الفيدرالي الأمريكي على مفترق طرق.. معركة التوازن بين "التضخم" و"سوق العمل" تثير الشكوك.. وخفض الفائدة يزيد الانقسام بين الأعضاء
تدخل السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مرحلة بالغة الحساسية، وسط حالة من الجدل المتصاعد بين صناع القرار، لم يعد النقاش يدور حول توقيت خفض أسعار الفائدة فقط، بل تحول إلى مدى "جدوى" الاستمرار في هذه الدورة من الأساس، في ظل عناد مؤشرات التضخم وتقلب البيانات الاقتصادية، مما يضع مسؤولي البنك المركزي أمام معضلة صعبة.
منعطف حاسم في السياسة النقدية
لا يقتصر الخلاف على المراقبين في الأسواق المالية، بل امتد إلى قلب المؤسسة نفسها، حيث تتباين آراء المسئولين بين تيارين رئيسيين، الأول يتمثل في المتشككين في خفض الفائدة، حيث يرى هذا التيار، الذي تتصدره شخصيات مثل بيث هاماك، وجيفري شميد، أن أي تسرع في سياسة التيسير النقدي قد يبعث برسائل خاطئة، ويعيد التضخم للارتفاع مرة أخرى خارج السيطرة.
أما التيار الثاني، وهم المؤيدين للحذر المرن، حيث يعترف هذا التيار، الذي تمثله ليزا كوك وماري دالي، باستمرار مخاطر التضخم، ويخشى في الوقت ذاته من الإضرار بسوق العمل إذا تم الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة، مما يجعل الخفض قد يكون بمثابة تأمين ضد مخاطر الركود.

الانقسام بين أعضاء الفيدرالي الأمريكي
وأعربت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بيث هاماك، عن تشككها العميق في الحاجة إلى مزيد من الخفض، معتبرة أن التأثير التراكمي للتخفيضات السابقة لم يظهر فعاليته الكاملة بعد في كبح جماح الاقتصاد والتضخم.
ومن جانبها، وصفت عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ليزا كوك، الوضع بأنه حي ومتوتر، محذرة من أن الإفراط في رفع الفائدة يهدد سوق العمل، بينما الإفراط في خفضها يهدد استقرار التضخم.
أما رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي، دعت إلى عقل منفتح، مؤكدة على ضرورة الموازنة بين المخاطر المتعارضة لحماية الوظائف ومكافحة الغلاء.
وبرزت أصوات مثل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي جيفري شميد، ورئيسة الفيدرالي في دالاس لوري لوجان، معارضة تمامًا للمزيد من التيسير، في إطار مسعى للضغط على التضخم حتى يصل إلى الهدف المعلن.
الفيدرالي أمام معضلة في قراره الأخير
ومع اقتراب موعد اجتماع ديسمبر، تزداد حالة الترقب لاتخاذ قرار مصيري، يبدو أن الفيدرالي محاصر بين مطرقة التضخم المستمر وسندان المخاوف من تباطؤ اقتصادي، في معادلة صعبة تحددها البيانات الاقتصادية القادمة ومدى قدرة صناع القرار على تحقيق ذلك التوازن الدقيق والمنشود.
تأثير تأخر البيانات الأمريكية على قرار الفيدرالي
فمع توقف إصدار إحصاءات حيوية مثل بيانات سوق العمل والتضخم، يضطر صناع السياسة النقدية إلى الاعتماد على مؤشرات بديلة أقل شمولا ودقة.
ويحذر الخبراء من أن جودة البيانات الحكومية قد تدهورت، وهو ما قد يزيد من الانقسام داخل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة حول ضرورة خفض الفائدة مجددًا.
وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، قد نجح في توحيد رأي اللجنة حول خفض الفائدة في أكتوبر الماضي رغم غياب بعض البيانات، لكنه أشار إلى أن اتخاذ قرار مماثل في ديسمبر لن يكون بهذه السهولة، كما دعم بعض أعضاء اللجنة هذا التوجّه عبر تصريحات علنية نادرة، مما يعكس حالة الترقب التي تسود السوق.
ويتوقع أن يواجه الفيدرالي صعوبة إضافية في تقييم الوضع الاقتصادي خلال ديسمبر، حيث من المرجح أن تتوفر بيانات محدودة عن سوق العمل بينما تظل مؤشرات التضخم الرسمية غائبة، ويعد تقييم حالة سوق العمل محور النقاش الرئيسي، خاصة بعد أن أدى ضعف مؤشرات التوظيف الصيفية إلى خفضين متتاليين للفائدة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

