محمد التابعي، رحلة الصحفي الدونجوان من إثارته غضب ملوك أوروبا "حيًّا" إلى ضجة فيلم الست "ميتًا"
محمد التابعي، من أشهر صحفيي القرن العشرين، لُقب أمير مملكة الصحافة، الصحفي الدونجوان، والصحفي المشاكس، كما لقب بأمير القلم وأمير مملكة النساء نظرًا إلى علاقاته المتعددة.
تعامل مع الأمراء وكبار الرجال، وكان رفيقًا للأسرة المالكة في حلاتهم إلى أوروبا، ويقوم بفضحهم في مقالاته، وتفرغ إلى الكتابة السياسية، ونقد الأوضاع السائدة بأسلوب النقد المسرحي، فكتب مقالات تسقط الوزارة ومقالات تقيم غيرها حتى هزت كتاباته عروش الحكومات، أسس مجلة آخر ساعة عام 1934 رحل فى مثل هذا اليوم عام 1976.
وبعيدًا عن فيلم “الست” والمغالطات التي تناولت جزءًا من حياته؛ احترف الكاتب الراحل محمد التابعي الصحافة، وبدأ كتابة المقالات السياسية في مجلة الأجيبسيان ميل، ثم مجلة روز اليوسف بدون توقيع، مما زاد من توزيع روزا اليوسف وقتها، وارتفع ثمن المجلة من خمسة مليمات إلى قرش صاغ، كما كتب مقالات فنية نقدية في جريدة الأهرام بتوقيع مستعار “حندس”، واستطاع بكتاباته إحداث ثورة في بلاط صاحبة الجلالة، أصدر مجلة آخر ساعة، وبعدها جريدة “المصري” مع محمود أبو الفتح، فنقل صاحبة الجلالة من صحافة المقال إلى صحافة الخبر يأخذ اللقطة الصحفية، من تلامذته علي ومصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل وكامل الشناوي.
زمالة فكري أباظة
ولد محمد التابعي عام 1902، بمصيف بحيرة المنزلة، عن بداياته يقول التابعي: في الحارة قضيت طفولتي، وكنت أتردد على مكتبة في سوق الخواجات يملكها الشيخ سعيد حلقة، وأبدأ القراءة فيها.. حيث كان صاحبها يرفض الاستعارة، فقرأت “ألف ليلة وليلة” و“قصص سيف ذي يزن” و“حمزة البهلوان”، وأنا ما زلت طفلًا في الابتدائية، وكانت مرحلة الشقاوة والنضوج في نفس الوقت في مدرسة السعيدية، حيث زاملت صديق عمري ورفيق مشواري فكري أباظة.

عرف الكاتب الصحفي محمد التابعي برشاقة أسلوبه وعباراته القصيرة، وبحثه عن الخبر واستطاع أن يحدث ثورة في بلاط صاحبة الجلالة نقلتها من صحافة المقال إلى صحافة الخبر، وضرب المثل في الصحفي قوي البديهة الذي يحصل على المعلومة كاملة بذكائه.
مقالات نقدية باسم “حندس”
درس محمد التابعي بكلية الحقوق ولظروف رحيل والده لم يكمل دراسته بالجامعة وعمل موظفًا بمصلحة التموين، ثم حصل على الليسانس من المنازل، بعدها عمل في قسم الترجمة بمجلس النواب، ومن خلاله بدأ عشقه للصحافة، وبدأ كتابة المقالات السياسية في مجلة الأجيبسيان ميل ثم مجلة روز اليوسف بدون توقيع، مما زاد من توزيع روزا اليوسف وقتها وارتفع ثمن المجلة من خمسة مليمات إلى قرش صاغ، كما كتب مقالات فنية نقدية في جريدة الأهرام بتوقيع مستعار “حندس”.
فضح غراميات الملوك
تعرض محمد التابعي للسجن أربع مرات؛ الأولى ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لإهانته بعض ملوك أوروبا بفضح غرامياتهم في مجلته، والمرة الثانية السجن أربعة أشهر مع النفاذ لانتقاده أحمد علي باشا وزير العدل في حكومة صدقي، ومرة أخرى السجن ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لأنه عاب في حق الأمير محمد علي، وفي المرة الرابعة كتب مقالًا عن رضا بهلوي في مجلة “روز اليوسف” عام 1927، وقبض عليه وأودع سجن التخشيبة، وحقق معه المحقق أحمد زكي سعد، وأودع سجن الاستئناف، ودفع يوسف وهبي عنه الكفالة.

يتحدث محمد التابعي عن نفسه، ويقول: “رأيي أن الصحافة تستطيع أن توجه الرأي العام وليس أن تتملقه أو تكتب ما يسره أو يرضيه، ورسالتي الصحفية أن أحارب الظلم أيًّا كان، وأن أقول ما أعتقد أنه الحق ولو خالفت في ذلك الرأي العام، أن يفوتك 100 سبق صحفي أفضل من أن تنشر خبرًا كاذبًا، قليلون منا، نحن الصحفيين، هم الذين أوتوا الشجاعة لإبداء رأيهم، ولا يبالون في أن يتهموا في نزاهتهم، وأنهم مأجورون ينالون ثمن مقالتهم من دولة ما أو جهة ما، وأنني أفضل أن أكون إنسانًا ملتزمًا بالقيم والمبادئ والمثل العليا والأمانة الصحفية على أن أكون أشهر صحفي في العالم”.
ويضيف الكاتب محمد التابعي عن نفسه: أحيانًا أسرف حتى السفه، وأحيانًا أمسك يدي إلى درجة البخل الشديد، وأحيانًا أثور لأتفه الأسباب، وأحيانًا أصفح عن الخطأ الشنيع، وكثيرًا ما جلست إلى مكتبي وفي رأسي فكرة معينة أريد أن أكتب فيها.. فما أكاد أمسك القلم إلا وأجدني أكتب في فكرة أخرى، وفي رأي آخر، أنا كما ترون مجموعة من المتناقضات، بعض أصدقائي وأقرب الناس إلى يأخذون على شدة اعتدادي بنفسي، وآخرون من القراء يأخذون على النقيض، أو ما يسمونه مركب النقص، ورأيي أنا أنني أجمع بين الاثنين: مركب النقص ومركب الثقة.. فهل فهمتم من أنا ؟ أما أنا فلم أفهم بعد من أكون أنا ؟ وتلك هي المصيبة.
جنازته على نفقة رئاسة الجمهورية
رحل الكاتب الصحفي محمد التابعي عن 81 عامًا فى مثل هذا اليوم 26 ديسمبر عام 1976؛ بسبب إصابته بجلطة في القلب، وتأخرت جنازته يومين حتى يتم تجهيز جنازة تليق بأكبر صحفي في مصر، وأعلنت رئاسة الجمهورية بيانًا في الصحف يقول: “قرر الرئيس أنور السادات حينما علم بوفاة الكاتب الصحفي محمد التابعي أن تكون جنازته من ميزانية رئاسة الجمهورية، لتخرج من مسجد عمر مكرم وسط جماهير غفيرة”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
