنى؟!

هذه إحدى الأكاذيب الكبرى التى يروجها الإخوان، وقبل أن تتسرع وتهاجمنى فكتاباتى ضد استبداد مبارك منشورة ومدح بعض قيادات جماعتك منشور، لكننا للأسف نقارن بين السيئ والأسوأ، والفيصل فى النهاية ليس شعارات الإخوان وحلفاءهم، لكن ما يحدث على الأرض، وهذا الواقع يقول إن مبارك ونظامه أرحم وأفضل من الإخوان.

لكن حلمنا أن يخلص الله جل علاه البلد من هذا التنظيم السرى، كما خلصنا من الحزب الوطنى.

 

 

الجريدة الرسمية