رئيس التحرير
عصام كامل

ماتوسعوهاش أكتر من كده.. يا إخوانجية‎

فيتو
18 حجم الخط

الدنيا أضيق من خرم إبرة .. المصريين اتعودا يقولوا ‏العبارة دى لما بيتفرقوا عن بعض وبتلهيهم الحياة وهمومها ‏ومشاغلها ومشاكلها وبيرجعوا يتقابلوا من تانى بعد ما ‏يظنوا كل الظن إنهم مش حيتقابلوا من تانى ولما بيتقابلوا ‏بيقولوا سبحان الله الدنيا مهما كبرت صغيرة‎.‎


والمثل ده مش بينضرب هنا وبس بيضربوه أو بيقولوه ‏المصريين فى وقت الضيق والشدة بتلاقى المخنوق ‏والمشنوق من رقبته بطلبات لا قبل له بها قاعد يفضفض مع ‏صاحبه ويقول له: أنا شايفها ضاقت عليا أوى وبقت أضيق ‏من خرم الإبرة مش راضية توسع شوية وصاحبه يرد عليه ‏ويقول له: وحد الله ما ضاقت إلا اما فرجت ربك كريم بكره ‏توسع خلى عشمك فى ربنا كبير‎.‎

ونعم بالله فأجمل ما فى المصريين هو التذرع بالصبر ‏والعشم فى كرم الله ورحمته الواسعة‎.‎

المصريون اتعودوا دايما يقولوا على المسرف المبذر أبو ‏إيد مخرومة أو ده إيده مخرومة ويقولوا على اللى ‏ما بيسمعش الكلام ده ودنه مخرومة بس يا ترى همه دول بس ‏اللى عندهم شىء مخروم أو حاجة مخرومة؟‎ ‎

ما أظنش لأن أغلب المصريين عندهم حاجة مخرومة.‎

الأب وأبناؤه علاقتهم ببعض مخرومة الأم وبناتها علاقتهن ‏أيضا مخرومة، الأخ وأخوه، الأخت وشقيقتها، الزوجان معا ‏علاقتهما مخرومة، المدرس والتلميذ الطالب الجامعى ‏والأستاذ، الرئيس والمرءوس فى العمل، البائع والمشترى ‏التاجر والزبون المؤجر والمستأجر، الشيخ ومريدوه، الأنبا ‏ومقدسوه، الأصدقاء.. الأقارب.. الجيران.. الأحبة.. كل هؤلاء ‏صارت جميعا علاقتهما مخرومة‎.‎

الإعلام المرئى «المرسل» وجمهور المشاهدين "المستقبل"‎. ‎

الإعلام المطبوع «الجريدة» والقارئ صارت علاقتهما ‏كذلك مخرومة.‎ ‎

الضمائر، الذمم، النفوس صارت جميعا ذات خروم وكأن الخرم ‏قدر ومكتوب وأخيرا الإخوان والمصريون صارت علاقتهما ‏مخرومة.

لم يعد يصدق المصريون الإخوان والفجوة بينهم تتسع يوما ‏بعد يوم وعلى الإخوان تضييقها حتى لا تتسع أكثر من ذلك ‏وإن لم يستطيعوا تضييقها فعليهم الذهاب إلى بتاع الكاوتش ‏يا يضيقهالهم يا يسدها علشان كده هى وسعت أوى!!‎ ‎
الجريدة الرسمية