رئيس التحرير
عصام كامل

بين طمأنة 'الصحة' وقلق 'السوشيال ميديا'، ملفات عكرة لشركات عالمية تكشف: لا أحد معصوم من اختبار 'كوب الماء'

أزمة زجاجات المياه
أزمة زجاجات المياه المعدنية
18 حجم الخط

أثار بيان وزارة الصحة بشأن الإجراءات التي تم اتخاذها مع اثنين من صانعي المحتوى، بعد أن قدما فيديو أكدا فيه عدم مطابقة زجاجات المياه المعدنية التابعة لإحدى الشركات للمواصفات القياسية، ردود أفعال واسعة.

فالبعض يرى أن المحتوى المشار إليه ليس مضللًا، وأن ما قدماه من معلومات قد يلامس واقعًا حقيقيًا، خاصة وأنه قد سبق وتعرضت شركات بدول كبرى ولها شعبية عالمية لمثل هذه المواقف.

الصحة تنفي سحب أي عبوات مياه معدنية من السوق

وفي الوقت الذي نفى فيه مصدر مسئول بوزارة الصحة والسكان صدور أي قرار رسمي بسحب مياه معدنية معبأة من الأسواق المصرية، مؤكدًا تكثيف حملات التفتيش للتأكد من خلو السوق من أي منتج مخالف، تفتح هذه الواقعة الباب واسعًا لاستعراض ملف "سلامة المياه المعبأة" عالميًا. فالأمر ليس مجرد حالة فردية، بل هو جزء من تحدٍ عالمي واجهته كبرى العلامات التجارية في عامي 2024 و2025، حيث سقطت شركات عملاقة في فخ التلوث البكتيري، وعيوب التصنيع، بل والاحتيال في طرق المعالجة، مما يثبت أنه لا توجد شركة بمنأى عن الخطأ، وأن "النقاء" المسوق له قد يخفي وراءه أزمات كبرى.

 

وأوضح المصدر المسئول أن الوزارة تتبع سلسلة إجراءات صارمة لضمان وصول مياه شرب آمنة، تشمل الرقابة الدورية للتأكد من مطابقة المعروض للمواصفات القياسية المصرية.

يأتي هذا في وقت يتزايد فيه وعي المستهلك بجودة ما يشربه، متأثرًا بما يتناقله "صناع المحتوى" وما يحدث في العالم من حوله.

فرنسا.. سقوط أسطورة "المياه الطبيعية"

وإذا انتقلنا إلى فرنسا، بلد "المياه المعدنية" الأشهر عالميًا، نجد أن الصورة ليست ناصعة البياض كما تبدو. ففي فضيحة هزت أركان الصناعة، كشفت تحقيقات صحفية أن شركات عملاقة مثل "نستله ووترز" (Nestlé Waters) ومجموعة "ألما" (Alma) استخدمت أساليب تنقية غير مطابقة للمعايير لإخفاء تلوث منتجاتها.

المفاجأة الكبرى كانت اعتراف شركة "نستله" في عام 2024 بأنها استخدمت لسنوات طرق معالجة غير قانونية، شملت استخدام الأشعة فوق البنفسجية وفلاتر الكربون النشط لتنقية مياه علامات تجارية عالمية مثل "بيرييه" (Perrier) و"فيتيل" (Vittel). ورغم أن هذه الطرق تستخدم لتنقية مياه الصنبور، إلا أن القوانين الأوروبية تحظرها تمامًا في إنتاج "المياه المعدنية الطبيعية" التي يُفترض أن تُعبأ كما هي من المصدر دون تدخل كيميائي.

وتطورت الأزمة لتكشف عن تلوث خطير في الينابيع. ففي تقرير للوكالة الوطنية الفرنسية للأغذية والصحة والسلامة المهنية (ANSES)، تم التشكيك في سلامة المياه، مشيرة إلى تلوثها ببكتيريا "الإشريكية القولونية" بتركيزات عالية، ومبيدات حشرية، وملوثات كيميائية أبدية (PFAS). وأدى ذلك إلى إتلاف نستله لجزء من إنتاجها، وتدمير ما يقرب من ثلاثة ملايين زجاجة من مياه "بيرييه" في أبريل 2024 بعد اكتشاف تلوث بكتيري برازي.

ولم يتوقف الأمر عند الإتلاف، بل امتد لساحات القضاء.

 ففي يوليو 2025، أجرت السلطات الفرنسية تفتيشًا لمقر شركة نستله ووترز قرب باريس، وفتحت تحقيقًا جنائيًا في قضايا احتيال، بعد شكوى قدمتها منظمة "فودووتش" (Foodwatch) غير الحكومية، تتهم الشركة بمعالجة المياه بشكل غير قانوني لإخفاء التلوث

ولا تقتصر الاتهامات على نستله، بل طالت مجموعة "ألما" (المالكة لعلامة "كريستالين")، التي اتُهمت بممارسات غير قانونية تشمل التلاعب بالمياه المعدنية عبر إضافة مياه الصنبور واستخدام غازات صناعية وكبريتات الحديد في المعالجة.

بكتيريا ومعادن في أشهر زجاجات المياه بالولايات المتحدة الأمريكية

بسوقها الضخم، لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية، بعيدة عن هذه الهزات. فقد شهد عام 2024 سحبًا ضخمًا لمنتجات شركة "فيجي" (Fiji Water)، التي تُسوق مياهها على أنها من أنقى المياه الارتوازية في العالم، واضطرت الشركة لسحب قرابة 1.9 مليون زجاجة بعد أن أظهرت الاختبارات وجود بكتيريا ومستويات عالية من معدن "المنغنيز"، وجاء هذا السحب بناءً على شكاوى العملاء من تغير لون المياه، وشمل زجاجات بيعت عبر منصات كبرى مثل "أمازون".

وفي سياق متصل، واجهت شركة "كوكا كولا" أزمة في منتصف عام 2025، حيث اضطرت لسحب كميات من مياه "توبو شيكو" (Topo Chico) المعدنية الفوارة من متاجر كبرى، بسبب احتمالية تلوثها ببكتيريا "الزائفة الزنجارية" (Pseudomonas aeruginosa)، وهي بكتيريا قد تسبب عدوى خطيرة للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

كما شهدت ولاية فرجينيا الغربية في سبتمبر 2024 سحبًا لمنتجات شركة "بيركلي كلوب بيفيرجز" (Berkeley Club Beverages) بعد اكتشاف بكتيريا القولون في المياه المقطرة والمنقاة، مما استدعى تدخل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

حتى الزجاجات تنفجر! لم تكن المشاكل محصورة في جودة المياه فحسب، بل امتدت لسلامة العبوات. ففي عام 2025، تم سحب مياه "جيرولشتاينر" (Gerolsteiner) المعدنية الفوارة من الأسواق بسبب عيب تصنيع خطير يؤدي إلى انكسار الزجاجات أو انفجارها تحت الضغط، مما شكل خطرًا مباشرًا لإصابة المستهلكين بشظايا الزجاج.

ما يحدث في مصر اليوم من جدل، وما قابله من إجراءات حكومية وتطمينات، يضعنا أمام حقيقة هامة: وهي أن وعي المستهلك ويقظة الجهات الرقابية هما خط الدفاع الأول. فإذا كانت شركات بحجم "نستله" و"كوكا كولا" قد اضطرت لسحب منتجاتها والاعتراف بأخطائها تحت ضغط الرقابة والقانون في أوروبا وأمريكا، فإن السوق المصري ليس استثناءً، والحفاظ على ثقة المستهلك يتطلب شفافية مستمرة ورقابة لا تستثني أحدًا، سواء كان المنتج محليًا أو عالميًا.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية