"كامل الشناوي" شاعر جعل الحزن قصيدة والحياة سؤالا.. وهذا سر مقولة "أشقى ليلة في حياتي يوم مولدي"
كامل الشناوى، كاتب وشاعر وصحفى، وصفوه بأنه شاعر فلتة نظم من لوعته وأشواقه أروع القصائد، متعدد المواهب مفكر وصحفى وأديب، ملك الدعابة وصاحب المقالب الشهيرة، ورغم ذلك أحبه الكثيرين لخفة ظله وسرعة إطلاق قفشاته، نضيء اليوم الشمعة الـ 117 لميلاده حيث ولد فى مثل هذا اليوم عام 1908 ومع ذلك مازال حاضرا فى نفوس عشاقه، عام 1908 ورحل عام 1966.
عن ذكرى ميلاده يقول كامل الشناوى: أشقى ليلة في حياتي هي بلا شك ليلة مولدي، صحيح أننى لا أذكرها ولكني مازلت أعيش فيها، وليس هذا رأيا طارئا، ولكنه شعورى منذ أن ولدت حتى هذه اللحظة، وقد عبرت عن ذلك في كتاباتى، وآخر قصيدة كتبتها في ذكرى مولدى قلت فيها: عدت يا يوم مولدى...عدت يا أيها الشقى / الصبا ضاع من يدى..وغزا الشيب مفرقه / ليت يا يوم مولدى..كنت يوم بلا غد / أنا عمر بلا شباب..وحياة بلا ربيع / اشترى الحب بالعذاب..اشتريه فمن يبيع / أنا عمر بلا شباب..أنا وهم أنا سراب.
ليس فى حياته ليلة سعيدة
ويضيف كامل الشناوى قوله عن يوم ميلاده ويقول: إذا كانت أشقى ليلة في حياتى هي يوم مولدى فإنه ليس في حياتى ليلة سعيدة واحدة، ورغم ذلك فإن السعادة هي الرضا والقناعة، وعندما يرضى الفنان أو يقنع فقد أصبح إنسانا عاديا تخلى عنه فنه، أو تخلى فنه عنه، وأظننى ما كنت هذا الإنسان أبدا.

يقول كامل الشناوى بأسى شديد: حياتى لم تخل من الحب، فأنا من المؤمنين بأن الحب لا يصيب القلب إلا مرة واحدة، ثم بعد ذلك يتكرر، ويكون انعكاسا للحب الأول، إننى إذا نظرت اليوم إلى آخر حب فى حياتى، تذكرت حبى اأول، فهو صورة منه،، وهناك من يقول إنه ليس هناك حب حقيقى ينبع من القلب والروح كما كان أيام قيس وليلى وروميو وجولييت، وأنا أرى أن حب زمان زى حب النهارده، والحب أسرار إذا خرج بين قلبين أصبح مضغة وزالت نشوته وتفشت سريته من زمان كان يكتمها عن حبيبه ولا يبوح إلا بالقليل النادر، أما اليوم فالحبيب يبوح بها بصوت عال ونحن نعيش الآن عصر زعيق وهيصة والكلام والحب بصوت عال وأصبحنا نعيش فى عهد صاخب ينقصه الحب.
المرض مثل العمر سر غامض
وفى يوم ميلاد كامل الشناوى عام 1956 كتب فى جريدة الجمهورية مقالا قال فيه: أنا ابن هذه الدنيا التى خلقها الله، ولم أغمض عنها عينى لأنى أدركت عظمة هذا العمل الإلهى، فإذا اختارنى لآخرته بعد هذا العمر الطويل، يستطيع الزمن أن يأخذ منى كل شيء، إلا قدرتى على أن أتمنى.. وعندما تضيق بى سبل الحياة فإننى قبل أن أستسلم لليأس.. سأتمنى.. أتمنى اليأس، علمتنى التجارب أن المرض مثل العمر سر غامض، وقد عرفت بشرا كانوا يأكلون بنهم ولا يمرضون، وأناسا كانوا يأكلون بحذر وظلوا طوال حياتهم مرضى، وأنا لا أخشى الموت فقد واجهت ما هو أصعب منه.. الحياة نفسها .

ويضيف كامل الشناوى: وأنا اليوم فى يوم ميلادى أبعث رسالة للأيام وأقول: تمهلى أيتها الأيام، لا تدفعينى في طريقك بهذه السرعة المجنونة، إننى لا أجرى، ولا أمشى ولكنى أحفر بخطواتى القبر الذي يضمنى، قلبى لا يطيق أن يتسكع في ضلوعه بلا عمل، ولذلك فهو حريص على ألا يعتزل الحب حتى لا يتعرض للبطالة.. دائما في مشاعرى همس جديد لذيذ غامض.. أحاول أن أتبينه فتحجبه عنى ثرثرة التجارب وفضول الذكريات.
وأضاف كامل الشناوى: أحيانا تنتابنى حيرة لا أستطيع معها أن أحزن أو أفرح لأن الأيام التي تنقضى من عمرى تزيد من سنى وتجربتى وثقافتى وانفعالى بالجمال، فكيف أحزن على النقص ولا أفرح بالزيادة.. إننى دائما زائد وناقص.

الناس جميعا يتمنون أن تطول أعمارهم.. هذه هي القاعدة، وقد يشذ عنها بعض المفكرين والفلاسفة وهواة الانتحار.. ولست والحمد لله واحدا من هؤلاء، ومع ذلك فإنى كثيرا ما أتساءل هل طول العمر نعمة أم عقوبة، وأنا لا أشكو أبدا ففى الشكوى انحناء، وأنا نبض عروقى كبرياء.
الحياة هى المشكلة
وأخيرا يختتم كامل الشناوى مقاله: فالموت ليس مشكلة، الحياة هي المشكلة.. ومشكلة كبيرة، لماذا تحاولين أن تدمرى يأسى منك بعدما تبدد أملى.. أنك لا تريدين لى أن أستريح، لقد أصبح التنكيل بطمأنينتى هواية تمارسينها بخفة وبراعة، فمن الكمال أن يدرك الإنسان النقص الذي يعانيه لكن من النقص أن تظن أنك كامل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
