رئيس التحرير
عصام كامل

الكاريبي يشتعل برعاية أمريكية.. ترامب يفتح جبهة جديدة وعينه على نفط فنزويلا والهروب من أزماته الداخلية.. إيران تزوّد كاركاس بصواريخ فرط صوتية ومسيرات.. وتل أبيب تتهمها بالتعاون مع حزب الله

الكاريبي
الكاريبي
18 حجم الخط

الكاريبي.. منطقة باتت أمام مرحلة جديدة من الصراع المتصاعد، وخاصة مع الانتشار العسكري الذي تزايد معه التهديدات الأمريكية لحكومة نيكولاس مادورو، بزعم الحد من تهريب المخدرات لأمريكا، لكن كاراكاس ترى أن ساكن البيت الأبيض يرمي إلى الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو والاستيلاء على نفط فنزويلا.

ومؤخرًا تحولت المنطقة إلى نقطة صراع جديدة بين ترامب والديمقراطيين، بعدما أعرب النواب الجمهوريون عن دعمهم لإجراء تحقيق في الكونجرس بشأن الضربات العسكرية الأمريكية على قوارب بزعم أنها تقوم بتهريب المخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادي إلى أمريكا.

وازداد الأمر سوءًا بعدما نُشرت تقارير صحفية تزعم أن بيت هيجيست وزير الدفاع الأمريكي أصدر أمرًا شفهيًا بقتل جميع ركاب أحد هذه القوارب الناجين في الثاني من سبتمبر الماضي، تلك الضربة التي اعتبرها البعض ترقى إلى مستوى جريمة حرب واستهداف أفراد لم يعودوا قادرين على القتال.

لكن بعد ذلك التقرير الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، مؤخرا، دافع هيجسيث عن نفسه وعن الضربات، ووصف التقرير بالأخبار الكاذبة الملفقة والمحرضة والمهينة لتشويه سمعة محاربينا الرائعين الذين يقاتلون لحماية الوطن، بينما قال الرئيس ترامب إنه يثق في هيجسيت وقراراته.

كما أن التوتر الذي يتصاعد في الكاريبي لم يعد مرتبطًا فقط بموقف واشنطن تجاه فنزويلا، بل اتخذ بعدًا إضافيًا بفعل الدور الذي تلعبه واشنطن من خلال الحرس الثوري داخل الأراضي الفنزويلية وفي محيطها البحري.

هذا التداخل من قبل جهة معادية للمصالح الأمريكية والذي يتمدد من الشرق الأوسط، وسلطة تبحث داخل نصف الكرة الغربي عن حلفاء خارج الأطر التقليدية، دفع الإدارة الأمريكية إلى اعتماد تفكيك العناصر التي تمنح الطرفين قدرة على المناورة خارج الرقابة، سواء في الميدان الأمني أو في مسارات التمويل والاتصالات.

حروب ترامب

ومع تزايد الأحداث وتبادل الاتهامات أصبح البعض يتساءل عن أهداف حروب الرئيس الأمريكي في الكاريبي والهجوم على دول القارة، سواء في فنزويلا أو كولومبيا والبرازيل، وإيران العدو القائم، وكذلك علاقة الصين وروسيا وإسرائيل بالأمر.

وردًا على تلك التساؤلات، قال إميل أمين، الكاتب المتخصص في الشأن الأمريكي، إنه يرى أن الأهداف الرئيسية لحرب ترامب، بهدف محاولة لفتح جبهة عسكرية في الكاريبي، تتلخص في 3 نقاط، وهي الظاهرة للجميع والتي تتمثل في محاولة وضع اليد الأمريكية على نفط القارة اللاتينية، وبالأخص نفط فنزويلا، الذي ثاني أكبر احتياطي نفط في العالم بمقادير هائلة للغاية.

وتابع: مصادر الدخل لدى الولايات المتحدة الأمريكية في الداخل تنضب رويدًا رويدًا، وهي لا تريد أن تدخل في إشكاليات في العالم الخارجي بمعنى أنه الجزء الآخر "الجزء الشرقي من الكرة الأرضية"، فهي تريد الاحتفاظ بالجزء الغربي.

ومن الواضح أيضًا أن من الأهداف الرئيسية لهذه المحاولة التأكيد على مبدأ الرئيس مونرو - مبدأ يتكلم عن الهيمنة الأمريكية المطلقة في نصف الكرة الغربي من العالم، أمريكا الشمالية، كندا، الولايات المتحدة، والمكسيك، وهما ما تسيطر عليهما أمريكا، أما الباقي ففي دول أمريكا الجنوبية، ومن هنا نستطيع الربط مع اجتماع الجنرالات الذي حدث في الداخل الأمريكي قبل شهرين وكان التركيز على نصف الكرة الغربي.

وأوضح أن سبب التركيز على نصف الكرة الغربي يتعلق بقطع الطريق على الامتداد الإمبراطوري للصين وروسيا، فالصين الآن تنشئ ما نسميه إمبراطورية خرسانية في أمريكا الجنوبية، سواء كان الأمر في فنزويلا أو البرازيل أو كولومبيا.

واستكمل: بالطبع ترتبط بفنزويلا بشكل خاص كوبا، وهي حوالي 90 ميلًا من ولاية فلوريدا، وهي موقع استراتيجي خطير إذا وجد فيه، مضيفًا: "كانت هناك أحاديث كثيرة عن قواعد عسكرية في أمريكا اللاتينية، وهذا أمر مخيف جدًا للداخل الأمريكي".

شعبية ترامب

أما النقطة الأخرى وهي محاولة تحقيق انتصارات سياسية، فترامب تنكسر شعبيته وفقًا لعدد من استطلاعات الرأي مؤخرًا بالداخل الأمريكي بشكل كبير، حتى الحديث عن الدخول في صدام عسكري مع فنزويلا صار عليه العديد من علامات الاستفهام، وستكون الخسائر كبيرة في صفوف الولايات المتحدة من جهة، والجهة الأخرى وهي الأخطر أنه ستكون هناك أزمة كبرى في الضحايا المدنيين.

وتابع: نحن الآن في إشكالية كبرى مع وزير الدفاع الأمريكي؛ بسبب ما يسمى الضربة الثانية المزدوجة، عندما أطلق "الأدميرال فرانك برتلي" الرصاص على مجروحين من ضربة أولى، وهذا أمر ضد دليل الحرب للبنتاجون، وهناك أزمة كبرى ربما تؤدي إلى إقالة أو استقالة لهيجسيت على الرغم من دعم ترامب القوي له.

والسؤال الأهم هنا: هل غزو فنزويلا سيحل هذه الإشكاليات؟ من الواضح والواقع أيضًا أنه سيعقدها، وسيظهر ترامب بأنه غير صادق في عيون الأمريكيين لأنه وعد بإيقاف الحروب وعدم فتح سياقات حروب جديدة.

ومن جانبه قال مهدي عفيفي، العضو في الحزب الديمقراطي والخبير في الشأن الأمريكي، إن ترامب دائمًا ما تكون وراء تصرفاته أهداف أخرى غير معلنة، ففيما يقول إنه يحارب تهريب المخدرات قام بالعفو عن رئيس هندوراس الذي حكم عليه بالسجن 45 عامًا وثبوت تهمة تهريب المخدرات عليه، وإعفائه في الأيام القليلة الماضية.

وتابع: مسألة الحرب على فنزويلا المقصود منها إخضاع فنزويلا ودول جنوب أمريكا إلى العمل مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذه الدول بدأت بالتوجه بشكل أكبر إلى روسيا والصين، فلذلك وبعلم ترامب أن الدولتين لن تتدخلا وتدافعا عن تلك الدول ولذا يكون هناك ضغط على فنزويلا كما نرى.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول الدخول في هذه الصراعات بسبب امتلاك فنزويلا ثاني أكبر احتياطي نفط في العالم، سواء كانت في أفريقيا للحصول على اليورانيوم مثلما يحدث في الكونغو، وهذه الصراعات للسيطرة على منابع الثروة مثل البترول.

واختتم بأن ترامب لديه مشاكل في الداخل الأمريكي، سواء كان الاقتصاد أو التضخم الذي أصبح جزءًا كبيرًا من المشكلة الاقتصادية في أمريكا، أو حتى الفضائح الجنسية التي اتُّهم بها، فلذلك في كل فترة يخرج ترامب بمسألة أخرى لإثارة الرأي العام والبعد عن مسألة الاقتصاد والصحة والفضائح الجنسية.

عقوبات أمريكية

وبدوره، قال الدكتور محمد خيري، الباحث في الشأن الإيراني: "في البداية يمكن القول إن الولايات المتحدة الأمريكية تضع كلا من إيران وفنزويلا في سلة واحدة، إذ تفرض واشنطن عقوبات على كلا من طهران وكاراكاس فيما يتعلق بتصدير النفط وعقوبات أخرى تتعلق بحظر الدعم العسكري، وهو ما دعا إيران لأن تستند إلى مبدأ "عدو عدوي صديقي"، واستنادًا كذلك إلى توتر العلاقات بين كاراكاس وواشنطن".

وإزاء التهديدات الأمريكية المستمرة لفنزويلا أعلن وزير خارجية إيران عباس عراقجي في سبتمبر الماضي تضامن بلاده مع فنزويلا في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، ووصف عراقجي إجراءات واشنطن تجاه فنزويلا بأنها إجراءات أحادية تقوض الأمن في البحر الكاريبي.

ولم يتوقف الدعم الإيراني لفنزويلا عند ذلك الحد، خاصة أن طهران عمدت إلى دعم فنزويلا عسكريًا من خلال إمدادها بصواريخ فرط صوتية كتلك التي استخدمتها إيران في مهاجمة إسرائيل خلال حرب الاثني عشر يومًا، علاوة على إقامة إيران مصانع مشتركة لتصنيع المسيرات والصواريخ الباليستية في فنزويلا على أن يتم تقاسم الإنتاج بين البلدين.

ومؤخرًا، وافقت إيران على حصول فنزويلا على كامل الإنتاج في ظل التهديدات والاستهدافات الأمريكية لفنزويلا في البحر الكاريبي.

وفي السياق ذاته، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، أحمد فؤاد أنور: إن الجانب الإسرائيلي في مواجهة مع الرئيس نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا، خاصة بعد نجاحه في الانتخابات الأخيرة عام 2019، فمنذ ولايته الجديدة بدأ هجوم منظم من الجانب الإسرائيلي لتشويهه، فالجانب الإسرائيلي في هذا الصدد يتعاون مع الأرجنتين ونيكاراجوا لتشويه وحصار فنزويلا.

وتابع: السائد في هذا ميول الرئيس اليسارية ومساندته للقضية الفلسطينية بقوة، لذا فتل أبيب تستدعي الولايات المتحدة الأمريكية بأي غطاء سواء مخدرات أو غيرها من الاتهامات المعلبة لكي تتدخل لإسقاط مادورو.

هجوم إسرائيلي

وفي هذا الصدد، شن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر هجومًا منذ أيام على الجانب الفنزويلي، واتهم عناصر في الكاريبي بأنها تقيم علاقات مع شخصيات تتعاون مع حزب الله، مشيرًا إلى ما حدث سابقًا من تفجير في الأرجنتين ضد أهداف يهودية وإسرائيلية وتم نسبها إلى حزب الله، وهو ما استغله جدعون ساعر للقول بأن هذا التحالف المتكون من عناصر في الكاريبي وحزب الله بزعامة القيادة في فنزويلا ضد إسرائيل.

وأشار إلى أن هذا يمثل اتهامًا خطيرًا لكي يتم تمهيد الطريق أمام الولايات المتحدة الأمريكية لقمع الرئيس أو إزاحته إذا تمكنوا من هذا، مضيفًا أن ذلك أيضًا أحدث إثارة في الشارع الفنزويلي طوال الوقت واشتباكات مع قوات الأمن يتم تضخيمها، وهذا يأتي في إطار سعي الجانب الإسرائيلي لتغيير سياسات فنزويلا الخارجية أو في المقابل التخلي عن السلطة وتغيير الرئيس.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية