خطة الـ28 بندًا لتركيع كييف.. منح روسيا أجزاء من شرق أوكرانيا الأبرز.. وخبراء: الضغط الأمريكي يهدف إلى إخضاع زيلنسكي مقابل بعض الامتيازات
وضعت الإدارة الأمريكية خطة جديدة بشأن مسار الحرب الروسية الأوكرانية تحمل في طياتها إعادة توزيع موازين القوى في أوروبا وتثير تساؤلات مصيرية حول مستقبل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وتشمل الخطة 28 بندًا، وتعد تنازلات كبيرة لأوكرانيا، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لإعادة ترتيب حضورها في قلب الصراع الروسي الأوكراني، مع الحفاظ على نفوذها الاستراتيجي في المنطقة.
من أبرز بنود الخطة منح روسيا أجزاء من شرق أوكرانيا، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية حاليًا، مقابل ضمانات أمنية تقدمها أمريكا لأوكرانيا ولأوروبا، في محاولة لردع أي تهديدات روسية مستقبلية. في المقابل، تلزم الخطة أوكرانيا بالتخلي عن طموحات الانضمام إلى حلف الناتو، كما تمنعها من نشر قوات حفظ السلام الدولية داخل أراضيها.
وبالنسبة لهذا المخطط، أشار عدد من الخبراء إلى أن بنود الخطة قد تفضي إلى تغيير جوهري في مسار الصراع في أوكرانيا، حيث يراها البعض خطوة تنحاز إلى مصلحة روسيا.
من جانبه أكد سعيد سلام، مدير مركز فيجن للدراسات الاستراتيجية والباحث في العلاقات الدولية، أن محاولات فرض "خطة السلام" السرية، التي تعني "شروط الإذعان الأوكراني الكامل"، تمثل العودة إلى مسار جيوسياسي بالغ الخطورة في سياق الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأوضح سلام أن هذه الخطة، التي تحتوي على بنود منحازة بالكامل لصالح موسكو، تعتبر في جوهرها شروط استسلام مذلة، وتكشف عن محاولة ضغط أمريكي تهدف إلى إنهاء الحرب وفقًا لأجندات واشنطن الخاصة، متجاهلة في الوقت ذاته مبادئ القانون الدولي وسيادة أوكرانيا، وأضاف: "تقييم مستقبل الحرب يعتمد على تحليل تداعيات بنود الخطة على الأمن القومي الأوكراني والخيارات المتاحة أمام كييف".
وأشار سلام إلى أن هذه الشروط تعني عمليًا استسلامًا كاملًا لأوكرانيا، مما يهيئ الظروف بشكل منهجي لعدوان روسي لاحق أكثر تدميرًا، وبيّن أن خطورة الخطة تكمن في سعيها لتقويض القدرة الدفاعية الأوكرانية من خلال مسارين حاسمين: الأول هو نزع السلاح بشكل مقنع، حيث يتم تخفيض عدد القوات المسلحة الأوكرانية إلى 200000 جندي كحد أقصى، وهو عدد لا يمكنه ضمان الأمن القومي أو حماية الجبهة الممتدة، مما يجعل أوكرانيا عرضة لانهيار عسكري.
أما المسار الثاني، فهو عزل كييف عن الدعم الغربي، حيث تنص الخطة على حظر نشر القوات الأجنبية في أوكرانيا، وفرض قيود على نوعية الأسلحة الأوكرانية، بما في ذلك منع نقل الطائرات القتالية من حلفائها، مما يجرد أوكرانيا من قدراتها الدفاعية ومن مظلة الدعم الجوي، ويتركها تحت رحمة التفوق الروسي.
وأضاف أن الشروط الروسية التي تضمن لها السيطرة الكاملة على منطقة دونباس تمنح موسكو مواقع عسكرية ولوجستية استراتيجية تؤهلها للتحرك مستقبلًا نحو غزو مناطق أخرى مثل خاركيف ودنيبروبيتروفسك، مما يعزز من فكرة أن هذه الهدنة ليست سوى فترة إعادة تموضع روسية تحضر لعدوان أوسع في المستقبل.
وأكد سلام أن مستقبل الحرب سيتوقف بشكل حاسم على قدرة كييف على الصمود في مواجهة هذه الضغوط المزدوجة، فأوكرانيا تتبنى مبدأ الرفض والصمود، حيث يتمسك الرئيس زيلينسكي برفض قاطع لأي اتفاق يعترف بالسيطرة الروسية على الأراضي المحتلة أو شبه جزيرة القرم، مؤكدًا أن ذلك يتعارض مع الثوابت الدستورية لأوكرانيا.
وأوضح أن هذا الصمود يتطلب من أوكرانيا التحول إلى "نظام حرب البقاء" والتعبئة الوطنية الفعالة خلال أشهر الشتاء، مع الاستمرار في استراتيجية ضرب الاقتصاد الروسي لرفع تكلفة الحرب على موسكو، وهو المسار الوحيد الذي يقوي الموقف التفاوضي لأوكرانيا لضمان تسوية عادلة بدلًا من الاستسلام.
وأشار سلام إلى أن سيناريو الانصياع والانهيار يشكل تهديدًا داخليًا خطيرًا، إذا اضطرت القيادة الأوكرانية للقبول بالضغوط المتزايدة، فإن ذلك قد يؤدي إلى فوضى داخلية كارثية، وقال: "أي زعيم يوافق على مثل هذه الشروط سيواجه سقوطًا سياسيًا عنيفًا، ولا يضمن هذا الانصياع السلام، بل يؤدي إلى هدنة قصيرة الأجل تستغل من قبل روسيا لتعزيز قواتها تمهيدًا لعدوان أوسع في المستقبل".
وتابع إن الدافع وراء هذه الخطة لا يرتبط بتحقيق سلام عادل ينهي الحرب، بقدر ما يخدم أجندات أمريكية داخلية وشخصية، حيث يقود "الجناح الترامبي" مسارًا دبلوماسيًا سريًا يهدف إلى صناعة إنجاز سياسي يتمثل في "إنهاء الحرب" متجاوزًا الآليات الرسمية للدولة. كما أن غياب إعلان رسمي من واشنطن يمكن اعتباره بمثابة ضوء أخضر تجريبي يسمح بممارسة الضغط على كييف دون تحمل المسؤولية العلنية عن ذلك.
وأكد أن "خطة السلام" المزعومة ليست حلًا، بل تحدي جديد يهدد سيادة أوكرانيا داخليًا وخارجيًا، وأن مستقبل البلاد مرهون بقدرة كييف على الحفاظ على وحدتها الوطنية، ورفض الإذعان، والاستمرار في استراتيجية رفع تكلفة الحرب على موسكو.
ومن جانبه، قال الدكتور عمرو الديب، مدير مركز العمليات الجيوسياسية الدولية IGP، إن الحديث الأمريكي المتواصل عن وجود ضغوط على أوكرانيا بهدف تقديم تنازلات لا يبدو أنه سيحدث تغييرًا ملموسًا في مسار الصراع المستمر، مؤكدًا أن حل هذا الصراع لا يمكن أن يتم ببساطة وفق ما تريده إدارة دونالد ترامب أو ترغب فيه الولايات المتحدة.
وأوضح الديب أن الصراع لا يزال قائمًا، وليس الولايات المتحدة وحدها في موقع الانحياز فكل من أوكرانيا وأوروبا لا يسعيان للوصول إلى أي اتفاق بأي شكل، بل يعملان على إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، وهو ما تدركه موسكو جيدًا وتسعى بدورها إلى تحقيق هزيمة استراتيجية لأوكرانيا.
واختتم قائلًا إن المشهد الراهن يضع العالم أمام معادلة حادة: إما أوكرانيا أو روسيا، وإما أوروبا أو روسيا، ما يعني أن الصراع مستمر بصورة أو بأخرى، بل إن هناك من يتوقع امتداده مستقبلًا ليشمل دول بحر البلطيق في المدى القريب أو المتوسط.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
