رئيس التحرير
عصام كامل

هل حان وقت المراجعة ؟!


"المصريون من أكثر أهل الأرض تدينا" ما من شك فى ذلك.. لكن لا أدرى لماذا هو تدين شكلى أكثر مما هو جوهرى.. لماذا التركيز على الشعائر دون المعاملات.. لماذا تسير سلوكيات الناس فى واد آخر غير الذى رسمه لها الإسلام أو ما تدعو إليه الأديان عموما؟!


لماذا يمتلك غير المسلمين الذرة والفضاء وناصية العلم ويكتفى المسلمون بالهراوات.. لماذا استثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمرناها نحن.. حتى تحولت إلى خادم مطيع لهم يأتيهم حصادها ليلا أو نهارا.. يخدمهم الرطب واليابس والسائل والجاف والحديد والذهب والتراب والهواء.. بينما يتأبى علينا ذلك كله؟!\

ألا يدعونا ذلك لوقفة جادة ومراجعة حقيقية للذات لاسيما ونحن نستقبل عاما جديدا.. ونحتفل معا بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير خلال أيام قليلة.. وهل نستحق أن نفرح بالثورة حقا.. وهل حققت أهدافها من «عيش - وحريات - وكرامة - وعدالة اجتماعية»؟!

وهل نسينا الثوار فى ظل الانقسامات والأوضاع المقلقة.. وأين هم الآن ودورهم ومواقعهم فى كيانات الدولة والبرلمان؟!

لا مفر من إعادة نظرة شاملة فى سلوكياتنا جميعا لتعظيم الإيجابيات وتلاشى السلبيات وتصحيح مسار الثورة حتى تحقق أهدافها التى قامت من أجلها.. فالثوار لن يهدءوا طالما كان الناتج النهائى للثورة أكثر سوءا مما ثاروا عليه.

- اللهم اجعل أيدينا تزرع ولا تصفع. تعطى ولا تمنع. تعين ولا تدمر. يارب بصرنا بحقيقة ينساها البشر دائما إذا ما جلسوا على مقعد من مقاعد السلطة فينسون أنها إلى زوال ولو دامت لغيرنا ما وصلت إلينا.

- اللهم اجعلنا نرحم ولا نبطش. نجمع ولا نفرق. نحب ولا نكره. نتسامح ولا ننتقم. نعين الضعيف وننتصر للحق.
اللهم أعد الابتسامة إلى شفاهنا. وأذهب الوجوم عن وجوهنا، واجعلنا نحسن القول إذا تكلمنا، ونحسن الفعل إذا فعلنا.

اللهم كلل جهودنا بحرية أكبر وإنتاجية أعلى وبصحف حرة تنتقد بنزاهة ما يستحق النقد.. وتؤيد فى رشد ما يستحق التأييد.. وتكتب ما يعبر بصدق عن مكنونات صدور الناس.. تثور على الظالم وتؤازر المظلوم وترفض السير فى مواكب المستبدين وأن تتعاون فيما اتفقنا فيه. وأن يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.. اللهم آمين.

ten.rirhatle@mehsahilA_E
الجريدة الرسمية