في ذكرى ميلادها، مواقف وطنية وأعمال خيرية لأم كلثوم بعيون معاصريها وليس بحكايات فيلم "الست"
اختلفت الآراء حول يوم ميلاد سيدة الغناء العربي أم كلثوم ، فبين شهر مايو وبين ديسمبر يقال إنها ولدت، لكن مهما كان تاريخ ميلاد أم كلثوم فلا شك أنها سيدة ريفية صنعت مجدًا في الطرب والغناء ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله ــ ولدت في مثل هذا اليوم 31 ديسمبر 1898 ــ وعرفت بحب بلدها وبالروح الوطنية، وظهر هذا في مواقفها وفي أغنياتها الوطنية التي كانت تختارها والتي كانت تكلف الشعراء وكتاب الأغاني بكتابتها.
وفي عيون معاصريها وليس بحكايات واسكتشات فيلم “الست” المثير للجدل، لعبت أم كلثوم دورًا مؤثرًا في القضية الفلسطينية منذ بدايتها، ففي عام 1928 سافرت إلى فلسطين لتغني على أرضها في جولة بمدنها المتعددة بدأتها بالقدس ثم يافا وحيفا، وعادت أم كلثوم من فلسطين وهي تحمل لقب كوكب الشرق الذي أطلقته عليها الصحافة الفلسطينية، نتيجة لذلك أصدرت السلطات الاسرائيلية حكمًا عليها بالإعدام بتهمة إثارة الجماهير ضد الصهيونية.
وقالت جريدة البلاغ التي نشرت الخبر: وجهت السلطات الصهيونية الاتهام ضد الآنسة أم كلثوم لأنها تغني أغنية فلسطين التي تثير الشعب العربي ضد الصهيونية وتستفزه للجهاد بعبارة: "تؤخذ الدنيا غلابًا".
قصيدة صلاح جاهين
وقدمت السيدة أم كلثوم عددًا من الأغاني لدعم ومساندة القضية الفلسطينية من بينها قصيدة كتبها الشاعر الغنائي صلاح جاهين ولحنها رياض السنباطي تقول فيها: ما أروعك يا شعبنا وما أشجعك.. جرحك فلسطين يوجعك تزداد وجود / وتحول الأحزان بارود في مصنعك.. والله معك / دلوقت في البساتين أوان عطر الزهور.. لهفي عليك هناك مفيش من يعشقه.. احذروا الأشواك وسبعين ألف سور / والعطر ما يرضى بسوانا يستنشقه.. تطلع زهور البرتقال تشبه عيون فتيات عرب / تبص للأرض بحنان وتبص للجاني بغضب.. يغضب نسيم البحر والامواج تثور / يا أرضنا المسجونة سجنك راح يزول.. شعبك على الأبواب مسلح بالأمل / كلمة فلسطين زي دقات الطبول.. بتدوي وتحمس وتدفع للعمل / راجعين بقوة السلاح.. راجعين كما رجع الصباح.

وفي عام 1942 اشتد الخلاف بين المصريين حول تأييدهم للإنجليز أو الألمان / أثناء الحرب العالمية الثانية ووصل الأمر إلى خروج مظاهرات تحمل هتافات "إلى الأمام يا روميل" وتوالت هجمات روميل ناحية إفريقيا تجاه دلتا النيل، وقال صحفي فرنسي للصحفي محمد التابعي: ما الإجراءات التي ستتخذها بريطانيا في حال اضطرارها إلى الانسحاب من مصر وفلسطين والسودان، لعلك وأنت صحفي مصري أدرى مني بالنسبة إلى ما ستفعله بريطانيا، فقد ألحت وزارة الاستعلامات البريطانية في طلب واحد هو خروج محمد عبد الوهاب وأم كلثوم من مصر بالرضا أو بالاكراه مهما كان الثمن.
طلب التخلص من أم كلثوم وعبد الوهاب
يقول الأستاذ محمد التابعي: عندما سمعت هذا الطلب دخلت في نوبة من الضحك فقال الصديق الفرنسي: صدقني لقد كان في نية السلطات البريطانية إذا ما اضطرت إلى الانسحاب أن تأخذ معها طوعًا أو كرهًا أم كلثوم وعبد الوهاب والتخلص منهما لأنها كانت تخشى أن تستغلها الدعاية الألمانية إلى أبعد حدود الاستغلال، وذلك لأن الإذاعة المصرية يستمع إليها المصريون والعالم العربي بأسره إذا ما كانت أم كلثوم تغني وكذلك عبد الوهاب.

بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 أصدر أحد المسؤولين في الإذاعة المصرية قرارًا بمنع إذاعة أغاني أم كلثوم باعتبارها من العهد البائد، وكانت تغني للملك فاروق وتمجده في احتفالات عيد ميلاده، وعندما علم البكباشي جمال عبد الناصر أحد الضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة بهذا القرار قال إذن علينا أن نهدم الأهرامات لأنها كانت من العهد البائد، وأمر بإعادة إذاعة أغانيها في الإذاعة المصرية بل وكان حريصا بعد أن تولي الحكم أن يحضر هو وأعضاء مجلس قيادة الثورة حفلاتها التي كانت تقيمها كل شهر.
مهرجان للطرب الاصيل
وأصبحت حفلاتها الشهرية مهرجانًا فنيًّا رائعًا للطرب المصري الأصيل، ويحرص على حضورها بعض الملوك والأمراء العرب الذين يصلون إلى القاهرة بطائراتهم الخاصة لحضور حفلاتها، والاستمتاع بأغانيها وصوتها العذب رغم كيد الأعداء.
دعم المجهود الحربي
وفي الخامس من يونيو عام 67 تعرضت مصر لكارثة النكسة واحتلال أراضيها بعد هذه الهزيمة المنكرة، وبدأت القوات المسلحة استعداداتها للثأر من العدو الإسرائيلي وتحرير سيناء، وجاء دور الفن ليساهم في رفع الروح المعنوية للجيش والمصريين استعدادا لحرب التحرير، وقررت أم كلثوم في الشهر التالي لهذه الكارثة القيام بجولة غنائية في الدول العربية، وتخصص عائدها لدعم المجهود الحربي لمصر لإزالة آثار العدوان، وقررت أن تبدأ هذه الجولة من باريس لإحياء حفلتين على مسرح الأوليمبيا أشهر المسارح الفرنسية الموجود على بعد خطوات من ميدان الأوبرا في قلب العاصمة باريس، وتسع قاعة العرض فيه ألفي مشاهد، ووصفوها في باريس بسفيرة الغناء المصري والعربي.
ولأن الفن دائمًا قرين الخير، والفنانة التي منحت من بعض حياتها الكثير من أجل مصر قامت السيدة أم كلثوم في الأسبوع الاخير 1972 بوضع حجر الأساس للمشروع الخيري الكبير الذي يحمل اسمها دار أم كلثوم لأعمال الخير، اشترك في وضع حجر الأساس الوزير حمدي عاشور محافظ القاهرة والمهندس عثمان احمد عثمان والدكتور حسن زكي أحمد رئيس بنك القاهرة.

وكما نشرت مجلة روز اليوسف فى ديسمبر عام 1972 يشمل موضوع دار أم كلثوم لأعمال الخير فندقًا سياحيًّا عالميًّا ومسرحًا حديثًا مع صالة للموسيقى، ودارًا لأعمال الخير وقد أسند التنفيذ لشركة المقاولين العرب، تقدر التكاليف الأولى للمشروع حوالي مليون جنيه، ويتم تمويله عن طريق يانصيب خيرى يطرح على مستوى الوطن العربي من الخليج الى المحيط بدءا من 23 يوليو 1973، ويجري السحب على التذاكر المباعة بجوائز قيمتها 300 ألف جنيه بدأها مواطن كويتى بالتبرع بـ 500 جنيه.
حب الوطن والانتماء إليه
الجميل في الأمر أن أم كلثوم طلبت أن تقام كافة المنشآت الخاصة بالمشروع الخيري على نفقتها الخاصة، وهكذا كانت أم كلثوم رمزًا للوطنية ومثالًا لحب الوطن والانتماء له في جميع مراحل حياتها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
