كيف تحمي طفلك من التنمر؟
أصبحت قضية التنمّر من أكثر المشكلات انتشارًا في عالم الأطفال، سواء في المدارس أو عبر الإنترنت أو حتى بين الأقارب والجيران.
الطفل قد يتعرض للسخرية، الإقصاء، الإيذاء اللفظي، أو التقليل من شأنه، وهي أمور تترك أثرًا نفسيًا عميقًا إن لم يجد الدعم الكافي من أسرته.
حماية الطفل من التنمّر لا تعتمد على منعه من مواجهة العالم، بل على تزويده بالأدوات النفسية والاجتماعية التي تمكّنه من التعامل بقوة ووعي وثقة.
أكدت الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أن حماية أطفالنا من التنمّر ليست مهمة يوم أو نصيحة عابرة، بل هي عملية متكاملة تبدأ من تقوية مهارات الطفل الاجتماعية، تعزيز ثقته بنفسه، وتوفير بيئة منزلية آمنة وداعمة.
أضافت الدكتورة عبلة، أن كل خطوة صغيرة تزرعينها اليوم في طفلك، ستصبح غدًا جدارًا يحميه من الكلمات الجارحة والمواقف المؤذية.
وكل طفل نتعلم أن ندعمه ونقويه، يصبح نموذجًا لطفل آخر يتعلم منه ويتشجع، فنخلق بيئة أكثر أمنًا وحبًا لجميع الأطفال.
وفي هذا التقرير تقدّم الدكتورة عبلة، خطوات واضحة ومجربة حول المهارات الاجتماعية الضرورية للطفل، وطرق تعزيز ثقته بنفسه، ودور الأسرة في الوقاية من التنمّر.
أولًا: المهارات الاجتماعية التي تحمي الطفل من التنمّر
المهارات الاجتماعية ذهي خط الدفاع الأول لأي طفل. الطفل الذي يمتلك ذكاءً اجتماعيًا وقدرة على التواصل يكون أقل عرضة للاستهداف من المتنمّرين.
1. مهارة التعبير عن الذات
تعليم الطفل أن يعبّر عن مشاعره باستخدام كلمات واضحة يمنعه من الانكسار أو الصمت طويلًا أمام المتنمّر.
على سبيل المثال:
"أنا مش بحب الطريقة اللي بتكلمني بيها."
"من فضلك وقف كده."
هذه الجُمل البسيطة تمنح الطفل إحساسًا بالقوة وتوقف المتنمّر أحيانًا قبل أن يتمادى.
2. مهارة الرفض (قول لا)
بعض الأطفال يخشون قول "لا" خوفًا من خسارة الصداقة أو التعرض للرفض. بينما قول "لا" بشكل حازم – دون عدوان – يُعد مهارة أساسية لحمايتهم.
يمكن تدريب الطفل على قول:
"لأ، مش هعمل كده… ده بيضايقني."
3. مهارة تكوين الصداقات
الطفل الذي يمتلك دائرة أصدقاء غالبًا يكون محميًا نفسيًا ومعنويًا لأن المتنمّرين عادة لا يقتربون ممن لديهم دعم اجتماعي.
دربي طفلك على:
بدء الحوار مع طفل جديد.
تقديم نفسه بثقة.
مشاركة الألعاب أو الأنشطة.
هذه المهارات البسيطة تجعل الطفل محبوبًا ومقبولًا وسط أقرانه.
4. مهارة حلّ المشكلات
الطفل الذي يعرف طرقًا مختلفة لحل النزاع يكون أكثر قدرة على النجاة من التنمّر.
مثال:
تجاهل الإيذاء البسيط.
الابتعاد عن الشخص المؤذي.
إبلاغ شخص بالغ عند تكرر المشكلة.
تعويد الطفل على التفكير قبل ردّ الفعل يساعده على التعامل بمهارة بدلًا من الخوف أو الاندفاع.
5. لغة الجسد القوية
لغة الجسد تسبق الكلمات.
طفل يمشي ورأسه مرفوعة وكتفاه مشدودتان يظهر أقوى مما يبدو عليه، والعكس صحيح.
علميه:
التواصل البصري.
الحفاظ على استقامة الظهر.
التحدث بصوت ثابت وغير مرتعش.
المتنمّر غالبًا يبحث عن الشخص الذي يبدو ضعيفًا، لا الذي يقف بثبات.

ثانيًا: كيف نقوّي ثقة الطفل بنفسه لحمايته من التنمّر؟
الثقة بالنفس ليست مجرد كلمات لطيفة نقولها للطفل، بل هي مجموعة خبرات يومية تترسخ داخله.
1. امدحي الجهد وليس النتيجة
عندما يخطئ الطفل أو يفشل في شيء ما، لا تتركيه يشعر بالعجز.
قولي له:
"أنا فخورة إنك حاولت."
ذلك يساعده على تكوين صورة إيجابية عن نفسه، فلا يتأثر كثيرًا إن سمع كلمات تقلل منه من الآخرين.
2. امنحيه فرصًا للنجاح يوميًا
كل طفل يحتاج أن يشعر بأنه جيد في شيء ما.
دعيه يجرب:
الرياضة
الرسم
الطبخ البسيط
تركيب البازل
الأنشطة المدرسية
هذه النجاحات الصغيرة تعمل كدرع نفسي ضد التنمّر، لأن الطفل الواثق لا يصدق أي كلام سلبي عنه بسهولة.
3. علّميه كيف يتقبّل شكله وشخصيته
يصاب الأطفال كثيرًا بالتنمّر بسبب الشكل، الوزن، طولهم، بشرتهم أو لهجتهم.
علمي طفلك أن كل إنسان مختلف، وأن الاختلاف ميزة وليس عيبًا.
احكي له قصص شخصيات ناجحة تعرضت للتنمّر لكنها تفوقت فيما بعد.
4. اجعليه يتحدث يوميًا عن مشاعره
الحوار اليومي بين الأم والطفل أحد أكبر عوامل الوقاية.
اسأليه دائمًا:
"مين أكتر حد لعبت معاه النهارده؟"
"في حد ضايقك؟"
"إيه أكتر موقف فرّحك؟"
عندما يعتاد الطفل على مشاركة مشاعره، لن يخفي عنك أي تجربة تنمّر، مما يمنع تفاقم المشكلات.
5. دربيه على الردود الحازمة
الثقة تظهر في طريقة الرد.
علّميه ردودًا قصيرة وواضحة يستخدمها في المواقف الصعبة:
"كلامك مش مقبول."
"لو سمحت ابعد."
"هسيب المكان لو كملت بالطريقة دي."
هذه الجمل تحميه دون أن تدفعه للعنف.

ثالثًا: دور الأسرة في حماية الطفل من التنمّر
دور الأسرة هو الأساس. لا يمكن تعليم الطفل المهارات السابقة دون بيئة داعمة في البيت.
1. علاقة آمنة بين الطفل ووالديه
العلاقة الدافئة تساعد الطفل على عيش طفولته براحة. عندما يشعر الطفل أنه محبوب بلا شروط، يصبح أقوى نفسيًا.
الطفل الذي يفتقد هذا الأمان يكون أكثر عرضة للتنمّر لأنه يبدو ضعيفًا وغير واثق.
2. مراقبة التغيرات السلوكية
الأطفال غالبًا لا يعبرون عن مشكلاتهم بالكلام، بل بالسلوك.
راقبي:
فقدان الشهية
كثرة البكاء
التهرب من المدرسة
النوم المتقطع
الانعزال
هذه مؤشرات محتملة على تعرضه للتنمّر.
3. التعاون مع المدرسة
لا يجب تجاهل أي واقعة تنمّر.
تواصلي مع المعلمين والإدارة لإيجاد حلول حقيقية مثل:
مراقبة الفصول والساحات
الفصل بين المتخاصمين
جلسات دعم نفسي
هذا يعطي الطفل إحساسًا بأن هناك من يحميه.
4. نموذج الأسرة
الطفل يتعلم من والديه.
إن شاهد الأهل يتعاملون باحترام، يحلون خلافاتهم بهدوء، ولا يستخدمون السخرية أو الإهانة، فسيكبر على نفس الأسلوب.
أما إذا اعتاد الطفل على الإهانة داخل البيت، فمن الطبيعي أن يصدق إهانة الآخرين.
5. تقليل الاعتماد على الإنترنت
التنمّر الإلكتروني أصبح أخطر من التنمّر المدرسي.
ضعي قواعد مثل:
عدم مشاركة الصور الشخصية
عدم التواصل مع الغرباء
إخبار الأم بأي رسالة مزعجة
ذلك يمنع الكثير من المشكلات قبل وقوعها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا



