رئيس التحرير
عصام كامل

غيوم الحرب العالمية تتجمع في المتوسط.. 54 سفينة حربية روسية وصينية متجهة للساحل السوري.. الأسطول الأمريكي السادس يعزز ترسانته.. والقاعدة العسكرية الروسية في طرطوس تترقب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الأسطول الروسي يقوم بإعادة نشر سفنه في البحر الأبيض المتوسط، وقامت كل من موسكو والصين بتعزيز سفنهما الحربية المرابطة في البحر الأبيض المتوسط.


ويعد ذلك أكبر تجمع للأسطول الروسي والصيني خارج المياه الإقليمية منذ أكثر من خمسة عقود، حيث اتجه إلى البحر المتوسط أكثر من 50 سفينة حربية مدمرة عملاقة، تحمل على متنها عشرات الآلاف من قوات البلدين، بالإضافة إلى الغواصات النووية التي لا يعلم أحد شيئا عن مواقعها وتحركاتها، بعض السفن أصبح في المياه الإقليمية السورية والبعض الآخر قبالة السواحل التركية، والعشرات في طريقها لدخول مضيق جبل طارق وقناة السويس.

كما أعلن وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو أن خطة تسليح القوات المسلحة تتضمن تسليم 24 غواصة و54 سفينة حربية حديثة إلى القوات البحرية الروسية.

وقالت وكالة انترفاكس للأنباء: إن مصدرا بالبحرية الروسية لم يذكر اسمه قال "إن سفينة الإنزال الضخمة نيكولاي فيلشنكوف، في طريقها إلى الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وسترسو السفينة في نوفوروسييسك حيث سيجري تحميلها بشحنة خاصة، وستتجه إلى منطقة الخدمة العسكرية المحددة في شرق البحر المتوسط".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر لم تذكر اسمه في الأسطول قوله أمس: إن الفرقاطة سميتليفي ستتجه إلى البحر المتوسط في الفترة من 12 إلى 14 سبتمبر، وإن السفينة الحربية شتيل وزورق الصواريخ ايفانوفيتس سيقتربان من سوريا بحلول نهاية الشهر.

ويتواجد حاليا في مياه البحر المتوسط من السفن الحربية الروسية "نوفوتشيركاسك ومينسك"، وسفينة الحراسة "نيوستراشيمي" التابعة لأسطول البلطيق الروسي، وسفن الإنزال الكبيرة "شابالين و"بيريسفيت" و"الأميرال نيفيلسكوي"، ويجب أن تحل محل هذه المجموعة سفينة مكافحة الغواصات "الأميرال بانتيلييف"، التي ستقع على متنها قيادة التشكيل العملياتي الثابت لسلاح البحرية الروسية في البحر المتوسط.

يذكر أن سفينة الإنزال الكبيرة "نوفوتشيركاسك" مخصصة للإنزال البحري على شاطئ غير مجهز ونقل القوات والشحنات بحرا، وسرعتها 18 عقدة بحرية، وبوسعها حمل حتى 500 طن من المعدات الحربية والشحنات و225 فردا من رجال الإنزال، ويبلغ مدى إبحارها 6000 ميل بحري، وتزود السفينة بمدفع 76 ملم من طراز "آ كا – 176" ومنظومتين للدفاع الجوي وقاذفة صواريخ جراد.

وأكد مسئول روسي أن قطعتين تابعتين للأسطول الروسي في البحر الأسود، الزورق حامل الصواريخ "ايفانوفيتس" والسفينة "شتيل" سيصلان إلى قبالة الساحل السوري في 29 من الشهر الجاري.

إضافة إلى ذلك فإن المدمرتين "سميتليفي" و"ناستويتشيفي" اللتين كان من المقرر أصلا أن تتجها إلى الرأس الأخضر، اتخذتا الآن أيضا طريقهما إلى شرق البحر المتوسط، وفقا لوكالة إنترفاكس.

وتنشر روسيا بشكل دائم عدة سفن حربية في شرق البحر المتوسط، حيث تجرى عمليات مناوبة منذ بداية الأزمة السورية قبل عامين ونصف العام.

وتعد روسيا، الداعم الرئيسي لنظام دمشق الذي تزوده بالسلاح، تستخدم منذ العهد السوفييتي قاعدة عسكرية في ميناء طرطوس الذي يبعد 220 كم شمال غرب دمشق، وتوجد أنباء بتحرك طائرات وحاملات عسكرية أمريكية إلى قواعد جوية إنجليزية في قبرص، التي تبعد عن الساحل السوري نحو 100 ميل تقريبا، وفقا لصحيفة الجارديان.

وأكدت الشبكة الإخبارية درعا أنه وصلت 13 سفينة حربية إلى مياه البحر المتوسط حاليا، من بينها غواصة نووية ومضادات للصواريخ البالستية وسفن استطلاع إلكترونية وتشويش وسفن رصد وحاملة صواريخ وسفينة إنزال وشحن ضخمة.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا": إن الرئيس الصيني شي جين بينج أبلغ نظيره الأمريكي أمس بأنه لا يمكن حل الأزمة في سوريا، إلا من خلال الحل السياسي وليس بالهجوم العسكري.

وكانت روسيا قد حذرت الولايات المتحدة أمس، من مخاطر توجيه ضربات ضد مخزونات المعدات الكيميائية في سوريا، وذلك في بيان لوزارة الخارجية.

ويأتي تكثيف التواجد البحري الروسي بالمتوسط للرد على الوجود الأمريكي في المنطقة والذي يتمثل في الأسطولين الأمريكيين الخامس والسادس، ويتخذ الأسطول الأمريكي الخامس التابع لسلاح البحرية الأمريكي من المياه الإقليمية المقابلة للبحرين قاعدة له، ويصفه خبراء أمريكيون بأنه أكثر الأساطيل الأمريكية الاستراتيجية ذات الأهمية في منطقة الخليج العربي.

وتتلخص مهمة الأسطول الأساسية في تأمين إمدادات النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية، ومراقبة إيران عن قرب، والإشراف على عمليات في الخليج العربي وبحر عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي، كما يشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان، ومكافحة ما يسمى بـ"الإرهاب" والقرصنة في المياه الدولية.

ويعتبر الأسطول السادس الأمريكي قوة الولايات المتحدة الضاربة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتتوزع قواعده على عدة مناطق بدول الحوض المتوسطي خاصة إيطاليا وإسبانيا.

ويتمركز هذا الأسطول عادة في وسط البحر المتوسط أو الجزء الشرقي منه، ويوجد مقر قيادته بمدينة نابولي الإيطالية، وهو يتكون من نحو 40 قطعة بحرية تشرف عليها قوة بشرية قوامها نحو 21 ألف عسكري.

ويشمل هذا الأسطول حاملة طائرات أو حاملتين، حسب التطورات السياسية أو العسكرية في المنطقة، وثلاث غواصات نووية، إضافة إلى نحو 170 طائرة وعدد من الطرادات والمدمرات والفرقاطات الحاملة للصواريخ الموجهة، التي يبلغ عددها نحو عشرين.

كما يضم الأسطول قطعا بحرية تشرف على عمليات التأمين والاستطلاع، ومروحيات وطائرات للنقل الثقيل والنقل المتوسط وطائرات بدون طيار.

أما مهام الأسطول فتتمثل أساسا في القيام بعمليات في البلدان القريبة من المنطقة، التي قد تندلع فيها حروب ونزاعات، والسيطرة على مداخل البحر المتوسط خاصة مضيق جبل طارق في الغرب وقناة السويس، إضافة إلى خلق نوع من الضغط السياسي على دول المنطقة المتوسطي.
الجريدة الرسمية