عبد الرحمن الرافعي، مؤرخ مصر الحديثة الذي رفضت أسرته التفريط في مكتبته النادرة لأمريكا
عبد الرحمن الرافعي، مناضل سياسي ومؤرخ ومحام وصحفي ومفكر مصري، أشهر مؤرخي القرن العشرين، لقب بجبرتي مصر الحديثة سجل المؤرخ عبد الرحمن الرافعي تاريخ مصر القومي في عشرين مجلدًا، ونشرت مجلة التحرير عام 1952، الجزء الأخير من هذه السلسلة التي تتناول أحداث مصر الكبرى منذ سنة 1936، رحل في مثل هذا اليوم عام 1966.
ولد المؤرخ عبد الرحمن الرافعي عام 1889 بحي الخليفة بالقاهرة، في بيت ديني لأب يعمل بالإفتاء، تخرج في مدرسة الحقوق عام 1908 في الوقت الذي تشهد فيه مصر حركة وطنية قوية على يد مصطفى كامل، عمل محاميًا في البداية، وتتلمذ على يد محمد علي علوبة باشا في مكتبه للمحاماة بأسيوط، انتقل عبد الرحمن الرافعي إلى القاهرة للعمل محررًا في جريدة اللواء بإشراف الزعيم محمد فريد بعد وفاة مصطفى كامل، ثم عاد إلى المحاماة عام 1910.

أصدر عبد الرحمن الرافعي مجموعة من المؤلفات مالتي أرخت لتاريخ مصر منها: حقوق الشعب، نقابات التعاون الزراعية، الجمعيات الوطنية، تاريخ الحركة الوطنية، تطور نظام الحكم في مصر، عصر محمد على 1930، عصر إسماعيل في جزءين، الزعيم الثائر أحمد عرابي، الثورة العرابية، مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية، محمد فريد رمز الإخلاص والتضحية، ثورة 1919، مقدمات ثورة يوليو، مذكراتي، ثورة يوليو، أربعة عشر عامًا في البرلمان وغيرها.
معارضة معاهدة 36
انضم عبد الرحمن الرافعي إلى الحزب الوطني عند تأسيسه وانشغل في حياته بنشر الفكر القومي ويقظة الوعي القومي، وشارك في أول انتخابات برلمانية أجريت وفق دستور 23 وتولي رئاسة المعارضة في مجلس النواب عن دائرة المنصورة، ثم ابتعد عن الحياة النيابية 14 عامًا ثم عاد نائبًا في مجلس الشيوخ بالتزكية، تولى وزارة التموين في حكومة حسين سري باشا عام 1949، وبعد الثورة شارك في إعداد دستور 53، وهو صاحب مقولة "كان أكبر خطأ سياسي ارتكبه حزب الوفد هو عقد معاهدة سياسية بين مصر وبريطانيا وهى معاهدة 1936".
14 عاما فى البرلمان
من أشهر وأهم مؤلفات عبد الرحمن الرافعي كتابه "14 عامًا في البرلمان" يقول فيه: كنت من قبل معترفًا بأن أؤرخ لحياتي البرلمانية، وترددت أكثر من مرة، إذ خشيت أن يفسر هذا بأنه نوع من حب الذات والحديث عن النفس، ومع مرور الزمن عاودتني هذه الفكرة، وأقنعت نفسي بأن مثل هذا الكتاب سيلقي الضوء على تاريخ الحوادث المعاصرة، لأن الحياة البرلمانية هي في مجموعها مرآة لهذا التاريخ، حقًّا إن هذا الكتاب لايحوى إلا أعمالي في البرلمان، وفي الوقت نفسه يشتمل على صور شتى من الحياة البرلمانية عامة، ولم أجعله تأريخًا لحياة مصر البرلمانية، فقط جعلت سجلًا لأربعة عشر عامًا فقط في البرلمان.

وصفه أبناء جيله من المؤرخين ورجال الأحزاب بأنه “غاندي التاريخ” لأنه أكبر دعاة اللاعنف نسبة إلى الزعيم الهندي المهاتما غاندي الثوري الهادئ، ووصفوه أيضًا بـ عاشق الصحافة والسياسة المتجول في الشارع السياسي ما بين المحاماة كفارس للقانون وللصحافة كمغرم، ورئيس تحرير والحركة الوطنية العاشق لمصطفى كامل زعيم الحزب الوطني وصديقه محمد فريد.. ومن هنا كان نقل رفاته بعد وفاته إلى ضريح مصطفى كامل مع الزعيم محمد فريد، فقد شكل الثلاثة تاريخًا مميزًا في الحركة الوطنية المصرية فى بداية القرن الـ 19، ووسط ملحمة دنشواي لفضح الاستعمار البريطاني الذي جثم على أرض مصر أكثر من 75 عامًا، فقد كان نفسه واحدًا من علامات نجاح مصطفى كامل ومحمد فريد في تأسيس الحزب الوطني وإصدار جريدة اللواء لسان حال الحزب.
خرج المؤرخ عبد الرحمن الرافعي من الحياة لا يملك ثروة مثل أقرانه سوى مكتبته الضخمة فكتب في مجلة التحرير عام 1954 يقول: لا يوجد إنسان يخلو من الخطأ والشطط في حياته، إني معترف أني أخطأت في الحياة أخطاء عدة لكنها لم تخرج والحمد لله عن القواعد المستطاعة.
الرافعي في الميزان
وتعليقًا على مكتبة الراحل عبد الرحمن الرافعي تحت عنوان "الرافعي في المزاد نشرت مجلة الاذاعة والتليفزيون عام 1968 موضوعًا مطولًا عن محتويات المكتبة قالت فيه: نظرًا إلى القيمة الكبرى التي تحتويها مكتبة الرافعي فوضت جامعة شيكاجو بالولايات المتحدة مندوبًا عنها للتفاوض مع ورثته لشراء مكتبة الرافعي التي تحوي خمس حجرات في منزله، مع بعض تراثه ونقلها إلى أمريكا، وبدافع الوطنية وبالرغم من سخاء العرض المادي فضلوا التفريط فى بعض أثاث البيت بالبيع تاركين فكر مورثهم وتراثه.
تراث للأجيال الوطنية
تقول زوجة عبد الرحمن الرافعي عن هذه المكتبة: لقد بدأ فى جمع هذه الكتب منذ كان طالبًا بمدرسة الحقوق وعمره لا يتجاوز السابعة عشرة، وهي فترة تمتد لنصف قرن، وما هو موجود بها غير موجود بدار الكتب ذاتها وهي تعتبر تراثًا للأجيال الوطنية.
مصير مكتبة الرافعى
وطالب المستشار حلمي شاهين زوج كريمة الرافعي في مجلة الإذاعة عام 1968 بأن تتبنى الدولة مشروع باسم مكتبة الرافعى بحيث تقوم بشرائها ووضعها في مكتباتها العامة أو ضمها إلى مكتبة إحدى جامعاتنا الكبرى لتثري ما فيها من كتب منتقاة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
