رئيس التحرير
عصام كامل

سوق حلقوم الجمل.. متحف مفتوح للنسيج في قلب الغورية.. يعرض أفضل أنواع الأقمشة.. مقصد مهم للمشاهير ومصممي الأزياء.. وهذا سر تسميته بهذا الاسم

سوق حلقوم الجمل فى
سوق حلقوم الجمل فى الغورية
18 حجم الخط

في قلب القاهرة التاريخية، حيث الأزهر والغورية وتلك الأزقة التي تختزن عبق قرون من التجارة والحرف، ينبض سوق صغير يحمل اسمًا لافتًا هو “ حلقوم الجمل لا يعرف كثيرون عنه سوى أنه “حتة” داخل سوق الغورية الكبير، لكنه في الحقيقة عالم متكامل من الأقمشة والألوان والوجوه التي تحمل على ملامحها حكايات أجيال من تجار القماش المصريين.

سر التسمية.. بين الرواية الشعبية والتاريخ التجاري

يرجع اسم "حلقوم الجمل"  بحسب روايات التجار القدامى إلى شكل الممر الرئيسي الضيق والمتعرج الذي يشبه “حلق الجمل” في ضيقه والتفافه. بينما يروى آخرون أن الاسم ارتبط بتاجر قديم كان يُعرف بلقب “الجمل”، وكانت دكانه الأولى عند مدخل الزقاق، فصار المكان يُعرف بين الناس بـ“سوق حلقوم الجمل”.

ومع مرور الوقت، أصبحت التسمية علمًا على منطقة كاملة داخل الغورية، تُستخدم في العناوين التجارية والرسمية، حتى أنك إن بحثت عنها في سجلات الأعمال ستجد عشرات المحلات المسجلة بعنوان “شارع حلقوم الجمل  الغورية  الأزهر”، ما يثبت رسوخ الاسم عبر الزمن.

تاريخ السوق.. ممرات من مئات السنين

عمر هذا السوق، مثل معظم  أسواق الغورية، يتجاوز المئة عام. نشأ في الأصل كفرع جانبي من  سوق الغورية الكبير الذي شيده السلطان الغوري في القرن السادس عشر، حيث كانت المنطقة مركزًا لتجارة المنسوجات القادمة من الشام والهند واليمن. ومع الوقت، تشعبت الممرات داخل السوق الكبير، ونشأت حارات صغيرة حملت أسماء محلية مثل "حلقوم الجمل"، "التربيعة"، و"سوق النسيج".

ورغم أن السوق يبدو صغيرًا من الخارج، إلا أن شبكته الداخلية من الأزقة الضيقة تتفرع بشكل حلزوني، تأخذك يمينًا ويسارًا في متاهة من القماش والضوء. الأزقة لا تتسع إلا لفرد أو اثنين يمران بصعوبة وسط لفائف الأقمشة المتراصة على الجانبين، لكن هذا الازدحام نفسه هو ما يمنح السوق روحه الحية وسحره الشعبي الفريد.

 

ألوان تبعث البهجة في قلب القاهرة القديمة

من اللحظة التي تخطو فيها مدخل السوق، تغمر عينيك الألوان.
درجات الأحمر والأزرق الملكي والأخضر الزمردي تتدلى من الأعلى على شكل لفائف ضخمة من القماش تتراقص مع نسمات الهواء القديمة. أصوات الباعة تتداخل مع نداءات الزبائن، وروائح الأقمشة الجديدة تملأ المكان.

 فالسوق مقصد للباحثين عن الأقمشة النادرة، من الحرير الطبيعي إلى قماش الشانيل والمخمل، وحتى أقمشة المسرح والسينما. يأتي إليه مصممو الأزياء ومخرجو الديكور من كل مكان، بحثًا عن خامات لا يجدونها في الأسواق الحديثة.

الزحام لا يهدأ.. من الصباح حتى المساء

منذ الصباح الباكر، تتحول الأزقة إلى خلية نحل.
صوت المقص وهو يقطع الأقمشة، ضحكات العمال، وحركة الزبائن الذين يساومون على الأسعار، كلها تشكل موسيقى يومية لا تتوقف حتى ساعات الليل الأولى.

ورغم ازدحام المكان وضيق الممرات، إلا أن هناك نظامًا غير مكتوب يسير به السوق. يعرف كل تاجر مكانه وزبائنه، والكل يتعامل بروح الأسرة الواحدة. حتى الغرباء الذين يدخلون لأول مرة يشعرون بأنهم جزء من هذا النسيج البشري المفعم بالحيوية.

مشاهير مرّوا من هنا

على مر السنين، زار  سوق حلقوم الجمل العديد من الفنانين ومصممي الأزياء الذين كانوا يبحثون عن خامات مميزة لأعمالهم. بعض مشاهد الأفلام القديمة التي دارت في الغورية تم تصويرها بالقرب من هذا السوق.
وتذكر بعض الروايات أن مصممي أزياء مسرح الدولة وأوبرا القاهرة كانوا يأتون خصيصًا لشراء أقمشة الزخارف والديكورات من محلاته القديمة، لما يتميز به من تنوع وجودة وأسعار تنافسية.

كما اعتادت بعض الفرق الاستعراضية الشعبية زيارة السوق قبل كل موسم عروض جديدة، لاختيار الأقمشة الملونة التي تُستخدم في الأزياء التراثية، ما جعل السوق رمزًا للجمال الشعبي المصري في عيون الفنانين والمهتمين بالتراث.

أزقة ضيقة.. لكن مفتوحة على العالم

رغم أن السوق لا يتعدى في مساحته بضع حارات ضيقة، إلا أنه يفتح أبوابه لكل مصر.
يأتي إليه الزبائن من الإسكندرية والمنصورة والصعيد، ومنهم من يسافر خصيصًا ليشتري الأقمشة من حلقوم الجمل بالجملة ويعيد بيعها في محافظاته. تلك الحركة اليومية من الداخل والخارج جعلت المكان جزءًا من شريان الاقتصاد الشعبي للقاهرة القديمة.

بين الماضي والحاضر.. السوق الذي لا ينام

قد تتغير أسماء الشوارع والمتاجر في القاهرة، لكن سوق حلقوم الجمل ظل ثابتًا كعلامة من علامات الغورية الأصيلة. فهو ليس مجرد سوق للأقمشة، بل لوحة نابضة بالحياة، يختلط فيها التاريخ بالحداثة، والعراقة بالبهجة.

وإذا مررت ذات يوم بشارع الأزهر واتجهت نحو الغورية، فدع قدميك تأخذك إلى الزقاق الضيق الذي لا تساعه إلا خطوة واحدة. هناك، في عمق الأزهر القديم، ستجد نفسك وسط بحر من الألوان والأصوات، في عالم لا يعرف الصمت ولا الملل... عالم  حلقوم الجمل، الزقاق الذي ما زال يحتفظ بروح القاهرة كما كانت قبل قرون.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية