يحيى حقى، 33 عامًا على رحيل شيخ القصة القصيرة وصاحب قنديل أم هاشم
الأديب يحيى حقى هو شيخ القصة القصيرة، كاتب من ألمع الكتاب المصريين الذين قدموا للثقافة العربية ما بين التأليف والترجمة أدبا رفيعا، أعماله تجمع بين الدقة والعمق تخطى فيها الكلاسيكية والرومانسية متمسكا بالموضوعية والواقعية، استطاع تصوير الواقع المصرى بدقة فى قصصه الشهيرة قنديل أم هاشم، البوسطجى، صح النوم، يرى أن متعة اللقاء بالكتابة والفن لا تساويها أى متع أخرى فى الحياة، رحل فى مثل هذا اليوم عام 1992.
كان اهتمام الاديب يحيى حقى الأكبر الغلابة والفقراء والأسماء المجهولة التى تعيش فى الظل ولا يشعر بهم أحدا، بالرغم من أنه فى حياته العامة كسفير ووزير مفوض كان على صلة برؤساء الدول والملوك وكبار الشخصيات ممن لهم شأن فى الثقافة والسياسة.
جمع بين ثقافة الغرب والشرق فى كتاباته
قالوا عن يحيى حقى إن ثقافته مزيج من باريس والقاهرة وفى كلماته رائحة عطور الحسين وبخور الغورية، يقدم فى كتاباته آخر صيحة فى عالم الفكر وفى نفس الوقت يقدم لك قلعة الكبش والمغربلين والسيدة زينب.

يقول يحيى حقى عن نفسه: ليس هناك رائحة تفوح من كتاباتى أقوى من رائحة الغورية، أنا لست إلا غوريا مائة بالمائة، فأنا مولود فى قلب حى السيدة زينب جذورى نمت هناك ومنها كتبت قنديل أم هاشم، وقد تأثرت بكل الكتاب من امرؤ القيس وحتى الآن ولكن ابن المقفع عندى هو أستاذ الاسلوب النثرى بلغ القمة فى كليلة ودمنة، والجاحظ طبعا هو إمام الأسلوب العربى.
الميلاد فى حى السيدة زينب
ولد يحيى حقى عام 1905 بدرب الميضة حى السيدة زينب لأسرة بسيطة من جذور تركية، وحصل على البكالوريا من المدرسة الخديوية والليسانس من مدرسة الحقوق، يقول عن نشأته "ولدت فى أسرة يطلق عليها "أسرة الموظفين" الذين يتسلمون الراتب أول كل شهر، طفولتى كانت سعيدة، ومن حسن حظى أنى ولدت فى حى السيدة زينب الذى يتميز بروح التدين والعادات الشعبية؛ ولذلك فأنا معجون بالشعب الكادح الفقير الذى عايشته وتأثرت به ونقلت عنه كل شئ فى قصصي ورواياتي. وأعتقد أن قنديل أم هاشم تعبير حى عن هذا الحى،
وزير مفوض فى الخارجية
عمل يحيى حقي بالمحاماة عامين بالصعيد، وفاز بمسابقة أجرتها وزارة الخارجية ليبدأ مشواره الدبلوماسي بالقنصلية المصرية بجدة، ثم باستانبول ثم روما، وأصبح مديرا لمكتب وزير الخارجية فوزير مفوض، وعندما عاد إلى مصر كان أول رئيس لمصلحة الفنون، ومستشارا لدار الكتب ورئيسا لتحرير "المجلة".

بل كان أيضا مترجما مبدعا، ساهم في نقل روح الأدب الغربي إلى العربية، مع الحفاظ على حسّه الفني المميز، كما كان من أوائل الأدباء الذين أدركوا قوة العامية المصرية، واستخدمها بحرفية شديدة لتكون أداة فنية تُكمل جمال النصوص الفصيحة، حيث كان يرى في العامية نافذة للواقع، ونجح في أن يجمعها بالفصحى في تناغم فريد.
قهوة ديمترى كانت البداية
عن بداية دخوله عالم الأدب قال الكاتب يحيى حقى: أسرتى كانت تحب القراءة، وكان متاحا لى كتب التراث ودواوين الشعر وكتاب ألف ليلة وليلة حتى أنى حفظت فى سن صغيرة قصيدة أحمد شوقى التى يقول فيها: "مصر العزيزة لى وطن، وهى الحمى وهى السكن، وهى الفريدة فى الزمن، وجميع مافيها حسن"، كتبت بعض القصص وأرسلتها بالبريد للصحف والمجلات فكانت تنشر، وأول قصة نشرت لى بعنوان " قهوة ديمترى ".
يرى الأديب يحيى حقى أن الاستغراق فى القراءة خطأ كبير لأنه يبعد الإنسان عن الاتصال بالكون وبالحياة من حوله ومن هنا فى رأيى يجب ألا نخضع لربط الثقافة بالكتاب بل أعلم الطفل منذ صغره الاتصال بالكون والطبيعة فليست الثقافة بين الكتب فقط.
لماذا اتجه إلى العامية فى الكتابة
حول الجمهور الذى يكتب له الكاتب قال يحيى حقى: دعيت ذات يوم أن أكتب فى مجلة التعاون التى تزعم أن قراءها من الفلاحين أعضاء النقابات الزراعية، فخيل إلى فى بادئ الأمر أن الجمهور الذى سأحدثه تحول من عام إلى خاص، وهذا التحول يفرض على أن أضع أسلوبا يطابق عقلية الفلاح ولغته ففهمت أن أكتب مقالى بالعامية وأن أجعل كلامى يجرى قدر علمى على ألسنة الفلاحين بتبسيط الأفكار.
عندما توقف عن الكتابة
يرى يحيى حقى أن الكاتب يجب أن يكون صادقا مع نفسه لأن الكاتب عندما يجلس ليكتب يكون فى داخله شئ يريد إيصاله للناس بصدق وإحساس وإبداع ممتع لكن إذا فقد الكاتب هذا الإحساس فعليه أن يتوقف فالمسألة ليست أن أكتب وإنما ماذا أكتب، وأنا فى وقت من الأوقات أحسست أن الجهد المطلوب منى للكتابة لا أستطيع أن أؤديه فتوقفت عن الكتابة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
